ما الرسائل التي يحملها وزير الخارجية الإيراني للسعودية ودول الخليج؟

وزير الخارجية​ الإيران​ي، ​عباس عراقجي
حملت زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى المملكة العربية السعودية، ضمن جولته في المنطقة، الكثير من الإشارات والدلائل والرسائل السياسية المهمة، لا سيما في ظل ترقب ضربة إسرائيلية لإيران.
Sputnik
وتهدف زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية وقطر، ضمن جولة تشمل عمان ولبنان وسوريا، إلى تشكيل موقف عربي وخليجي لصد التحركات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، ومنع استخدام تل أبيب لهذه الدول كقواعد لقصف طهران، بحسب تقديرات المراقبين.
وأفادت تقارير إعلامية بأن "إيران أبلغت دول مجلس التعاون الخليجي، بأنه سيكون من غير المقبول أن تسمح دول المجلس باستخدام مجالها الجوي ضد طهران"، ونقلت عن مسؤول إيراني كبير قوله إن "أي تحرك من هذا القبيل سيستدعي ردا"، وذلك وسط مخاوف من رد إسرائيلي محتمل على الهجوم الصاروخي، الذي شنته إيران على إسرائيل، الأسبوع الماضي.
يذكر أن عراقجي، وصل أمس الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، للتباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مسؤول يكشف عن تحالف إقليمي "غير مدون" بين إيران ومصر وتركيا والسعودية.. ما علاقته بسد النهضة؟
رسائل إيرانية
قال المحلل السياسي الإيراني، محمد غروي، إن "زيارة وزير خارجية إيران إلى السعودية وعدة دول أخرى تشمل لبنان وسوريا وقطر، تأتي في خضم محاولات طهران لحل المعضلات والسياسيات التي تسعى أمريكا وإسرائيل إلى إقرارها في المنطقة".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "واشنطن تسعى جاهدة إلى تغيير ما سياسي في الداخل اللبناني، لا سيما في ملف الانتخابات الرئاسية، ظنا منها أن "حزب الله" اللبناني بات ضعيفا على المستوى السياسي، ومن الممكن تعيين من تريده في رئاسة الجمهورية، إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بغزة ومرحلة ما بعد الحرب".
ويرى أن "هناك الكثير من الأهداف التي وضعتها إسرائيل وأمريكا للمنطقة، ما دفع وزير الخارجية الإيراني للخروج في جولة، من أجل تنسيق الجهود بين دول الجوار في ملف غزة ولبنان، لا سيما في مسألة الرد الإسرائيلي على طهران".
وقال إن "إيران أرسلت رسالة واضحة رافضة لتوجيه إسرائيل عدوان عليها باستخدام الأراضي السعودية أو المياه الخليجية، أو القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج، فيما حمل وزير الخارجية رسالة لهذه الدول، بأنها سوف تتعامل مع المناطق التي سيتم من خلالها العدوان الإسرائيلي باعتبارها أماكن معادية، وهي رسالة تلقتها الأطراف الخليجية، وخرجت بعدها بتصريحات تتحدث عن رفضها استهداف إيران من أراضيها أو مياهها".
وأوضح أن "نتنياهو بات يطرح فكرته القديمة عن الشرق الأوسط الجديد، وتسعى إيران من خلف هذه الزيارة إلى توحيد كلمتها وجهودها مع دول الجوار، لوقف المخططات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة"، مؤكدا أن "الزيارة تأتي في توقيت حساس ومهم، وفي خضم العدوان الإسرائيلي والمؤامرات التي تسعى واشنطن لتمريرها".
وأشار إلى أن "إيران لها تصور كامل عن هذه الملفات، وستقف مع محور المقاومة سدا منيعا أمام كل المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة".
