وسجل علماء الفيزياء في مختبرات ساندي الوطنية، التي تتمثل مهمتها الأساسية في ضمان سلامة وأمن الترسانة النووية الأمريكية، بالتفصيل في جزء من الثانية كيف يمكن لنبضة هائلة من الإشعاع المنبعثة من انفجار نووي أن تؤدي إلى تبخر جانب كويكب قريب.
إن هذا الحدث عنيف للغاية لدرجة أنه يرفع درجة حرارة السطح إلى عشرات الآلاف من الدرجات، مما ينتج عنه كرة غازية سريعة التوسع قادرة على دفع الكويكب خارج مساره. إذا أجرينا الحسابات بشكل صحيح، فيجب أن تكون التحويلة كافية لتأجيل يوم القيامة.
وقال الدكتور ناثان مور، المؤلف الأول للدراسة: "تنطلق المادة المتبخرة من جانب واحد، مما يدفع الكويكب في الاتجاه المعاكس. الأمر أشبه بتحويل الكويكب إلى صاروخ خاص به".
إن اصطدامات الكويكبات المدمرة نادرة في تاريخ الأرض، لكن البشر تعلموا الدرس من 66 مليون سنة مضت بأن الصخور الفضائية يمكن أن تسبب كارثة.
ووفقا لهم، فإن عرض الكويكب الذي أنهى حكم الديناصورات حوالي 6 أميال، لكن الصخور الأصغر حجمًا لا تزال خطيرة. أدى النيزك الذي بلغ عرضه 60 قدمًا والذي انفجر فوق مدينة تشيليابينسك الروسية في عام 2013 إلى إصابة أكثر من 1200 شخص.
نظرًا للطبيعة الوجودية للتهديد، يستكشف الباحثون استراتيجيات لحماية الأرض من التأثيرات الضخمة. في عام 2022، اصطدم مسبار دارت التابع لوكالة "ناسا" عمدًا بديمورفوس، وهو قمر صغير لكويكب يسمى ديديموس. أظهرت المهمة أن التأثير الحركي يمكن أن يحمي الأرض، لكنها مكلفة وتتطلب الكثير من الوقت والتحضير.
إن الخيار النووي متاح للكويكبات الأكبر حجماً، وخاصة عندما يكون الوقت ضيقاً. ولا يتضمن هذا الخيار إسقاط الكويكبات، أو اتباع نهج بروس ويليس في فيلم "أرمجدون" بإسقاط قنبلة في حفرة. والخيار الأكثر فعالية هو الانفجار عن بعد، والذي يتبخر جزء من سطح الكويكب ويترك الباقي لقانون نيوتن الثالث للحركة.
ولاختبار هذه الفكرة، قام مور وزملاؤه ببناء تجربة غير مسبوقة تعرض فيها قطع من الكويكب الوهمي لنبضات أشعة سينية مكثفة تشبه تلك التي يتم إطلاقها في الانفجارات النووية. تعمل النبضة أولاً على إزالة الدعامات التي تحمل المادة في مكانها ثم تبخر بسرعة سطح الهدف، وتحويله إلى غاز، ما يؤدي ذلك لتغيير مساره وجعله يطير والإبتعاد عن الأرض.
وفي مقالة نشرت في مجلة "نيتشر فيزيكس"، وصف الباحثون كيف تعرضت الكويكبات الوهمية للجاذبية بمجرد تدمير الدعامات، لكنها سقطت على بعد أقل من مليونين من الملليمتر قبل انتهاء التجربة التي استغرقت 20 ميكروثانية. وتم دفع أجزاء الكويكب الوهمي بسرعة تقترب من 200 ميل في الساعة.
وفي التجارب، لاحظ الباحثون أن النبضات تسخن سطح الكويكبات، مما يؤدي إلى سحابة بخار تغير زخمها ومسارها. وقد قام الباحثون بتوسيع نطاق هذه القياسات لإجراء عمليات محاكاة تتضمن صخورا أكبر.
ويقترحون أن الكويكبات المتجهة نحو الأرض والتي يبلغ قطرها 4 كيلومترات يمكن انحرافها باستخدام هذه الاستراتيجية. ويؤكد الباحثون أن "اصطدامات الكويكبات من بين المخاطر الطبيعية العديدة التي تواجه الحضارة".