وقال جال هيرش المكلف من جانب الحكومة الإسرائيلية بملف أزمة الرهائن، في تصريحات صحفية، "نريد عودة الرهائن كما نريد نزع سلاح حماس والقضاء على التطرف وبالطبع تأسيس نظام جديد يدير غزة".
وذكر أن "إسرائيل عرضت توفير الممر الآمن للسنوار قبل يوم ونصف دون تحديد الردود على ذلك"، مشيرا إلى أن الدولة العبرية "ستلتزم بالإفراج عن السجناء الذين تحتجزهم في إطار اتفاق مبرم".
واتهم هيرش، "حركة حماس بالعمل على إملاء الشروط والتنصل من إيجاد اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، مقارنا بين السنوار والزعيم النازي أدولف هلتر"، متابعا: "بالتوازي، يجب أن أعمل على الخطة البديلة بي وسي ودي، لأنني يجب أن أعيد الرهائن إلى منازلهم.. الوقت يمضي، والرهائن ليس لديهم وقت".
يأتي ذلك بعدما طالب مدعي المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بإصدار أوامر اعتقال عاجلة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الانتهاكات في قطاع غزة.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأن "مدعي الجنائية الدولية طالب أيضا بإصدار أمر اعتقال بحق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس حركة حماس يحيى السنوار بشكل عاجل"، مؤكدا أن "التقديرات هي أن مدعي الجنائية الدولية طلب إصدار أوامر الاعتقال قبل كلمة نتنياهو بالأمم المتحدة الشهر الجاري".
وأجلت المحكمة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية، في وقت سابق، عملية اتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت ستسمح لمدعيها العام، بإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وجاء التأجيل في أعقاب طلب قدمته إنجلترا في 10 يونيو/ حزيران الجاري، لتقديم مذكرة "صديقة للمحكمة" ضد اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بشأن هذه القضية، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن "الحكم الصادر، لم يوافق فقط على طلب المملكة المتحدة بالتدخل، بل منح أيضا، وبصورة مقدمة، حق الدول الأخرى في التدخل"، ومنحت المحكمة الجنائية الدولية، إنجلترا والدول الأخرى حينها مهلة حتى 12 يوليو/ تموز، من أجل تقديم مذكراتها.
وفي أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية، فإنه يمكن بسهولة تأجيل عملية مذكرة الاعتقال برمّتها لعدة أشهر، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
ولم تعارض إسرائيل فقط اختصاص المحكمة الجنائية الدولية على نتنياهو وغالانت لأسباب متنوعة؛ بل انضمّت لها أمريكا وحلفاء إسرائيل، ووصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تورط المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل بأنه "شائن".
وفي الوقت نفسه، بعد أن سعى المدعي العام للمحكمة، كريم خان، إلى إصدار أوامر اعتقال ضد نتنياهو وغالانت في مايو/ أيار الماضي، قدم أيضا أوامر اعتقال ضد ثلاثة قادة كبار في حركة "حماس" الفلسطينية، بما في ذلك رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأت بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 41 ألف قتيل ونحو 95 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين.