منظمات المجتمع المدني السودانية لـ"سبوتنيك": على المجتمع الدولي التحرك لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان

أكد عادل عبد الباقي، رئيس "منظمات المجتمع المدني" السودانية، أن الوضع الإنساني في البلاد "كارثي"، فلم تعد الحرب وحدها سبب المعاناة، بل السيول والأوبئة الفتاكة في ظل تجاهل وغياب دولي وأممي تام.
Sputnik
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، إن "العديد من الأوبئة مثل الكوليرا ومرض حمراء العين، تنتشر بصورة كثيفة جداً في عدد من الولايات، وهناك غياب تام لمنظمات الصحة العالمية، وكان يجب على الأمم والمنظمات المعنية التدخل فوراً لمجابهة الأزمة، لأن السوداني يعاني من ويلات الحروب والكوارث الطبيعية والأمراض بصورة غير مسبوقة في العصر الحديث".
هل ينجح مؤتمر "القوى السياسية" السودانية في القاهرة باختراق جدار الأزمة ووقف الحرب؟
وتابع عبد الباقي: "المجتمع الدولي مازال صامتاً، وعليه التحرك فوراً قبل أن ينتشر الوباء وتتسع نقاط الحرب إلى نقاط مختلفة ودول إقليمية، ولذلك من الأهمية بمكان التحرك الإقليمي والدولي بصورة سريعة لمجابهة الأزمة وإحلال السلام والاستقرار في السودان".
وأشار إلى أن "البعض يرى أن الوضع المتدهور لحقوق الإنسان في البلاد كان الدافع الحقيقي للتوصية الأممية، بتمديد مهام البعثة الأممية في السودان، لعام إضافي، لتقصي الحقائق في الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها طرفي الحرب ضد المواطنين في بورتسودان وكسلا والخرطوم وفي دارفور وكردفان، إضافة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الشعب والمواطنين العزل في مناطق مختلفة".
"الحركة الشعبية" لـ"سبوتنيك": أمريكا غير جادة في معالجة الأزمة السودانية وتعرقل التقارب مع روسيا
وأوضح عبد الباقي أن "الانتهاكات التي قام بها طرفي الحرب، مثل تجنيد الأطفال واستغلال النساء في أم درمان، بممارسة العلاقات المحرمة من أجل الحصول على الغذاء، والاعتقالات والاغتيالات التعسفية في كسلا ونهر النيل وبورتسودان، في استهداف عرقي بحجة انتماء جماعات عرقية معينة لصفوف الدعم السريع، علاوة على النهب والسلب في دارفور وكردفان والخرطوم، حيث تقوم بها قوات الدعم السريع، علاوة على قتل المواطنين وكلها انتهاكات إنسانية".
وشدد عبد الباقي على أنه "من الأهمية بمكان إرسال قوات حفظ السلام في كل المناطق التي سيطرت الأطراف المعنية في الولايات سواء في دارفور أو الجزيرة وفي الشمال والنيل الأبيض، وفي كل المناطق يجب أن تكون هناك لجان لتقصي الحقائق وتقديم المجرمين للعدالة الدولية ومعاقبتهم".
ما العراقيل التي تقف في طريق الدعوات الدولية لوقف الحرب في السودان؟
وكان الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، قد أكد أن "الحرب في السودان لم تكن أبدًا خيارًا لقوات الدعم السريع"، مشددًا على التزامها بـ"السلام والحكم المدني الديمقراطي بقيادة القوى الديمقراطية الحقيقية من كافة مناطق السودان، وخاصة النساء والشباب والمناطق المهمشة".
وأعرب دقلو، في بيان نشر عبر حسابه غلى منصة "إكس"، عن ترحيبه بـ"الاهتمام الدولي رفيع المستوى بشأن الأزمة السودانية، والذي تجلى في بيانات صادرة عن اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي والرئيس الأمريكي جو بايدن"، وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها بايدن، علنًا، عن الوضع الكارثي في السودان، منذ اندلاع الحرب.
وأشار قائد قوات الدعم السريع إلى أن "الحرب كانت خيارًا للقوى التي عرقلت التسوية السياسية، التي كان يمكن أن تجنب البلاد ويلات الحرب".
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان نشره البيت الأبيض، في الآونة الأخيرة: "أدعو المتحاربين المسؤولين عن معاناة السودانيين، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى سحب قواتهم وتسهيل الوصول الإنساني دون عوائق وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب".
ما هي تداعيات استمرار الحرب في السودان على الداخل ودول الجوار؟
وأضاف بايدن: "يجب على قوات الدعم السريع أن توقف هجومها، الذي يلحق ضررًا غير متناسب بالمدنيين السودانيين، ويجب على القوات المسلحة السودانية أن توقف القصف العشوائي، الذي يدمر حياة المدنيين والبنية التحتية، في حين اتخذ الجانبان بعض الخطوات لتحسين الوصول الإنساني، وتواصل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تأخير وتعطيل العمليات الإنسانية المنقذة للحياة. يتعين على الطرفين السماح فورًا بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق السودان".
وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص، بما في ذلك مليوني شخص فروا عبر الحدود، وفقا للأمم المتحدة.
مناقشة