وقال مصطفى، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيريلليو، يذكّرنا بفولكر بيرتس، رئيس بعثة الـ"يونيتامس"، إذ أن الإثنان لم يكونا ملمّان بثقافة السودانيين، وهذا يعني أن أمريكا والمجتمع الدولي فشلا في اختيار مبعوث مناسب لمعالجة الأزمة السودانية".
وتابع: "الشعب السوداني شعب يستند على حضارات عظيمة، مثل حضارة النوبة والحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية، ومر بتجارب سياسية واجتماعية كبيرة، وكذلك عاش حقب احتلال وغزوات وثورات وطنية عظيمة، وهو عنيد وعنيف ولا يقبل بأي شيء لا تتم استشارته فيه، ويحاول الآخرين فرضه عليه".
ويعتقد مصطفى أن "المبعوث الأمريكي، توم بيريلليو، لا ينطلق من استراتيجية الخارجية الأمريكية، وإلا فإن المئات من مراكز الدراسات الاستراتيجية في أمريكا القارية ستفشل كما فشلت في أزمة أفغانستان وسوريا والعراق وكوبا والصومال، لأن ما يصرح به بيريلليو، يخالف كل ما جاء في تقارير تلك المراكز حول الأزمة السودانية".
وأضاف: "صحيح أن المبعوث الأمريكي يسعى لقطع الطريق أمام التمكين الروسي في واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في الإقليم، لكن أعتقد أن تصرفاته ستعجّل بالتمكين الروسي في المنطقة، وبكل تأكيد لو استغل كل هذا الجهد والوقت والمال في العمل على جمع البرهان وحميدتي، لكنا نعيش الآن فترة وقف إطلاق النار، لكنه ظل يبذل كل الوقت والجهد والمال في المسار الخطأ".
وأوضح مصطفى، أن "بيريللو لو اجتهد باللقاءات الفردية المباشرة لقائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دون التحليق حولها لاستطاع أن يحقق تقدما ملحوظا في حل الأزمة، لأن الحل يكمن في اللقاءات المباشرة والاستماع الجيد للأطراف، ثم إجراء لقاءات مباشرة بين الأطراف دون تهديد أو وعيد".
ولفت مصطفى إلى أن "المبعوث الأمريكي فشل في تحقيق أي تقدم على الأرض، لأنه لا يعلم الكثير عن ثقافة السودانيين، لذا يجب تغييره بدلا من التصريحات التي تؤجج المشهد أكثر مما تؤمن حياة المدنيين".
وكان المبعوث الأممي توم بيريلليو، قد أعلن أمس الأربعاء، في مؤتمر صحفي في نيروبي، عن خطوات وترتيبات تقودها أمريكا لوقف الحرب تتمثل في إعداد قوات تدخل أفريقية لحماية المدنيين في السودان، بعد تعثر محادثات جنيف في التوصل إلى وقف إطلاق النار والعدائيات بسبب رفض الجيش السوداني المشاركة فيها، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
وقال بيريلليو: إنه تم فتح قنوات اتصال مع الاتحاد الأفريقي من أجل إعداد وتجهيز تلك القوات للتدخل لحماية المدنيين، لكنه لم يحدد موعد لتلك القوات.
وأعلن الجيش السوداني، مساء الجمعة الماضي، سيطرته بشكل كامل على حي في مدينة بحري المتاخمة للعاصمة السودانية الخرطوم شمالا، وهي المدينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023.
ويشار إلى أن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، قد حذر من "الخطر الكبير" لأعمال العنف في السودان، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "قلق بالغ إزاء التصعيد في السودان".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد أكد في شهر أغسطس/ آب الماضي، أن الحرب لن تتوقف ما لم تتم تلبية مطالب الجيش، أبرزها انسحاب "الدعم السريع" من المدن لاسيما الخرطوم، وتسليم السلاح.
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، ما أسفر عن نحو 13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.