وتحدث بوتين عن القضية الفلسطينية، حيث قال: إن "القضية الفلسطينية الإسرائيلية ستتم مناقشتها في قمة البريكس".
وأردف الرئيس الروسي: نحن على اتصال مع الإسرائيليين والفلسطينيين ونقترح استعادة وتوسيع عمل اللجنة الرباعية لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وأكد بوتين على أن "التعاون في مجموعة "بريكس" غني للغاية ونخطط لعقد 17 اجتماعا ثنائيا كجزء من القمة في قازان".
كما أوضح الرئيس أن 30 دولة تريد الآن الانضمام أو التعاون بدرجات مختلفة مع "بريكس"، وأن دول "بريكس" ستناقش إمكانية التوسع "الأبواب مفتوحة". مشيرا إلى أن روسيا تريد أن تقترح على زملاء البريكس استخدام العملات الرقمية في عمليات الاستثمار لصالح الاقتصادات النامية الأخرى.
في الإطار أكد خبيران على أهمية الدور الذي تلعبه روسيا تجاه دول المنطقة والعالم، وكذلك بشأن دعمها للقضية الفلسطينية.
وشدد الخبراء على أهمية دور روسيا بشأن تفعيل وتنفيذ القرارات الأممية، التي عملت واشنطن على تعطيلها مرارا من أجل مشروعها التخريبي في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الخبراء أن حل الدولتين الذي تحدث عنه الرئيس بوتين عبر تنفيذ القرارات الأممية يتطلب تضافر الجهود وإحداث آليات من شأنها تفعيل المنظمات الدولية، وعدم استمرارها تحت "الأهواء الغربية:.
بداية يقول الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إنه من المهم إعادة النظر من قبل المجتمع الدولي في العملية التنفيذية للأمم المتحدة، إذ لا يمكن بأي وجه من الوجوه أن يكون تنفيذ قرارات الهيئة الدولية مزاجيا أو انتقائيا أو خاضعا للمشاريع الاقتصادية أو التنافسية لهذه الدولة أو تلك.
تناقض دولي
مضيفا في حديثه مع "سبوتنيك"، أن بقاء الوضع على ما هو عليه يتناقض مع المبادئ التي قامت الأمم المتحدة على أساسها، ومن هنا يأتي موقف الرئيس فلاديمير بوتين ليلقي الضوء على هذه المعضلة، إذ أن تنفيذ القرارات الأممية الخاصة بقضية فلسطين من شأنه وضع حل لها، لكن الولايات المتحدة الراعية لإسرائيل ودورها في المنطقة العربية تقف مباشرة وراء تمييع قرارات الهيئة الدولية عبر ابتداع ممارسات خارقة للقوانين الأممية كالتذرع بدراستها ولمعرفة مدى توافقها مع حق إسرائيل في الوجود إلى آخر هذه المبررات الواهية.
يوضح أن إعادة النظر في العملية التنفيذية لمقررات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المؤسسات التابعة لها، باتت أكثر من ضرورية فلا يعقل أن تصوت 150 دولة "أي الأغلبية الكاملة" على قرار حل الدولتين في المسألة الفلسطينية ولا يجد هذا القرار طريقه للتنفيذ، بل هو يواجه رفضا علنيا ومباشرا من دون أي إجراء عقابي".
تعزيز قيمة العملات الوطنية
على صعيد متصل يرى الرز، أن التبادل التجاري بين الدول المنضوية تحت قبة منظومة البريكس بالعملات الوطنية يعزز قيمة هذه العملات، ويساهم في نمو اقتصادي واعد ويخرج هذه الدول والمجتمعات من حصرية التعامل بالدولار، وما يتبعها من سياسات ابتزاز وضغوط ارتهان وعمليات حصار مالي واقتصادي.
وأشار إلى أن هذا التعامل من شأنه تخفيض قوة الدولار الأمريكي لكنه في الوقت نفسه يكرس حقوق المجتمعات في صيانة وضعها المالي، ولكي تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية استخدام عملتها في خدمة توجهاتها الاستعمارية في العالم .
واستطرد" هذه الخطوات تلقي الضوء على طبيعة دور دول البريكس في أقاليمها، فهي تشكل ضمانة تحمي أعضاءها ووسيلة تشق الطريق نحو أهداف التنمية المستدامة مع احترام سيادة الدول وتطلعها نحو المستقبل الذي تطمح إليه"
وشدد على أن الخطوة بمثابة مشروع منزه عن الخلفيات الاستعمارية ومحصن بمبادئ التعاون والتكامل الإنساني وتبادل الخبرات، بهدف توفير الغد الأفضل للشعوب، وهي مد اليد للمجتمعات التي كسر الاستعمار سيادتها وحطم كرامتها ونهب ثرواتها كي تنهض مجددا على أسس آمنة.
ومضى بقوله " من هنا نفهم لماذا تنهمر طلبات الدول على الانضمام للبريكس بمثل ما نلمس مدى خشية أميركا ودول الأطلسي على مستقبل أدوارها".
إمكانية حل الصراع
من ناحيته قال الباحث الجزائري نبيل كحلوش، إن الصراع في فلسطين ليس محصورا في الجانب السياسي فقط، ولهذا فإنه إن لم تتم مراجعة موقف المجتمع الدولي من الإيديولوجيا التي تتبعها إسرائيل، في حد ذاتها فإن الاحتلال الإسرائيلي سيواصل في انتهاج استراتيجية الخداع والتضليل إلى مالانهاية.
وتابع: "لهذا فإننا لا نعقد آمالا كبيرة على حل الصراع وفق القرارات الأممية حصرا، بل نرى أن القرارات الأممية يمكنها أن تكون مقدمة أساسية لمحاصرة "الاحتلال "سياسيا وقانونيا أولا، ثم طرح الإيديولوجيا على طاولة النقاش ثانيا".
وأضاف في حديثه مع سبوتنيك أن السبل الممكنة تتمثل في:
- توسيع التمثيل في مجلس الأمن الدولي: لأن استعادة التوازن الجيوسياسي عبر ضم دول جديدة في مجلس الأمن ضروري لفك الارتباط العضوي بين سياسة الاحتلال الإسرائيلية والدعم السياسي الغربي.
- القطيعة الدبلوماسية: إن القطيعة وسيلة هامة لعزل إسرائيل والضغط على داعميه.
- العمل المؤسساتي: وذلك عبر توحيد مواقف الدول العربية أولا وعدم تقسيمها لمحورين (محور التطبيع ومحور المقاومة) وهذا تمهيدا لاتخاذ مواقف مؤيدة لقيام دولة فلسطينية دون التقيّد بأي شرط إسرائيلي مسبق.
بشأن دور بريكس والتعامل بالعملات الوطنية، يوضح كحلوش، أن العملات الوطنية أهم وسيلة لحماية الاقتصادات الوطنية من التقلبات "الاعتباطية" لسوق الدولار، وأن روسيا دولة رائدة في التشجيع على هذا النمط من التبادل النقدي، مما يسهم أيضا في رفع قيمة العملة الوطنية للدول المؤيدة لهذا النمط.
ويرى أن بعض التحديات التي تواجه هذا النمط يمكن تعزيزها عبر بعض الأدوات:
- وضع مقياس معياري مثل الذهب، ليكون مرجعا للعملات وتفادي السياسات النقدية المبنية على تقلبات أسعار الفائدة.
- الاعتماد على نظام بنكي مستقل عن النظم البنكية الغربية ليكون فضاء للتعامل.
واستطرد "من ناحية جيوسياسية يمكن للبريكس أن يؤثر إيجابيا في الأوضاع الدولية، وهذا لأنه يعتمد على الاستقلالية الاستراتيجية عن الغرب، لكن لهذا العمل تحديات استراتيجية أيضا تتمثل في كبح التنافس الصيني-الأمريكي فيما يسمى استراتيجيات الاحتواء المتبادل، وكذلك عدم استخدام سياسة توازنات القوى الإقليمية -على شاكلة ما تفعله أمريكا-".
توسيع بريكس
وأكد بوتين في اجتماع مع صحفيين من دول "بريكس": التجربة أثبتت أن توسيع "بريكس" خطوة صحيحة تزيد من سلطة ونفوذ المنظمة في العالم.
وقال بوتين: إن روسيا استندت دائما على أساس ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن إنشاء الدولتين، فيما يخص بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن روسيا تقوم ببناء أسطول من كاسحات الجليد النووية لا يمتلك مثيله أي جهة أخرى في العالم.
و قال بوتين، خلال لقائه مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة في دول "بريكس": "نحن نبني أسطولًا من كاسحات الجليد، لا مثيل له في العالم، مثل هذا الأسطول من كاسحات الجليد النووية غير موجود في العالم، باستثناء روسيا".