ليست المشكلة في وجود مبادرات عربية للوساطة، فهي كثيرة ومتعددة ونذكر منها على سبيل المثال الوساطة السعودية قُبيل القمة العربية المنعقدة في الجزائر سنة 2022، والوساطة المصرية على عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، والوساطات الإماراتية والكويتية المتكررة، والوساطة التونسية على عهد الرئيس المنصف المرزوقي، والوساطة الأردنية، وغيرها كثير ولكن السلطات الجزائرية أغلقت كل المنافذ، ولا أدل على ذلك من تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للتلفزيون الجزائري يوم 10 أكتوبر 2021 الذي قال فيه إن "الجزائر لا تقبل أي وساطة مع المغرب"، وأضاف: "رفضنا إدراج المصالحة بين البلدين في المؤتمر الوزاري لجامعة الدول العربية بالقاهرة".
بناء الاتحاد المغاربي يعد حلم عدة أجيال، وسيبقى كذلك إلى أن يتحقق. فرغم الجمود الذي تعيشه مؤسساته إلا أن كل الدول الخمسة باستثناء الجزائر، تؤكد في كل مناسبة عن تشبثها بهذه المنظمة الإقليمية. واستثنيت الجزائر لأسباب موضوعية ووقائع ملموسة منها البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية في أبريل 2023، والذي وصفت فيه الاتحاد المغاربي بأنه "أصبح كيانا ميتا وغير موجود"، وهذا موقف واضح وغير قابل للتأويل يعبر عن قناعة الجزائر تجاه الاتحاد المغاربي، وهو بيان صادر عن الجهة التي تمثل الدولة الجزائرية على المستوى الدبلوماسي والقانوني وأعني بها وزارة الخارجية.