ويقول خبراء من دول عدة، إن الجانب الأمريكي لا يمكن الاعتماد عليه كحليف استراتيجي لأي من دول المنطقة العربية أو الإسلامية، خاصة أنه شريك أساسي في قتل النساء والأطفال في معظم الدول العربية، بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويرى الخبراء أن ثقة الدول العربية بواشنطن تراجعت بصورة غير مسبوقة، بعدما أظهرته من تناقض كبير بين القول والفعل في أزمة غزة، وكذلك الأزمة اللبنانية الحالية، فضلا عن دعمها للجماعات الإرهابية والمتطرفة، طوال السنوات الماضية.
في الإطار، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس الخميس، أنها ستحصل على حزمة مساعدات أمريكية بقيمة 8,7 مليارات دولار لدعم البلاد في عملياتها العسكرية الحالية، تشمل تحديث أنظمة الدفاع الجوي.
اتهام رسمي
تزامن الإعلان الإسرائيلي مع الانتقادات التي وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لواشنطن، التي اتّهمها بإمداد إسرائيل بـ"الأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ".
تركيا لا تثق بواشنطن
في الإطار، قال جواد غوك، المحلل السياسي التركي، إن "ما حدث طيلة الفترة الماضية زعزع ثقة العديد من الدول في واشنطن كحليف".
تراجع الثقة بواشنطن
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "جميع الدول العربية باتت لا تثق في واشطن، في أي مسار، وهو الأمر ذاته بالنسبة لتركيا، التي لا تثق بواشنطن كحليف استراتيجي، التي كانت تتعامل مع حزب العمال بدلا من التعامل مع تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو".
ويرى أنه "باستثناء السعودية، فإن الدول العربية لا تثق 100% في الجانب الأمريكي، خاصة مع دعمها المطلق لإسرائيل".
وشدد على ضرورة "التعاون والتنسيق بين الدول العربية وتركيا وسائر الدول الإسلامية، بما في ذلك تعزيز التعاون بين تركيا ومصر، لمواجهة التحديات بالمنطقة".
ولفت إلى أن "الجانب الأمريكي يشجع المفاوضات ويسلح الجانب الإسرائيلي، في نفس الوقت، ما يعني أنهم يشجعونهم على قتل الأطفال والنساء، بما يستبعد نجاح أي رعاية تقوم بها واشنطن للمفاوضات".
في الإطار، قال محمد سعيد الرز، الخبير الاستراتيجي اللبناني، إنه" في خضم المعارك والحروب التي يشنها الكيان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان، ظهر بوضوح مدى المشاركة الأمريكية المباشرة والمفتوحة لدعم عمليات الإبادة، التي يشنها الجيش الإسرائيلي على المدنيين".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "إسرائيل وضعت سيناريو الحرب على لبنان بالمشاركة مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، خلال اجتماع عُقد في تل أبيب، في الرابع من أغسطس الماضي، ثم أرسلت حاملة الطائرات "ترومان" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وأمدت الجيش الإسرائيلي بمساعدات فورية مقدارها 8.7 مليار دولار لدعم عملياته ضد لبنان".
وشدد على أن "ما يتحدث به الرئيس بايدن، وأعضاء إدارته عن وقف لاطلاق النار هو استهلاك سياسي، ينتهي بعبارة أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".
وتابع: "كشف نتنياهو عن حقيقة وظيفته العسكرية، التي يقوم بها حين أعلن، الثلاثاء الماضي، أن حربه على لبنان هي البداية، وأنه يتجه لتشكيل شرق أوسط جديد، وهذا يعني ببساطة أن حرب الإبادة التي قام بها في غزة وحرب الأرض المحروقة، التي يقوم بها ضد لبنان والحرب التي يخطط لها ضد الضفة الغربية، ما هي سوى حلقات تمهيدية في محاولة تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد بالحرب والدمار، بعدما فشلت أميركا ومعها دول الأطلسي في تنفيذه بالفوضى الخلاقة قبل 13 سنة".
غاية استراتيجية
واستطرد الرز، بقوله: "هذه هي الغاية الاستراتيجية التي تنضوي تحت مظلتها الحروب التي نراها اليوم، وهذه هي خلفية المواقف الأميركية التي تعطي العرب شعارات وتشحن لإسرائيل أطنان المعدات، وهذه هي الأسباب الفعلية لحشد أساطيل أمريكا وحلف الأطلسي، تحت الشعار الزائف بمحاربة "حماس" و"حزب الله"، ويستوي في ذلك بقاء الديمقراطيين في رئاسة البيت الأبيض أو حلول الجمهوريين مكانهم".
ويرى أن "المراهنة على نتنياهو لتشكيل شرق أوسط جديد كالمراهنة على حصان أعرج، فهو فشل في إعادة تشكيل غزة، وبالتالي فإن جحيم النار الذي أشعلته الولايات المتحدة في فلسطين ولبنان، سيحرق مخطط الشرق الأوسط الجديد بمثل ما سيعجز عن تغيير خرائط المنطقة".
بنظرة مغايرة، يقول الخبير الأمني والسياسي المغربي، محمد الطيار، إن "الجانب الأمريكي يعتبر أن أمن إسرائيل من صميم أمنها القومي".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الموقف العربي غير مؤثر على مستوى التوازنات الدولية، في حين أن بعض الدول تحرص على تطوير علاقتها الثنائية مع واشنطن".
ويرى أن "مجلس الأمن مصاب بالشلل التام، في حين أن نجاح واشنطن برعاية أية مفاوضة تظل رهينة المتغيرات على الساحة".
وأشار إلى أن "وانشطن لم تنجح حتى الآن في التأثير على قرار نتنياهو بشأن ملف غزة، كما أنها لم تنجح في دعم تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، الخاص بلبنان وإسرائيل".