وأجرت الصحيفة مقابلات مع 16 جنديًا ومسؤولًا إسرائيليًا، كانوا على علم بهذه الممارسة، بالإضافة إلى 3 من المعتقلين الفلسطينيين السابقين، أُجبروا على المشاركة فيها.
وصرح الفلسطيني محمد شبير، بأنه بعدما عثر جنود إسرائيليون عليه مختبئًا مع عائلته، في أوائل مارس/ آذار الماضي، احتجزوه لمدة 10 أيام تقريبًا قبل إطلاق سراحه دون تهمة، وخلال تلك الفترة استخدمه الجنود الإسرائيليون كدرع بشري.
وأوضح شبير، الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا آنذاك، إنه أُجبر على السير مكبل اليدين عبر أنقاض المنازل في مسقط رأسه خان يونس، في جنوب غزة، بحثًا عن متفجرات زرعتها "حماس"، حيث أجبره الجنود على ذلك لتجنب تعرضهم للألغام.
وتابع قائلا: "أرسلني الجنود مثل الكلب إلى شقة مفخخة، اعتقدت أن هذه ستكون اللحظات الأخيرة في حياتي"، وقد توصل تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن "الجنود الإسرائيليين ووكلاء الاستخبارات، طوال الحرب في غزة، اعتادوا على إجبار فلسطينيين أسرى مثل شبير، على القيام بمهام استطلاع تهدد حياتهم لتجنب تعريض الجنود الإسرائيليين للخطر في ساحة المعركة".
وأضافت الصحيفة أن "المعتقلين الفلسطينيين أجبروا كذلك على استكشاف وتصوير شبكات الأنفاق، حيث يعتقد الجنود أن المقاتلين ما زالوا يختبئون. كما أمرهم الجنود الإسرائيليون بالتقاط أو نقل أشياء مثل المولدات وخزانات المياه التي يخشى الجنود الإسرائيليون أن تكون مداخل أنفاق مخفية أو أفخاخ".
وأجرت الصحيفة مقابلات مع 7 جنود إسرائيليين شاهدوا أو شاركوا في هذه الممارسة، ووصفوها بأنها روتينية وشائعة ومنظمة، وتتم بدعم لوجستي كبير ومعرفة قادتهم في ساحة المعركة.
وقال العديد منهم إن "المعتقلين كانوا يتعاملون معهم وينقلونهم بين الفرق في كثير من الأحيان بواسطة ضباط من وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، وهي العملية التي تتطلب التنسيق بين الكتائب ومعرفة كبار القادة الميدانيين".
من جانبه، أكد اللواء تامر هايمان، وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، والذي يتلقى إحاطات روتينية من كبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين حول سير الحرب، أن "بعض المعتقلين أُرغموا على دخول الأنفاق بينما تطوع آخرون لمرافقة القوات والعمل كمرشدين لها، على أمل كسب ود الجيش، كما أدلى 3 فلسطينيين بشهادات مسجلة حول استخدامهم كدروع بشرية".
يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن في بيان سابق، أن "تعليماته وإرشاداته تحظر بشدة استخدام المدنيين المعتقلين من غزة في العمليات العسكرية"، وأضاف أن "روايات المعتقلين والجنود الفلسطينيين، الذين قابلتهم صحيفة "نيويورك تايمز"، ستخضع لفحص السلطات المختصة"، ويحظر القانون الدولي كذلك استخدام المدنيين الفلسطينيين في غزة في العمليات العسكرية.