"الجنرالات" وخطط أخرى.. ما خطورة تصريحات نتنياهو بشأن تهجير السكان من شمال قطاع غزة؟

مع رفض نتنياهو كافة فرص التوصل لتسوية سياسية في غزة، تزداد المخاوف من تهجير السكان الفلسطينيين من الشمال، ضمن خطة "الجنرالات" التي تم طرحها.
Sputnik
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل يومين، إن بلاده تدرس خطة "الجنرالات" بإعلان شمالي قطاع غزة منطقة عسكرية، وفقا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني نقلا عن نتنياهو أن هناك خططا أخرى تدرسها إسرائيل بالإضافة إلى خطة "الجنرالات" والمعروفة بخطة غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، التي تقضي بتحول شمال غزة إلى منطقة عسكرية إسرائيلية.
زعيم أوروبي يتهم إسرائيل بتسريب رسالة بعثها إلى الرئيس الإيراني... فما مضمونها؟
وطرح البعض تساؤلات بشأن خطورة تصريحات نتنياهو، والخطط التي أعلن نيته تطبيقها في شمال القطاع، والتي تدور معظمها حول تهجير المواطنين الفلسطينيين.

سياسة إسرائيلية

قال الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور ماهر صافي، إن ما يحدث في قطاع غزة تطبيق عملي لخطة "الجنرالات" التي اقترحت أخيرا، حيث تستخدم إسرائيل القتل والتجويع والتهجير، والتشريد والقصف العشوائي لكل المناطق في غزة، وهي مستمرة في نهجها وسياساتها ضد الشعب الفلسطيني.

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، الخطة تعتمد على التوغل وحصار شمال قطاع غزة وإجبار السكان المدنيين في شمال قطاع غزة على النزوح عبر ممر "نتساريم"، إلى مناطق الوسط.

وبنيت الخطة الإسرائيلية على أساس تحجيم دور "المقاومة" الفلسطينية في شمال غزة، والتي يقدر عددهم بـ 5 آلاف مقاوم، حيث يريد الجيش الإسرائيلي إخراج السكان من هذه المناطق حتى يستطيع التفرد بهم ومواجهة الفصائل والقضاء عليهم.
أردوغان: إسرائيل ترتكب تطهيرا عرقيا وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني
ورأى الأكاديمي الفلسطيني أن الخطة الإسرائيلية ستفشل، حيث يتمسك السكان بأرضهم، فيما يحاول نتنياهو التغطية على فشله في القطاع عبر قتل أكبر عدد من المدنيين النساء والأطفال والشيوخ، ضمن سياسة القضاء على جميع الشعب الفلسطيني، سواء كانوا مدنيين أو مقاومين.

نكبة فلسطينية جديدة

من جانبه، حذر المحلل السياسي الفلسطيني، ثائر أبو عطيوي، من تصريحات نتنياهو بشأن دراسة تطبيق "خطة الجنرالات" في شمال قطاع غزة، معتبرًا أن تنفيذ الخطة بمثابة نكبة فلسطينية جديدة تشبه نكبة 1948م.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": "تقوم الخطة على ترحيل وتهجير وطرد سكان شمال قطاع غزة من أراضيهم ومناطق سكنهم بشكل عام، وتحويله إلى منطقة فاصلة وحدودية جديدة، يتم بناء المستوطنات الجديدة عليها، وهذا الأمر يعني احتلال جديد لمناطق شمال غزة".
وتابع:

في حال تمت المصادقة على الخطة سيكون خطة لتدمير كافة مباني ومساكن أهالي شمال قطاع غزة بشكل نهائي، الأمر الذي سيجعل أكثر من نصف مليون فلسطيني بلا مأوى ولا مسكن للأبد، هذا في ظل الحرب المستمرة والعدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ أكثر ما يقرب العام دون أفق أو أمل بتقدم المفاوضات والوصول لصفقة تبادل تؤدي إلى وقف إطلاق النار الدائم والحرب بشكل نهائي على غزة.

ورأى أن تصريحات نتنياهو بشأن الخطة في هذا التوقيت، ومع الحرب في غزة والتصعيد على جبهة لبنان، قد يعني تطبيق الخطة، في ظل عدم وجود أفق واقعي وملموس لوقف الحرب والتصعيد الإسرائيلي على كل هذه الجهات.
وأكد أن استمرار الحرب دون وجود ضغط دولي ملحوظ على إسرائيل لوقف التصعيد، يعني أنه ليس هناك ما يمنع نتنياهو من تنفيذ خطته الخطيرة لتهجير المواطنين في شمال غزة.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لن نمنح "حزب الله" هدنة وسنسرع العمليات الهجومية اليوم
وأطلق حزب "الليكود" الحاكم في إسرائيل، حملة لجمع توقيعات نواب على عريضة موجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تطالبه بتنفيذ ما تعرف "بخطة الجنرالات"، التي تقضي بتحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية، وإخلاء 200 ألف فلسطيني من هناك، لإبقاء المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.

وقبل عدة أسابيع تكشفت ما أطلق عليها "خطة الجنرالات"، التي أعدها على ما يبدو رئيس شعبة العمليات الأسبق في هيئة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، الذي يُعرف بأنه "مُنظّر" الحرب على غزة، ويستعين به نتنياهو ويستشيره منذ بداية الحرب، وفقا لـ"العربية".

ونصت تلك الخطة، على تنفيذ الجيش مرحلتين في غزة، تقضي الأولى بتهجير السكان المتبقين في شمال القطاع وتحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة، ثم تنفيذ عملية التهجير عينها في بقية أنحاء القطاع.
وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي بدأتها، في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في مقتل 41 ألفا و467 فلسطينيا إضافة إلى 95 ألفا و921 مصابا غالبيتهم من النساء والأطفال.
مناقشة