وانضم إلى الرئيسين كل من الاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات وقطر وألمانيا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا، في بيان مشترك، أعربوا من خلاله دعم الجهود الدبلوماسية كافة لإنهاء الأزمة.
وأضاف الرئيسان، في بيان مشترك، أن "تبادل إطلاق النار منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي)، خاصة خلال الأسبوعين الماضيين، يهدد باندلاع صراع أوسع نطاقاً، وإلحاق الأذى بالمدنيين"، ولذلك أعلنا أنهما يعملان معا في الأيام الأخيرة على "دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار المؤقت لإعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب المزيد من التصعيد عبر الحدود".
وجاء في بيان بايدن وماكرون، أن البيان الذي تفاوضا عليه الآن يحظى بـ"تأييد الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر، وندعو إلى تأييد واسع النطاق والدعم الفوري من حكومتي إسرائيل ولبنان".
وقال الرئيس الأمريكي إنهم أصدروا بياناً لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً على طول الحدود الإسرائيلية واللبنانية، وأضاف: "لقد تمكنا من حشد دعم كبير من أوروبا وكذلك الدول العربية".
تأتي هذه الأقوال على عكس الأفعال تماما، إذ قالت إسرائيل إنها حصلت على حزمة مساعدات حجمها 8.7 مليار دولار من أمريكا لدعم جهودها الحربية الحالية، والحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في المنطقة، وسط تصعيد إسرائيلي كبير للهجوم على لبنان واستمرار الحرب في غزة.
وتشمل الحزمة 3.5 مليار دولار مخصصة لمشتريات أساسية تتعلق بالمجهود الحربي تسلمتها إسرائيل بالفعل، وخصصتها لمشتريات عسكرية مهمة، و5.2 مليار دولار مخصصة لأنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ ونظام ليزر متطور.
وقالت الوزارة إن الاتفاق يؤكد "الشراكة الاستراتيجية القوية والدائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة والالتزام الصارم بأمن إسرائيل"، لا سيما في التصدي للتهديدات الأمنية الإقليمية من جانب إيران والجماعات المسلحة التي تدعمها.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد هشام جابر: "ليس هناك خبرا أكيد بأن نتنياهو سيوافق على المقترح الأمريكي الفرنسي بوقف إطلاق النار، فلابد أن يصدر قرار من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة، ولكن إذا صدر قرار أممي هل سيلتزم نتنياهو بتنفيذه، وفي الواقع الإجابة قد تكون لا، لن يلتزم، خاصة وأن قرارات الأمم المتحدة في غزة لم تستطيع أن توقف أعمال الإبادة والقتل الجماعي الذي ارتكبها في غزة، لذلك، يأمل لبنان أن يمر هكذا قرار وتُجبر الحكومة الإسرائيلية على احترامه وتنفيذه".
وتابع جابر، مشيرا في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إلى أنه "يمكن إيقاف الحرب في لبنان بالرغم من استمرارها في غزة، إذا أظهر لبنان رغبته في تنفيذ القرارات الدولية، وإذا أرادوا الهدوء سينفذ القرار 1701، الذي احترمه لبنان لمدة 14 عاما واخترقته إسرائيل".
نتنياهو يقول إنه سيواصل ضرب "حزب الله" بكل قوة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل ستواصل ضرب جماعة "حزب الله" اللبنانية، بكل قوة حتى يتسنى لسكان شمال إسرائيل العودة إلى ديارهم سالمين".
وأدلى نتنياهو بالتعليق لصحفيين عند وصوله إلى الولايات المتحدة، قبيل إلقاء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولم يتمكن البيت الأبيض من تفسير الانفصال الواضح بين دعوة الولايات المتحدة وحلفائها لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان، وموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف الأخبار حول أي وقف إطلاق نار وشيك بأنها "غير صحيحة"، إلا أن البيت الأبيض شدد مرارا وتكرارا على أن بيان وقف إطلاق النار، تم "بالتنسيق" مع إسرائيل.
وأكد نتنياهو في بيان أن فرقا إسرائيلية عقدت اجتماعات لمناقشة مقترحات أميركية لوقف اطلاق النار وستواصل مباحثاتها في الأيام المقبلة، مضيفا أنه يقدر الجهود الأميركية.
كما شدد على أن "إسرائيل تقدر الجهود الأمريكية، لأن دور أمريكا لا غنى عنه في دفع الاستقرار والأمن في المنطقة"، وفق تعبيره.
وكانت إسرائيل صعّدت بشكل عنيف غاراتها على مناطق لبنانية مختلفة، منذ يوم الاثنين الماضي، ما خلّف أكثر من 700 قتيل.
كما أجبر هذا التصعيد عشرات الآلاف على جانبي الحدود على الفرار، حيث أصبحت مساحات شاسعة مهجورة إلى حد كبير.
كما نفذت الطائرات الإسرائيلية على مدى الأسبوع المنصرم ضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت، مكبدة حزب الله خسائر مؤلمة بعدما اغتالت قيادات رفيعة في صفوفه.
