بهذه العبارات تصف التونسية المقيمة بلبنان سوسن بالكامل الواقع في منطقة صيدا اللبنانية والتي باتت مهددة هي أيضا من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يشن هجمات مسترسلة بالمناطق الجنوبية بلبنان.
"مهددون بالموت"
تقيم التونسية سوسن بالكامل منذ سنوات في منطقة صيدا جنوبي لبنان رفقة زوجها وإبنها البالغ من العمر 12 سنة، وهي تشتغل في مهنة التعليم بالمدرسة التي يزاول فيها ابنها دراسته.
تقول سوسن لـ "سبوتنيك" بأن جميع المدارس في المنطقة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب أغلقت أبوابها حفاظا على سلامة التلاميذ والعاملين بالمؤسسات التربوية".
وتضيف: "لقد تطور الوضع في المنطقة والطيران الحربي الاسرائيلي يكثف من هجماته ويواصل إستهداف المدنيين والأبرياء ومن الصعب جدا ترقب الموت في المنزل ونحن نشاهد الدماء تكسو بقايا المنازل المدمرة".
وتواصل سوسن الحديث مع "سبوتنيك" قائلة: "لا يمكننا النزوح إلى أية منطقة لأننا مهددون بالموت في أية لحظة ولذلك نلازم المنزل ونترقب توقف القصف لننجو بأطفالنا وأسرنا".
تشرف سوسن ومجموعة من النساء التونسيات المقيمات في لبنان على ورشة تثقيفية تقدم أنشطة مجانية تهم أبناء الجالية التونسية في لبنان من رسم ورقص ومسرح، وتقول إن هذا العمل التطوعي مكنها من تكوين فريق تونسي يقيم في لبنان.
ولفتت محدثتنا إلى أن هذا الفريق بقي دائما على تواصل حتى لحظة إستهداف لبنان وظل يبحث عن حلول من أجل التواصل مع سفارة تونس بلبنان ويطالب السلطات التونسية بالتدخل من أجل إجلاءهم إلى بلدهم الأصلي.
السلطات تتابع
من جهته أفاد المكلف بالاتصال بوزارة الخارجية في تونس محمد اللومي لـ"سبوتنيك" بأن وزارة الخارجية في تونس تتابع الوضع مع التونسيين المقيمين في لبنان منذ بداية القصف.
وأضاف أنه تم تكوين خلية أزمة في وزارة الشؤون الخارجية وهي بصدد متابعة الوضع في المنطقة بالتنسيق مع السفارة التونسية في بيروت.
ويتابع: "في حال تطور الوضع واستدعى إجلاءهم ستتدخل السلطات التونسية" .
وتضم الجالية التونسية المقيمة بلبنان حوالي 1970 تونسيا بحسب احصائيات رسمية صادرة عن سفارة تونس بلبنان.
مظاهرات ضد إسرائيل
ومع تدهور الوضع الأمني في لبنان خرج التونسيون مساء أمس الثلاثاء، في مظاهرات تضامنية مع الشعب اللبناني الذي يشهد هجوما عنيفا من قبل الجيش الاسرائيلي.
وقال رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع أحمد الكحلاوي في تصريحات لـ "سبوتنيك" إن "لبنان بلد عريق في الدفاع عن السيادة والوطن وهو جزء من الأمة التي خاضت العديد من النزاعات ضد إسرائيل".
ويضيف الكحلاوي بأن الشعب التونسي يقف اليوم مع الشعب الفلسطيني واللبناني، وتابع: "الهدف من هذا التحرك التضامني هو إيصال صوت التونسيين إلى كل من فلسطين ولبنان ولنقول لهذه الشعوب التي تتعرض لانتهاكات يومية بأننا معكم ".
ويواصل رئيس الهيئة الحديث مع "سبوتنيك": "لا خوف على لبنان من الهجمات الاسرائيلية لأنها خاضت العديد من المعارك وخرجت منها منتصرة" .
يقول الكحلاوي بأن نهاية إسرائيل قريبة لأنها ترتكز على قوة الولايات المتحدة الأمريكية التي تزودها بالأسلحة والتي بدورها مهددة بالتفكيك والانقسام .
كما أشار الكحلاوي إلى أن هذا الطوفان زعزع العالم وغيّر مواقف العديد من الدول الأوروبية التي طالبت بايقاف النار على قطاع غزة.
ومنذ صباح يوم الاثنين يشن الجيش الإسرائيلي أعنف هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام وأسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص من بينهم 50 طفلا وفق وزارة الصحة اللبنانية.