وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن إسرائيل تسعى كذلك إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، سواءً كان تهجيرا قسريًا، أو إجباريا عبر الممارسات الاقتصادية، وسياسة الخنق والتوسع والضم التدريجي، والاعتداءات المباشرة من المستوطنين والجيش الإسرائيلي على المواطنين في كل أنحاء الضفة.
وتابع الصالحي: "في السياق نفسه يمكن اعتبار أن ما يجري هو لمزيد من إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تقع تحت وضع حساس للغاية، حيث أن المضمون السياسي لوجود السلطة وفقا للاتفاقيات التي تمت سابقا مع الاحتلال تم إجهاضها بالكامل".
وأكد أن "إسرائيل لم تعد تتعامل مع السلطة في إطار مشروع سياسي يؤدي في النهاية إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، وتعميم السلام في المنطقة، حيث نسفت هذا المضمون، ولم يعد هناك – من وجهة نظر إسرائيل- أي دور سياسي للسلطة".
وأشار إلى أن إسرائيل تريد إما أن تخضع السلطة كليًا لأجندة إسرائيل في التعامل مع الشأن الداخل الفلسطيني، أو دفعها للانهيار نتيجة الصعوبات التي تضعها لها للضغط على المواطنين، وتقليص دورها وصلاحياتها، وتقليص تمويلها عبر سرقة أموال المقاصة وغيرها.
واعتبر المسؤول الفلسطيني أنه يمكن تقسيم أهداف الإجراءات الإسرائيلية في الضفة إلى قسمين، الأول من أجل ضم الضفة وإجهاض فرصة قيام دولة فلسطينية مستقلة، والشق الثاني إجهاض الحالة الفلسطينية الرسمية التي نشأت، وإضعافها لدرجة كبيرة، إما من أجل تحريف السلطة لمضمون مختلف، أو إضعافها بشكل كامل بحيث لا يمكنها تقديم الخدمات اليومية للمواطنين الفلسطينيين.
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس الثلاثاء، أن المنطقة تشهد تصعيدا خطيرا "لن يسلم منه أحد"، داعيا المجتمع الدولي للتحرك لحماية أهالي غزة والضفة الغربية ولبنان.
وأضاف: "السؤال للمجتمع الدولي، ما الذي تنتظره للتحرك بشكل مؤثر لحماية الأهالي في غزة والضفة ولبنان، فيكفي بعد عام من التدمير في غزة والتصعيد في غزة".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتعرض الضفة الغربية إلى تصاعد في وتيرة الاقتحامات والمداهمات المتكررة، والعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
وبموازاة الحرب المشتعلة في غزة ولبنان، تشهد الضفة الغربية عمليات عسكرية مستمرة، مع تكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي بشتى الطرق، ويغلق الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، ويفصل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها بحواجز وبوابات عسكرية وسواتر ترابية، ما يعرقل حركة التنقل بين المدن والقرى بالنسبة إلى الفلسطينيين، الذين يمضون ساعات لقطع مسافات قصيرة.
يكشف تقرير "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية، واقع الاستيطان المتصاعد بشكل غير مسبوق خلال الحرب، ويفيد التقرير بـ "استيلاء الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه على 52 ألف دونم، وإنشاء 29 بؤرة استيطانية رعوية، وتنفيذهم 19440 اعتداء، طالت أراضي وممتلكات الفلسطينيين، وذلك منذ بدء الحرب المتواصلة على غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023".