من ناحيته، قال الخبير بالشئون الإسرائيلية، د. أشرف العجرمي، إن "تنتياهو لا يمكن أن يستمر في هذا التصعيد في لبنان إلى ما لا نهاية، لأن لبنان تختلف عن غزة، فهناك معادلات أخرى كفرنسا التي تدعم لبنان ودول أخرى، كما أن لبنان دولة وهناك رغبة في الاستقرار بها وعدم تدميرها، كما أن الوقت أمام نتنياهو في لبنان ليس مفتوحا كما هو الحال في قطاع غزة، ولكن يحاول نتنياهو ممارسة الضغوط على "حزب الله" وعلى الأطراف الوسيطة، التي تقترح مبادرات كأمريكا وفرنسا للحصول على شروط أفضل في الصفقة القادمة".
وتابع في تصريحات لـ"سبوتنيك": "ما يهم نتنياهو أكثر شيء هو استمرار ائتلافه الحاكم، وبالتالي فهو يولي أهمية استقرار الائتلاف أكثر من أي شيء آخر، وهو يعلم أن الإدارة الأمريكية الآن في فترة انتخابات رئاسية، والوضع حساس جدا، خاصةً مع ضعف إدارة بايدن التي أظهرت ضعفا وفشلا في الضغط على إسرائيل لإيقاف أو تهدئة الأحداث في قطاع غزة".
السعودية تعلن إطلاق تحالف دولي من أجل تنفيذ حل الدولتين
أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن إطلاق تحالف دولي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، لافتاً إلى أن الاجتماع الأول سيعقد في المملكة.
وذكر الأمير فيصل بن فرحان، خلال اجتماع وزاري في نيويورك بعنوان "الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كطريق إلى سلام عادل وشامل": "باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نُعلن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، ويطيب لي أن أدعوكم لحضور أول اجتماع في السعودية للإسهام في تحقيق السلام".
وتابع الفيصل أنه سيتم وضع خطة عملية لتحقيق الأهداف المشتركة لتحقيق السلام المنشود" مع بذل اقصى الجهود لتحقيق مسار موثوق ولا رجعة فيه لسلام عادل وشامل".
وشدد على ضرورة "التحرك بشكل جماعي في اتخاذ خطوات عملية ذات أثر ملموس للدفع باتجاه الوقف الفوري للحرب، وتنفيذ حل الدولتين، وفي مقدمة ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة".
وأضاف الوزير السعودي أن "إقامة الدولة الفلسطينية أمر ثابت، وليس مطروحاً للتفاوض"، مشدداً على أن "انتظار الحلول التفاوضية في فلسطين لم يعد خياراً ممكنا".
كما اعتبر الأمير فيصل بن فرحان، أن "الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية فضلاً عن الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، تكريساً لسياسة الاحتلال والتطرف العنيف".
وذكر أن "الدفاع عن النفس لا يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين، وممارسات التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع كأداة للحرب، والتحريض، والتجريد من الإنسانية، والتعذيب الممنهج بأبشع صوره، بما في ذلك العنف الجنسي، وغيرها من الجرائم الموثقة".
وأوضح أن "أعضاء اللجنة العربية-الإسلامية مع الشركاء من النرويج والاتحاد الأوروبي توصلوا إلى حقيقة أن انتظار الحلول التفاوضية لإنهاء الصراع القائم لم يعد خياراً ممكناً".
قال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه، إن "هناك أكثر من منبر مثل الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وبرلمان الاتحاد الأوربي اعترفت بالدولة الفلسطينية، لافتا إلى أن وضع الحل النهائي المعروف بحل الدولتين، باتت كل السبل مهيأة له، رغم تعنت إسرائيل".
وأضاف طه في تصريحات لـ"سبوتنيك" أنه "لا يوجد اعتراف بدولة إسرائيل من قبل المملكة العربية السعودية حتى تمنح كل الحقوق للشعب الفلسطيني وفق المقررات المعترف بها دوليا".
وأشار إلى أن "هناك دولا كثيرة عربية وإسلامية لا تعترف بدولة فلسطين، ومن ثم فهي لا تملك الضغط على إسرائيل بخلاف دول عربية لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وهي التي تملك قنوات تواصل مع سلطة الاحتلال".
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى 15 دولة
أصدر جهاز الأمن القومي الإسرائيلي (NSH) تحذيرا شديدا للإسرائيليين من السفر خلال الفترة الراهنة وحتى إشعار آخر إلى 15 دولة.
وكشف الإعلام العبري إنه وفقا لجميعة المساعدة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، فأن هناك خطر شديد لأي إسرائيلي إذا فكر في السفر إلى شبه جزيرة سيناء، وهي مقصد سياحي شهير بين الإسرائيليين، حيث يقوم الكثير من الإسرائليين بالسفر إلى هناك بالرغم من كل التحذيرات.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن القائمة تضم 15 دولة "تشكل زيارتها خطورة خاصة على الإسرائيليين" ومن بينها مصر والعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية، والأردن وإيران وتركيا.
وقال موقع "ice" الإخباري الإسرائيلي، إنه قبل "عطلة تشرين" وموسم السفر المتزايد، أصدر مقر الأمن القومي (NSH) تحذيرًا شديد اللهجة للمواطنين الإسرائيليين الذين يخططون للسفر إلى الخارج.