السعودية: اغتيال إسماعيل هنية انتهاك صارخ لسيادة إيران
موقف عربي
بدوره، اعتبر المحلل السياسي السعودي، الدكتور سعد الحامد، أن "زيارة وزير الخارجية الإيراني للمملكة ودول الخليج، تأتي في ظل الوضع الحرج الذي تعيشه طهران، في ظل مخاوفها من توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لها، ردا على صواريخها الأخيرة التي أصابت تل أبيب، ردا على اغتيال حسن نصر الله وإسماعيل هنية".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": "تملك المملكة ثقلا ومكانة كبيرة، وتتمتع بعلاقات بنّاءة وقوية مع الشركاء والفاعليين الدوليين والإقليميين، فيما تسعى إيران من خلف هذه الزيارة إلى منع تدخل دول الخليج، أو سماحها لشن ضربة ضد طهران عبر أراضيها".
وأكد أن "الجولة الإيرانية تشمل أيضا سوريا ولبنان، وهي محاولة لترتيب الأوراق في المنطقة في ظل مخاوف من اختراق إسرائيل لهذه الجبهات، والتي يمكنها التأثير على طهران في حال اندلعت المواجهة".
وقال إن "طهران تحاول حشد الموقف العربي والخليجي في سبيل تهدئة الوضع القائم، لا سيما وأن أمريكا لا ترغب توجيه تل أبيب ضربة عسكرية قوية لإيران يمكنها التأثير على الانتخابات الأمريكية".
ويرى أن "إيران التي تعاني وضعا داخليا صعبا، تسعى لترتيب الأوراق، وإعادة الدفء في علاقاتها مع السعودية ودول الخليج، واستغلال هذه العلاقات في نزع فتيل الأزمة، لا سيما وأن هذه الدول لا ترغب في اندلاع حرب إقليمية بالشرق الأوسط".
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، "استمرار سياسة إيران بتوسيع العلاقات مع الجيران وحسن الجوار"، على حد قوله.
ونقلت وكالة "إيرنا" عن عراقجي، تصريحات جاءت خلال لقاء جمعه بابن سلمان في الرياض استمرارا لمشاوراته الدبلوماسية في المملكة العربية السعودية بشأن التطورات الإقليمية.
وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان، إن "ولي العهد السعودي، أعرب خلال اللقاء، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الأزمة وانتشار الحرب في المنطقة، وأكد على ضرورة قيام جميع دول المنطقة بحماية الاستقرار والأمن الإقليميين، كما أعرب عن ارتياحه للتنفيذ السليم للاتفاقيات بين البلدين، خلال العام الماضي، وقيّم التحسن في العلاقات الثنائية بأنه إيجابي وملموس، مشيرا إلى إن المملكة العربية السعودية عازمة على مواصلة هذه العملية في العلاقات الثنائية".
وزير الخارجية الإيراني ردا على التهديد الإسرائيلي: إذا تعرضنا لهجوم سنقوم بالرد المناسب
في السياق ذاته، دعا عراقجي إلى "تعاون جميع دول المنطقة والاستعانة بجميع الأطراف من أجل الوقف الفوري للهجمات العسكرية الإسرائيلية ومنع استمرار تدمير البنية التحتية في غزة ولبنان"، مؤكدًا أن الوقوف في وجه ما وصفه بـ"جرائم النظام الصهيوني" ووقف الحرب فورا في المنطقة أمر ضروري لتحقيق الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة.
يأتي ذلك، في وقت صرّح فيه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بأنه سيقوم بجولة إلى السعودية ودول المنطقة، لمواصلة المشاورات بشأن "وقف الجرائم الإسرائيلية"، على حد قوله.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس الأربعاء، بأن رد بلاده على إيران سيكون "فتاكا ومفاجئا"، ولن يفهم الإيرانيون كيف حدث، بحسب قوله.
وتوعدت إسرائيل بأن تدفع إيران عدوها اللدود "ثمنا باهظا"، بعد إطلاقها 200 صاروخ باتجاه إسرائيل، بينما حذرت طهران من أن ردها على أي اعتداء "سيكون أقسى من ضربة الثلاثاء".
واستهدف الحرس الثوري الإيراني أجزاء مختلفة من إسرائيل بـ200 صاروخ بالستي، في 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ضمن عملية "الوعد الصادق 2"، وأصابت 90 % من هذه الصواريخ الأهداف عبر تخطيها الدفاع الجوي الإسرائيلي، وفقا لوكالة "تسنيم".
مناقشة