وقالت صحيفة، معاريف، إن "رد فعل المسؤولين المصريين، كان غاضبا عندما قال نتنياهو للأمريكيين إن تل أبيب لا تحتاج لدور مصر في المراحل المقبلة من الصفقة، بعد أن طالبت القاهرة بالضغط عليه للخروج من محور فيلادلفيا لأن ذلك مخالف لاتفاقية السلام الموقعة بين إسرائيل ومصر".
وأفاد المصدر بأن "مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين مصريين يناقشون الآن عدة سيناريوهات للتصعيد، من بينها إمكانية إعادة السفير المصري، خالد عزمي، من تل أبيب والتوجه إلى مجلس الأمن للضغط على إسرائيل للانسحاب من محور فيلادلفيا".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك قال خبير شؤون الأمن القومي، اللواء محمد عبد الواحد إن "طلب إسرائيل بإبعاد مصر عن الوساطة غريب، ويأتي في وقت تشهد فيه إسرائيل ضغوطا دولية وضغوطا من مصر التي ترفض وجودها على حدود فلسطين، وتعتبر أنه نوعا من الاحتلال، وخروجا على اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل".
وأشار إلى أن "هناك نية مبيتة لدى نتانياهو لخرق هذه الاتفاقية، وهو ما ترفضه القاهرة شكلا وموضوعا، وتعتبره شكلا من أشكال العدوان، خاصة أن هناك شرطا في الاتفاقية الخاصة بالمعابر ومحور فيلادلفيا ينص على الإبقاء على الحقوق الفلسطينية في هذه المنطقة".
واعتبر الخبير أن "نتنياهو يرى أن الجانب المصري يشكل تهديدا لوجوده في القطاع من خلال الحشد الدولي والإقليمي ضد السياسات الإسرائيلية في المنطقة، وربما تكون هذه التصريحات للاستهلاك المحلي ولصرف الانتباه، لكن في النهاية لا يمكن التخلي عن الدور المصري في الوساطة، لأن من مصلحة إسرائيل أيضا الحفاظ على مسار التفاوض، حتى لو لم تحرز أي تقدم".
وأوضح أمين عام مركز الفارابي للدراسات السياسية، مختار غباشي أن "المطلب الإسرائيلي شكل من أشكال الضغوط المتبادلة التي تقوم بها إسرائيل من جهة، ومصر من جهة أخرى، لأن مصر أعلنت مرارا تذمرها من التعنت الإسرائيلي في كثير من أطر المفاوضات، وأثار هذا إسرائيل التي حاولت في وقت سابق الضغط على طرفي التفاوض مصر و قطر، لأنها ترى أنهما لم يمارسا ضغوطا كافية على المقاومة للموافقة على ما تطلبه إسرائيل".
ولفت إلى أن "الطرف المصري يرفض تماما أي وجود عسكري إسرائيلي في محور فيلادلفيا، أو معبر رفح ومن هنا بدأت إسرائيل تتحدث عن عدم رغبتها في دور وساطة مصري".
وأكد غباشي أن "لا يوجد طرف مؤهل يستطيع أن يحل محل مصر في المفاوضات إذا تم استبعاد القاهرة، خاصة أن الولايات المتحدة ليست وسيطا لكنها بمثابة ممثل عن إسرائيل، وتحاول تطويع مطالب نتنياهو في صيغ تستطيع أن تضغط بها على الأطراف الأخرى، وهذه هي إشكالية المفاوضات وسبب فشلها".
واعتبر الخبير أن "خروج مصر سيعطل هذه المفاوضات، والولايات المتحدة لا تزال ترى أن مصر طرف أساسي لكنها لم تمكن هي ولا إسرائيل من تطويع الجانب المصري بحيث تمارس من خلالها ضغوطا، وهذا الخلاف مرتبط في الأساس بآليات الضغوط" مشيرا إلى أن "الحياد المصري في هذه الأزمة غير مريح لواشنطن ولا لإسرائيل".
وأكد أمين عام مركز الفارابي للدراسات السياسية أن "قرار إبعاد مصر عن المفاوضات لم يأخذ شكلا رسميا بعد، ولم تعلن مصر الانسحاب، وهو يبقى حتى الآن في نطاق الطلبات الإسرائيلية الكثيرة، وسيتوقف تنفيذه على إعلان مصر الانسحاب أو استجابة الولايات المتحدة للرغبة الاسرائيلية، لكن في جميع الأحوال ليس من مصلحة إسرائيل إبعاد مصر لانها لا تزال تقوم بدور حيادي، والبديل المؤهل للقيام بها الدور ليس موجودا، وربما يكون الطلب الاسرائيلي نوعا من أنواع الضغوط، وإذا تم تنفيذه يبدأ آنذاك الحديث عن البدائل، وهي بدائل صعبة وتكاد تكون مستحيلة".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي