تيمور جنبلاط: الغرب منوط بالدفاع عن القيم التي يتبناها وعن لبنان

صرح تيمور جنبلاط، النائب في البرلمان اللبناني ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، أن "الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الصالحون عن فعل أي شيء، واليوم يبدو أن العالم يواجه نقصاً في مثل هؤلاء الرجال الصالحين".
Sputnik
وأوضح جنبلاط، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، قائلا: "فبينما يعاني لبنان من القصف المتواصل من جانب الحكومة الإسرائيلية، يتعرض المدنيون للقهر والتشريد والنوم في الشوارع، دون أن تلوح في الأفق نهاية لهذا الصراع، وتستمر المعركة المزعومة ضد الإرهاب في الأحياء المكتظة بالسكان، الأمر الذي يكشف عن حقيقة صارخة وهي أن نفاق الغرب ومعاييره المزدوجة لم تكن قط أكثر وضوحاً من أي وقت مضى".
وتساءل جنبلاط: "إلى متى ستستمر إسرائيل في استخدام ورقة الضحية والتهرب من المساءلة في حين تفرض نفس العنف، الذي عانت منه ذات يوم على أناس أبرياء لم يكن لهم أي دور في ماضيها المروع؟".
وأضاف:

إن معاداة السامية لم تولد في الشرق الأوسط، دعونا لا ننسى الأيام المظلمة لما يسمى "الغرب الأخلاقي".

وأردف جنبلاط، متسائلا: "إلى متى ستخضع "القوى العظمى" لإسرائيل وتعتبر حياة الفلسطينيين والآن اللبنانيين قابلة للتضحية؟ وما هو شكل القيم الديمقراطية التي نخضع لها في هذا الجزء من العالم؟".
باحث سياسي: كلفة الإعمار اليوم أكثر بكثير من عام 2006 وأي قرار أممي جديد لن يصب في مصلحة لبنان

وتابع جنبلاط: "لقد أشار أحد الساسة المعروفين ذات مرة إلى أن من الخطير أن يُطلق عليك لقب عدو أمريكا، ولكن من الأخطر أن تكون صديقاً لأمريكا. إلى أي مدى هذا صحيح، وإلى أي مدى يصبح أكثر صحة كل يوم؟ لقد دفع العراقيون والأفغان والسوريون ثمن الصداقة الموعودة وبناء المجتمعات الديمقراطية".

وأردف: "قبل السابع من أكتوبر، كان المدنيون الفلسطينيون يدفعون الثمن بالرصاص والقنابل، التي تم تزويد إسرائيل بها، الحليف الأخلاقي الديمقراطي الوحيد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، تحت قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصل مستوى الإرهاب الحكومي إلى مستويات غير مسبوقة".

ومضى قائلا إن "نتنياهو، السياسي الذي مارس الضغوط من أجل غزو الولايات المتحدة للعراق، للإطاحة بصدام حسين، في وقت مبكر من عام 2002، ليس صديقاً لأميركا، فقد شوّه صورة الولايات المتحدة في هذه المنطقة، إلى حد لا يمكن إصلاحه، ولقد حان الوقت لاعتبار هذا الرجل تهديداً للعلاقة التي تهدف أمريكا إلى بنائها مع شعوب هذه المنطقة".

وأشار جنبلاط إلى أن "سياسة نتنياهو وحكومته، كانت تتلخص في تأجيج الانقسام الفلسطيني وتقويض السلطة الفلسطينية، وتصنيف أي حركة تعارض الاحتلال غير القانوني والتهجير على أنها حركة إرهابية".
ميقاتي: الغارات الإسرائيلية على النبطية استهدفت قصدا اجتماعا للمجلس البلدي
وتابع جنبلاط بالقول: "لقد وُصِفَت كل حركة ثورية في التاريخ في مرحلة ما بأنها إرهابية، ومن الأمثلة المؤلمة على ذلك، انتفاضة غيتو وارسو، اليهودي ضد النازيين، في إبريل (نيسان) 1942، ورغم سحقهم في نهاية المطاف على يد مضطهديهم الوحشيين، فإن هؤلاء الشجعان الذين تجرأوا على مقاومة الظلم يُذكَرون الآن باعتبارهم أبطالاً، ورموزاً للتحدي ضد الطغيان ونضالاً من أجل وجودهم ذاته".
واستطرد: "لكن لماذا لا يُمنح الفلسطينيون الحق في القتال لتحقيق تطلعاتهم المشروعة في حين سُلب منهم كل شيء؟ يا لها من مفارقة".

وأضاف: "ماذا حدث لأوروبا القوية الموحدة، التي أصبحت الآن منقسمة وأكثر صراحة بشأن صراع روسيا و أوكرانيا، وفرض العقوبات على موسكو في كل منعطف؟ لماذا سكت صوتها فجأة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟ وفي حين أن هناك أصواتاً شجاعة ورائعة قليلة نشعر بالامتنان العميق لها، فأين صرخة أوروبا الجماعية في حين يُذبح المدنيون الفلسطينيون واللبنانيون، معظمهم من النساء والأطفال".

وأردف جنبلاط، قائلا: "في عالم ما بعد الحقيقة، أصبحت الأرواح البشرية مجرد إحصاءات، ويبدو أن الحقيقة لم تعد تحمل أي قيمة، فقد دُفنت تحت الخطب الفارغة والغضب الفارغ، وطغت عليها أنقاض القنابل التي يُقال إنها تصدّر الديمقراطية إلى ما يسمى المتوحشين الفقراء، ولكن الهدف الحقيقي يبدو أنه الحفاظ على الدولة الوحيدة الديمقراطية العنصرية في العالم".
وقال النائب اللبناني: "بصفتي مواطناً، أكتب لأقول إن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار، والآن هو الوقت المناسب للدول نفسها، التي تدعو إلى السلام وأهمية الحلول الدبلوماسية أن تتقدم فعلياً وتطبق ما تدعو إليه".
وتابع جنبلاط: "إننا ندعو الشخصيات الدينية والروحية في منطقتنا، من جميع الأطياف، إلى التوقف عن إقحام هذا البلد وغيره من البلدان المجاورة في حروب بالوكالة لا تسفر إلا عن المعاناة والموت والدمار. إننا ندعو جميع الأطراف الدولية والإقليمية وإيران وإسرائيل، إلى احترام سيادتنا كدولة مستقلة تسعى إلى وقف إطلاق النار وإنهاء إراقة الدماء".
أول رد إسرائيلي على نائب الأمين العام لـ"حزب الله": دورك آت لا محالة

وأضاف النائب جنبلاط: "أخيراً وليس آخراً، ندعو الفصائل السياسية المختلفة في لبنان، إلى التوصل إلى توافق والتوحد وانتخاب رئيس، وتشكيل حكومة من أجل إنقاذ ما تبقى من هذا البلد، الذي عانى من العديد من الحروب والإخفاقات والتجاوزات. تحركوا قبل أن تبتلعنا دائرة العنف بالكامل".

واختتم الحديث بقوله: "أخيراً، ندعو إلى إعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بسرعة، وأن يتولى الجيش اللبناني دوره الصحيح".
مناقشة