وباشرت طواقم وزارة الصحة في القطاع، بالتعاون مع المنظمات الصحية الدولية "منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، والأونروا"، حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع، وفي 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، انتهت المرحلة الأولى من "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال" في غزة، والتي بدأت مطلع الشهر ذاته، بتطعيم أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني، وفق ما أعلن عنه مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي: "حملة التطعيم الثانية ستتكون من ثلاث مراحل، الأولى في المنطقة الوسطى في دير البلح وتستمر لثلاثة أيام، وستكون من يوم 14 إلى 17 تشرين الأول الجاري، وقابلة للتمديد ليوم إضافي".
وفي دير البلح وسط القطاع، انطلقت حملة التطعيم الثانية ضد مرض "شلل الأطفال"، في المركز الصحي التابع لجميعة الهلال الأحمر الفلسطيني، وسط حضور كثيف من الأطفال.
وقالت الطبيبة رغدة الصفدي، مديرة حملة التطعيم في دير البلح لوكالة "سبوتنيك": "في هذه الحملة من الثانية من التطعيم، سيتم إعطاء الجرعة الثانية من طعم شلل الاطفال الفموي "n OPV"، إضافة إلى فيتامين "أ" الذي يعزز مناعة الأطفال، ويساعدهم في مقاومة العدوى، ويساهم في تحسين الرؤية والنمو السليم".
وكانت العائلات تصطف منذ الصباح الباكر أمام مركز دير البلح الصحي كي يحصل أطفالهم على الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني، وسط معاناتهم في الوصول إلى المركز الصحي في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، ومن هؤلاء معتصم الشرفا النازح من شمال غزة إلى دير البلح وسط القطاع، وقد حضر مع أطفاله الثالثة إلى مركز التطعيم للحصول على الجرعة الثانية.
وقال معتصم لـ"سبوتنيك": "هذا التطعيم مهم لوقاية الأطفال من شلل الأطفال، ونشكر القائمين على الحملة والداعمين، الذين يقدمون للأطفال أبسط حقوقهم في الحصول على العلاج المجاني، ونتمنى أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ونعود إلى شمال غزة".
وتستهدف الحملة تطعيم 591,700 طفل دون سن العاشرة، وسيتم نشر فرق ثابتة ومتحركة لإتمام الحملة، وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أنَّ نجاح هذه الحملة مرهون بالهدنة الإنسانية لضمان قدرة جميع العاملين في مجال مكافحة شلل الأطفال على العمل في بيئة آمنة، وتمكين الأسر من الحصول على التطعيم للأطفال، وحسب الأمم المتحدة، يحتاج أطفال غزة إلى جرعتين من اللقاح، كل منهما على شكل نقطتين عن طريق الفم.
وقالت النازحة أماني جميل لوكالة "سبوتنيك": "لقد حصل أطفالي على الجرعة الأولى من اللقاح، واليوم قدمنا من أجل الحصول على الجرعة الثانية، وأهم شيء في هذه الحملة، أن تكون أماكن التطعيم قريبة من أماكن النازحين، ويسهل الوصول إليها، لأنَّ كثير من العائلات تواجه صعوبة في الوصول إلى مراكز التطعيم، ونتمنى أن تنتهي الحرب، ونعود إلى بيوتنا".
وبينما تستمر الجولة الثانية من الحملة، جددت منظمة الصحة العالمية واليونيسف "اللتان تشاركان في حملة التطعيم"، طلبهما العاجل لجميع أطراف الصراع بتنفيذ فترات التهدئة الإنسانية اللازمة في غزة خلال الجولة الثانية.
وتقول الطبيبة رغدة الصفدي لـ "سبوتنيك": "ليس هناك هدنة حقيقة أثناء فترات التطعيم، وهذا الأمر يجعل المهمة صعبة جدا، وفي أحد مراكز الإيواء الذي كنا نقدم فيه التطعيم للأطفال، تم استهداف غرفة في المدرسة بصاروخ، لذلك نحن في خطر شديد، لكننا نكافح من أجل مواجهة تفش شلل الأطفال، ونكافح من أجل مواجهة الأمراض المعدية والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي وأمراض الجلد، في المستشفيات والعيادات الصحية، ونطالب بتوفير الإمدادات التي نحتاجها لعلاج المرضى والجرحى".
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ375 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 42,289 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 98,684 آخرين.
وفي 7 أكتوبر 2023 ، شنّ مقاتلون من "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل، أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا، في 7 أكتوبر 2023.