قيادات في حركة فتح لـ"سبوتنيك": اعتداءات الضفة تهدف للتهجير واستمرارها بسبب الصمت الدولي والعربي

مع تعثر المفاوضات لوقف الحرب في غزة، تصعّد الحكومة الإسرائيلية من تحركاتها واعتداءاتها في الضفة الغربية، وسط تحذير دولي من مغبة محاولة تهجير الفلسطينيين هناك.
Sputnik
الحكومة الإسرائيلية التي أنهت منذ وقت قريب عملية عسكرية في مخيمات الضفة، لا تزال ماضية في ملف الاعتقالات ومصادرة الأراضي، فيما تسمح للمستوطنين بممارسة اعتداءات أخرى بحق المواطنين الفلسطينيين.
واعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي أكثر من 30 فلسطينيا منذ مساء أمس، وحتّى اليوم الثلاثاء، ضمن حملات الاعتقال المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة بوتيرة غير مسبوقة.
التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا... إعادة تصدير ثالثة للفشل العسكري في غزة والضفة
وهاجم مستوطنون إسرائيليون، أمس الاثنين، الطلبة والكادر التعليمي في مدرسة عرب الكعابنة الأساسية في منطقة المعرجات شمال غرب مدينة أريحا في الضفة الغربية.
وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، من خطورة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال قياديان في حركة فتح، إن الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة تهدف بشكل أساسي لتهجير الفلسطينيين، واستمرارها يأتي في ظل العجز الدولي والصمت العربي إزاء هذه الجرائم.

أهداف إسرائيلية واضحة

قال الدكتور تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن أهداف الحكومة الإسرائيلية من وراء عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، باتت واضحة على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.
الخارجية الفلسطينية: اقتحام نتنياهو الاستفزازي للأغوار تعميق ممنهج لضم الضفة وتفجير أوضاعها
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تريد إسرائيل فرض السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية وضمها إليها، وبالتالي تهجير الفلسطينيين إلى دول العالم المختلفة.
ويرى نصر الله ضرورة أخذ تهديدات إسرائيل على محمل الجد، والعمل على إفشال هذه الأهداف من خلال الصمود على الأرض، واستمرار مقاومة الاحتلال وإفشال أهدافه.
وأكد أن هذا يتطلب جهداً دولياً فاعلاً لفرض الإرادة السياسية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وعدم التعامل بمعايير مزدوجة، وهذا من شأنه أن يعزز من قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود ومقاومة محاولات التهجير، وإلا فإن احتمال التهجير سيبقى قائمًا.

عجز دولي

في السياق، اعتبرت كفاح حرب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن استمرار إسرائيل في عنجهيتها وتجاوزها للشرعية الدولية، تأتي في ظل إبقائها دون محاسبة ولا عقاب، لذلك ستبقى مستمرة في إجرامها واعتداءاتها التي وصلت حد الإباده الجماعية في قطاع غزة، ولا تقل حد الإجرام في تنفيذ خطة الحسم التي أعلن عنها وزير المالية سموتريتش اليميني المتطرف في الضفة.
نائب محافظ جنين لـ "سبوتنيك": اعتداءات إسرائيل في الضفة لن تتوقف في ظل الصمت العربي والدولي
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، الاعتقالات والاعتداءات على المخيمات وتهجير البدو ومصادرة الأراضي، ومحاولة تغيير الواقع والعقوبات الجماعية في الضفة، كلها تصب في تسارع هذه الحكومة اليمينية لضرب أي مسار سياسي يمكن أن يوصل إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأكدت أن ما يحدث يصب في فكرة التهجير والتشريد للشعب الفلسطيني من جديد، خاصة في ظل هذا الضعف الدولي والعجز العربي، لكن الشعب الفلسطيني يعي جيدًا لكل هذه المخططات ويتصدى لها بشكل دائم ومستمر.
وأشارت إلى تركيز القيادة الفلسطينية على معركة الساحة الدولية، للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية، والعمل على استصدار قرار جديد بسحب عضوية إسرائيل من الأمم المتحدة.

مخطط إسرائيلي

وكان منصور السعدي، نائب محافظ جنين، قد أكد أن الاحتلال الإسرائيلي موجود دائما في حياة المواطنين الفلسطينيين بالضفة، حيث يقوم بالحصار والاعتداء بشكل ممنهج ومتكرر ضمن خطة تتبع ظروفه السياسية، في ظل الصمت العربي والدولي.
مستوطنون إسرائيليون يقتحمون مدرسة في الضفة ويعتدون على الطلاب والمعلمين
وأضاف في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك"، أن إسرائيل لا تخشى من القانون الدولي، ولا يوجد رادع لوقف اعتداءاتها المستمرة في الضفة الغربية، كما حدث مؤخرا، من تدمير للبنى التحتية والشوارع وشبكات المياه والكهرباء، لا سيما في مدينة ومخيم جنين.
وفيما يتعلق بالمخططات الإسرائيلية تجاه الضفة، قال إن حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل تسعى لزيادة الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية، والتضييق على المواطنين لطردهم وتهجيرهم للخارج، حيث يقصدون دائما تدمير البنى التحتية والكهرباء وإغلاق الشوارع لدفع المواطنين للمغادرة، لكن الشعب الفلسطيني ثابت ولن يترك أرضه، مهما بلغت التضحيات.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
مناقشة