في الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى".. خبراء يقرأون نتائج العملية عبر "سبوتنيك"

أكدت نقيبة الإعلام المرئي والمسموع في لبنان، رندلى جبور، أنّ "عملية "طوفان الأقصى" جاءت كرد فعل طبيعي على سنوات طويلة من الاحتلال والانتهاكات الإسرائيلية، حيث عانى الفلسطينيون من هذا الاحتلال وذاقوا ذرعًا، مما أدى إلى نوع من الانتقام السياسي والعسكري".
Sputnik
وأوضحت جبور في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" أنّ "نتائج هذا اليوم لم تكن متوقعة من قبل أيّ طرف، سواء من حركة "حماس" أو الإسرائيليين، مما أدّى إلى تفلت الأمور وصعوبة السيطرة عليها وإسرائيل لم تحقق أيّ من أهدافها".

فيما يتعلق بأهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذكرت جبور أنّ "استعادة الأسرى وتدمير "حماس" كانت من بين الأهداف الأساسية ونتنياهو لم ينجح في تحقيق أيّ منها، ورغم الضربات القاسية التي وجهها في لبنان، إلا أن "حزب الله" أظهر أنه لا يزال يمتلك زمام الأمور".

وشددت أنه "ليس من المنطقي اعتبار تدمير لبنان باستخدام السلاح الأمريكي إنجازًا"، مشيرة إلى أنّ "الأساس هو الأرض، وهذا ما تعجز عنه إسرائيل حتى الآن ولا يوجد حديث في السياسة اليوم، فالكلمة للميدان".
أبو عبيدة: "طوفان الأقصى" هي عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحا في العصر الحديث
بدوره، أكد الدكتور، عادل يمين، أستاذ جامعي وباحث سياسي، أنّه "بعد عام من عملية "طوفان الأقصى"، لا يمكن اعتبار أن هناك رابحاً أو خاسراً، حيث فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة، المتمثلة في إعادة الرهائن من يد المنظمات الفلسطينية والقضاء على حركة "حماس"، لكن هذه الأهداف لم تتحقق، وظلت الحركة موجودة في غزة".

وفيما يتعلق بالجبهة اللبنانية، أشار يمين إلى أنّ "إسرائيل رفعت شعارات مثل إعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة واستئناف النشاط الاقتصادي، لكن بعد مرور عام من المواجهات، لم تتمكن من إعادة أيّ مستوطن، كما أن ما يقولون عنه تهديد "حزب الله" مستمر، حيث تتواصل الهجمات الصاروخية على مناطق مثل حيفا".

ورغم ذلك، أقر الدكتور يمين بأنّ "هناك إنجازات تكتيكية مرحلية حققتها إسرائيل، مثل اغتيال قادة من "حماس" و"حزب الله" ومنها اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرلله"، مضيفًا أنّ "هذه الإنجازات لا تعني تفكيك بنية "حزب الله".
بعد عام على "طوفان الأقصى" في مواجهة "السيوف الحديدية"... الحرب لم تنته والمأساة مستمرة
وأوضح يمين أنّ "إسرائيل خرقت كافة القوانين الدولية، وأظهرت تفوقاً في الحرب التكنولوجية، لكنها فشلت في المعارك البرية، معربًا عن قلقه من "عدم تأمين الملاجئ أو اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الوضع الحالي".
وشدد على "أهمية تحقيق إنجازات حقيقية حول القضية الفلسطينية ولبنان، وأنه لا يكفي العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول".
ومن فلسطين، أكّد، صالح المشارقة، الباحث السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، أنّ"إسرائيل تواصل حرب الإبادة، حيث نقلت عملياتها من غزة إلى لبنان، محاولةً فرض الإبادة على الدول العربية المحيطة".

وأوضح عبر إذاعة "سبوتنيك" أنّ "هناك محاولة لتقسيم العرب إلى محورين، محور مع المقاومة وآخر ضدها".

وأشار المشارقة إلى أنَ "العالم يواجه اليوم إبادة تعتبر من الأشد قسوة منذ تلك التي وقعت في عام 1994".
وحذر من أنّ "ما يخطط له الجيش الإسرائيلي ضد لبنان أمر مخيف، خصوصاً بعد فشله في غزة، ورغم الضغوط والضربات التي تعرض لها، لا يزال "حزب الله" يمسك بزمام المبادرة، مما يعيق قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في لبنان".
في الذكرى الأولى... المرشد الإيراني يغرد باللغة العبرية عن "طوفان الأقصى"
وأوضح المشارقة أنّه "لا يمكن الوثوق بأي تصريح عسكري إسرائيلي يتعلق بعمليات محدودة في لبنان، حيث تعزز الدفاعات القوية لحزب الله من موقفه".
وأضاف أنّ "الفرحة الإسرائيلية باغتيال نصر الله قد انتهت، وبدأت الإرادة الإسرائيلية تعود للخلف، مما دفع العسكريين إلى وضع خطوط حمراء أمام القيادة السياسية".
من جهته، قال ماهر طاهر، مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنّ "عملية "طوفان الأقصى" تمثل نقطة تحول استراتيجية في كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال".

ووصف عبر "سبوتنيك" المعركة بأنّها "دفاع عن النفس"، مشيراً إلى أنّ "الشعب الفلسطيني يواجه الجرائم الاسرائيلية، مما جعل من الطبيعي أن تكون هذه العملية البطولية رداً على الممارسات الفاشية للكيان".

وأضاف طاهر أنّ "المعركة أثبتت هشاشة الكيان الإسرائيلي، حيث تمكن الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة من تحقيق هزيمة كبيرة للكيان الذي كان يدعي أنه لا يقهر، وذلك بفضل عدد قليل من المقاتلين".
تصويت... برأيك بعد عام على "طوفان الأقصى" هل استطاعت إسرائيل لي ذراع "حماس"؟
وشدد أنه "لولا تدخل الولايات المتحدة ودعمها، لما تمكن الكيان الإسرائيلي من مواجهة المقاومة الفلسطينية"، لافتًا إلى أنّ "نتنياهو، بعد فشله في تحقيق أهدافه في غزة، انتقل إلى لبنان لمحاولة مسح صورة هزيمته في 7 أكتوبر".
وفيما يخص الحديث عن صفقة جديدة، قال طاهر إنّ "ذلك يأتي في إطار المناورات السياسية"، مشيراً إلى أنّ "نتنياهو لا يهتم بمصير الأسرى، ولم تصلهم أيّ معلومات جديدة كفصائل".

من جهته، شدّد حيدر اللامي، عضو المجلس السياسي لحركة النجباء في العراق، أنّ "الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى" تشير إلى فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه".

وأوضح في مداخلة عبر "سبوتنيك" أنّ "ما تحقق هو ارتكاب إسرائيل لمجازر وإبادة جماعية بحق المدنيين، مما يبرز فشلها الذريع".
وأشار اللامي إلى أنّ "المنطقة تعيش واقعاً جديداً يفرض قواعد اشتباك جديدة، خاصةً مع أداء فصائل المقاومة التي أسهمت في دعم جبهة الإسناد".
وأكد أنّ "التصعيد من الكيان الإسرائيلي سيؤدي إلى استمرار تصعيد المقاومة في العراق".
مناقشة