بعد فوز عبد المجيد تبون بولاية ثانية... إلى أين تتجه العلاقات مع باريس؟

تمر العلاقات الجزائرية- الفرنسية بتقلبات منذ فترة وصلت إلى حد الجمود الدبلوماسي قبل فترة قليلة، بعد سحب الجزائر سفيرها في باريس، يوليو الماضي.
Sputnik
كانت العلاقات بين البلدين عاشت فترة من التقلبات بسبب مماطلة باريس بشأن ملف الذاكرة والأرشيف، والمخلفات النووية، لكن الخلافات وصلت إلى مستويات متقدمة بعد أن اعترفت فرنسا بمقترح الحكم الذاتي بشأن "الصحراء" المعلن من طرف المغرب في العام 2007.
مؤخرا هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي أعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية بحصوله على 94،65% من الأصوات.
وفق بيان الرئاسة الفرنسية، الذي يشير إلى رغبة فرنسا في تحسين العلاقات جاء فيه" إن باريس متمسكة بالعلاقة الاستثنائية التي تربطها بالجزائر في كل المجالات".
تبون بعد الإدلاء بصوته في انتخابات الرئاسة الجزائرية: الفرسان الثلاثة كانوا في المستوى
وأضاف الإليزيه أنه "انطلاقا من متانة أواصر الصداقة التي تجمع فرنسا والجزائر، يعتزم رئيس الجمهورية أن يواصل بحزم مع الرئيس تبون العمل الطموح الذي شرع فيه، بالجزائر العاصمة في آب/أغسطس 2022 من أجل "تجديد الشراكة" الثنائية".
لم يتطرق بيان الإليزيه إلى التوترات الأخيرة الخاصة بملف الصحراء، وموقف باريس الأخيرة، لكنه عكس رغبة فرنسا في استئناف النقاش حول العديد من الملفات العالقة بين البلدين.
وفاز الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بولاية ثانية بحصده نحو 95% من الأصوات في انتخابات جرت في السابع من سبتمبر/ الجاري.
وأعلن رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي أنه من أصل خمسة ملايين و630 ألف صوت مسجّل، حصل تبون على خمسة ملايين و320 ألف صوت، أي 94،65% من الأصوات.
من ناحيته قال نائب رئيس البرلمان الجزائري، موسى خرفي، إن العلاقات بين الجزائر وفرنسا تمر بمراحل متباينة عبر تاريخها ما بعد الاستقلال، لكنها في عهد الرئيس عبد المجيد تبون كانت أغلبها مرحلة ساخنة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرئيس الفرنسي ماكرون سارع بتهنئة الرئيس عبد المجيد تبون، عبر مبعوث خاص له، ما يشير إلى حرص ماكرون على استدامة العلاقات بين البلدين وتحسينها.
نواب جزائريون: فرنسا تستخدم "ملف التأشيرات" لمعاقبة بلادنا
محاولات لبث الفتنة
ولفت إلى أن الصحافة الفرنسية سارعت بالتشكيك في نتائج الانتخابات بعد الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها السلطة المستقلة للانتخابات خلال إعلان النتائج الأولية، حيث سعت وسائل الإعلام الفرنسية لبث الفتنة في الشارع الجزائري.
بشأن زيارة الرئيس الجزائري لفرنسا، أوضح أن الرئيس وعد بأنه حال فوزه سيزور باريس، لكن ذلك لم يحدد حتى الآن ويظل محل تقدير من المؤسسة الرئاسية.
وشدد على أن الجزائر تتمسك بمواقفها بشأن الملفات العالقة، وعلى رأسها ملف "الذاكرة والأرشيف"، وأنها لن تتراجع عن هذه الشروط.
إلى أين تتجه العلاقات؟
ويرى أن العلاقات قد لا تذهب إلى الأسوأ بحكم الارتباط التاريخي وحجم العلاقات بين البلدين.
خطوة مستبعدة
في الإطار قال البرلماني الجزائري، علي ربيج، إن إستعادة العلاقات لما كانت عليه في السابق هو أمر مستبعد.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التهنئة الفرنسية للرئيس الجزائري، تعاكس الواقع، حيث تشن وسائل الإعلام هجمة شرسة ضد كل ما هو جزائري، وهاجمت الانتخابات الجزائرية بشكل كبير.
ولفت إلى أن وسائل الإعلام الفرنسية التي تتهجم على على السيادة الجزائرية، يؤكد عدم امكانية استعادة العلاقات لما كانت عليه.
مقترح الحكم الذاتي؟
وشدد على أن الموقف الفرنسي الأخير واعتراف باريس بمقترح الحكم الذاتي، يؤكد عدم استعادة العلاقات بين البلدين.
ويرى أن الجزائر كانت تتوقع أن التقدم في ملف الذاكرة بمثابة انفراجة، لكن فرنسا ضربت بالخطوط الحمراء عرض الحائط، دون الانتباه لما يمثله ملف الصحراء من أهمية للجزائر.
وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، أعلن أن بلاده ستتخذ إجراءات إضافية ضد فرنسا رداً على موقف باريس الداعم لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وذلك بعد سحب السفير من باريس.
برلماني جزائري: بلادنا ستعيد النظر في الاتفاقيات الأمنية والمعاهدات مع فرنسا
وقال عطاف خلال مؤتمر صحفي في الجزائر العاصمة: "سنقوم بالخطوات اللازمة التي سنعبّر من خلالها عن رفضنا لإقدام فرنسا على خطوة خطيرة على المنطقة والجهود التي تبذل خصيصاً في هذا الظرف لإيجاد حلّ سلمي وسياسي لقضية الصحراء الغربية".
وقررت الجزائر في 30 يوليو/ تموز، سحب سفيرها لدى فرنسا، سعيد موسى، و"بأثر فوري"، وفقا لبيان من وزارة الخارجية الجزائرية.
وجاء في بيان للوزارة: "أقدمت الحكومة الفرنسية على إعلان تأييدها القطعي والصريح للواقع الاستعماري المفروض فرضا في إقليم الصحراء الغربية".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال في رسالة: "إن فرنسا ترى أن مخطّط المغرب بخصوص الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء في إطار السيادة المغربية هو الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي للنزاع القائم منذ فترة طويلة حول المنطقة".
مناقشة