وأضاف عيد، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "دول مجلس التعاون الخليجي تسعى إلى تنويع علاقاتها الدولية، وفي هذا السياق، توجهت المملكة العربية السعودية نحو الشرق، حيث يذهب نحو 51% من صادراتها النفطية إلى الصين"، لافتًا إلى أنّه "اتضح بالنسبة للخليج أن روسيا تسعى إلى تحقيق سلام عادل في المنطقة، بينما تواصل الولايات المتحدة الأمريكية، خلال 11 شهراً، في دعمها لإسرائيل في الصراع مع قوى المقاومة، ما يؤشر لعدم رغبتها في تحقيق السلام في المنطقة".
وجزم عيد بأن "السعودية ستشارك في قمة مجموعة "بريكس" المرتقب عقدها في منطقة قازان في روسيا، أكتوبر (تشرين الأول المقبل)"، لافتًا إلى أنه "بعد انضمام المملكة والإمارات إلى المجموعة، ستصبح "بريكس" مسيطرة على 38% من الاقتصاد والطاقة العالمية".
وشّدد الباحث في العلاقات الدولية على أن "دول الخليج بدأت تدرك أن العالم تحول من الغرب نحو الشرق، وهذا الانتقال يواكبه انتقال لمركز الثقل السياسي والاستراتيجي، إضافة إلى ضرورة التنبه لأهمية التحول الذي شهده النظام العالمي من الأحادية القطبية نحو التعددية"، معتبراً أنه "من المبكر أن تحسم المملكة العربية السعودية خياراتها في الوقت الراهن، نظراً لوجود 19 قاعدة أمريكية في المنطقة، فضلاً عن الاستثمارات الكبيرة للسعودية في المنطقة وودائعها الكبيرة في الولايات المتحدة، وبالتالي يبدو أن تنويع الخيارات في الوقت الحالي هو الأنسب، ولا يمكن الاعتماد كثيراً على تحرر دول الخليج من الهيمنة الأمريكية".
وتابع عيد، قائلاً: "عندما تُقدم الرياض طلب الانضمام إلى مجموعتي "بريكس" و"شنغهاي"، فإنّ هذه الخطوات تمثل تحركاً هاماً، ويبدو أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يفضّل تعزيز العلاقات مع روسيا، نظراً لأن روسيا لا تفرض إرادتها على حلفائها كما تفعل الولايات المتحدة، التي تعتمد نهجاً استعمارياً".
واختتم بقوله: "في ظل التغيرات العالمية الكبرى تدرك الرياض ودول الخليج الأزمات التي يواجهها الغرب نتيجة الحرب التي قادتها أوروبا ضد روسيا في أوكرانيا، وبالتالي لم تعد الولايات المتحدة، التي كانت القوة المهيمنة سابقاً، الحاكم الوحيد على مستوى العالم، لذلك، يبدو أن السعودية تسعى إلى تنويع علاقاتها وتبحث عن استقلالية أكبر في اتخاذ قراراتها على الرغم من كل المغريات التي حاولت واشنطن تقديمها للرياض بهدف سحبها من الفلك الصيني الروسي".