وركز التحذير على المخاطر المتزايدة الناجمة عن تبادل المعلومات على الشبكات الاجتماعية وزيادة التهديدات المسلحة، خاصة في الفترة التي تسبق الذكرى السنوية لحرب "السيوف الحديدية" في قطاع غزة التي أندلعت يوم 7 أكتوبر الماضي.
فيما حذرت جمعية المساعدة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي "MAL" من نشر أي مواطن إسرائيلي لأي معلومة تشير إلى أنه كان او ما يزال يخدم في الجيش أو تشير إلى الانتماء إلى قوات الأمن الإسرائيلية خلال سفره للخارج.
وأشار الموقع العبري إلى أن هذا التحذير يأتي على خلفية احتمال تعرض الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم لهجمات.
ويشير قانون المساعدة العسكرية إلى عدد من الحوادث الخطيرة التي وقعت في العام الماضي، بما في ذلك مقتل أربعة إسرائيليين في مصر، والهجوم الإرهابي في داغستان، وحوادث إطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية على أهداف إسرائيلية ويهودية في العديد من البلدان وهو ما يؤكد زيادة المخاطر التي تستدعي الحاجة إلى زيادة اليقظة من جانب المسافرين الإسرائيليين.
قال أستاذ العلوم السياسية، د.سهيل دياب، إن "هذه المعلومات التي هي في الأصل استخباراتية تعد المنطقة لمزيد من التسخين، وأنها ذاهبة لمزيد من التصعيد سواء في لبنان أو في فلسطين".
ومضى لافتا في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى أنه "كانت هناك معلومات مشابهة من قبل لم تأخذ مثل هذا الزخم، فالإعلان هذه المرة عن مثل هذه المعلومات أخذ طابعا إعلاميًا بهدف إرسال رسائل سياسية للداخل الإسرائيلي ، وبغرض التخويف ودعم عدم التوصل لصفقة تنهي هذه الحرب".
جيش السودان يطلق أكبر عملية لاستعادة الأراضي بالخرطوم
شن الجيش السوداني قصفا مدفعيا وجويا في العاصمة السودانية الخرطوم، في إطار ما قد يكون أكبر عملية له لاستعادة الأراضي هناك منذ بداية الحرب المستمرة منذ 17 شهرا مع "قوات الدعم السريع" شبه العسكرية.
وانطلق تقدم الجيش في عدة محاور بالعاصمة الخرطوم، بعبور قوات تابعة له جسري النيل الأبيض الرابط بين الخرطوم وأم درمان، والحلفايا الذي يربط مدينتي بحري وأم درمان، مصحوبا بغارات جوية.
وأكدت المصادر توغل الجيش داخل مناطق سيطرة "الدعم السريع" في منطقة وسط الخرطوم الاستراتيجية ، حيث عمل على تحييد جسر "المك نمر" الرابط بين منطقة وسط الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، وبث جنوده فيديوهات وصولهم منطقة "الكدرو" شمال الخرطوم.
وقصف سلاح الجو مواقع الدعم السريع جنوبي الخرطوم، وفي مناطق متاخمة للسوق المركزي.
في الأثناء، قال مستشار قائد "الدعم السريع"، الباشا طبيق، عبر منصة "إكس"، إن قواتهم دمرت قوات تابعة للجيش حاولت عبور جسر النيل الأبيض الرابط بين مدينتي الخرطوم وأم درمان، بينما لم يعلق على المعارك في شمال وجنوب الخرطوم.
وواصلت "قوات الدعم السريع" أيضا إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان في الأشهر القليلة الماضية، في صراع تسبب بأزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة.
وتعثرت جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة وقوى أخرى، ورفض الجيش حضور محادثات كانت مقررة الشهر الماضي في سويسرا.
واشتدت المعركة هذا الشهر للسيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، وتحاول "قوات الدعم السريع" التقدم من مواقع تحيط بالمدينة لمواجهة الجيش.
والفاشر هي آخر معاقل الجيش في دارفور، إذ تقول الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إن "قوات الدعم السريع" وحلفاءها تشن هجمات على أساس عرقي، وأن الوضع الإنساني حرج بشكل خاص. وتنفي قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن العنف.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنه وثّق عمليات إعدام دون إجراءات قضائية مناسبة وكذلك جرائم عنف جنسي وعنف قائم على النوع واختطاف نساء وشبان في الفاشر، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الضحايا والمصابين المدنيين.
قال الكاتب والباحث السياسي، ياسر المساعد، إن "الجيش السوداني يقوم بعملياته، بناء على مهامه الدستورية والقانونية لحماية البلاد".
وأوضح في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "الجديد في العملية أنها تمّت بسرية تامة من عدة محاور، وحقق فيها الجيش مكاسب استراتيجية كبيرة مما أدى إلى اعتراف قيادة الدعم السريع بقوة الاشتباكات".
وأضاف أن "الجيش يسطر نجاحات نسبية نتيجة عبوره من 3 جسور رابطة بين الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان".