رفع طلبة "العلوم الطبية" في الجزائر العديد من المطالب، في مقدمتها الحد من الزيادة الهائلة لطلبة العلوم الطبية، وتوفير المراكز الكاملة والمجهزة لتكوين الطلبة وضمان جودة التعليم والتربص.
وفق الطلبة، فإن وزارة التعليم العالي لم تستجب لمطالب الطلبة بشكل واضح، وأن ثمة "تسويف" بشأن بعض المطالب، خاصة التي تمثل أولوية بالنسبة للطلبة.
كما تضمنت المطالب مراجعة منحة طلبة الطب، ومراجعة منحة الطبيب الداخلي وتحديدها حسب دوره واحتياجاته، ومساواته بطالب الدكتوراه باقي الشعب، وإعادة المصادقة على شهادات التخرج للعلوم الطبية وتنظيمها وفق أسس تساعد على ضمان التكوين العالي.
كذلك تضمنت بحث أزمة بطالة الأطباء، والبحث عن حلول وآفاق للتوظيف والتكوين على المدى القريب وزيادة في عدد المقاعد في امتحان التخصص، وفق حديث بعض الطلبة لـ "سبوتنيك".
وقالت فاطمة محمد، طالبة بكلية الطب في العاصمة، إن الإضراب مستمر حتى تحقيق المطالب، والبدء ما بما يمكن تحقيقه في الوقت الراهن، للتأكد من الاستجابة الفعلية لمطالب طلبة الكليات في مختلف الجامعات.
مطالب الطلبة
وفق حديث فاطمة لـ"سبوتنيك"، تشمل مطالب الطلبة توثيق الشهادات، بالإضافة إلى "اعتماد دولي"
التوظيف المباشر للأطباء العامين مثل الشبه الطبي.
زيادة عدد مناصب "الاختصاص".
رفع المنحة ودخل أوليّ للطبيب الداخلي.
دفتر تربص الطبيب الداخلي فيه الحقوق و الواجبات.
تقليص عدد الطلبة المقبولين في الطب.
أن تكون الاستجابة شاملة، وعدم اقتصارها على زيادة عدد المناصب في امتحان التخصص التي ستكون وسيلة إلهاء وتهدئة.
إلغاء قانون 3 سنوات ( الاستقالة حق يكفله القانون).
توثيق الشهادات الطب.
إعادة النظر في أجور الأطباء العامون والخواص.
إخراج قطاع الصحة من الوظيفة العمومية (لا ينطبق عليه سلم الأجور الذي يسري على قطاعات الوظيف العمومي).
إعادة النظر في التكوين الطبي لجميع مستويات طلبة طب: متربصين داخليين، أطباء مقيمين.
إيقاف الملحقات وتحديد عدد المقبولين في كليات الطب حسب إحتياجات القطاع.
رد فعل على إجراءات استثنائية
من ناحيته قال عبد النور طيباوي، طبيب جزائري، إن المطالب جاءت كرد فعل على إجراءات استثنائية هذا العام، من جانب وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة، والتي تعد ذاتها المطالب المرفوعة، منها زيادة عدد التوظيف الأطباء في المستشفيات الحكومية، خاصة بعد أن انخفضت لـ 800 بدلا من 1300 في عام 2022.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن المطالب تشمل زيادة عدد مناصب الريزيدانا "الاختصاص".
ولفت إلى أن استجابة الوزارة للمطالب ليست مرضية بالنسبة للطلبة، خاصة أن زيادة عدد الوظائف بعد استجابة الوزارة أقل من العدد الذي كانت تتيحه قبل سنوات.
وأشار إلى أن المطلب المتعلق بعدم رفع مقاعد الالتحاق بكليات الطب، لم يتم حسمه بشكل نهائي، خاصة في ظل ارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير بين صفوف الأطباء.
وأوضح استمرار الإضراب من قبل الطلبة مرتبط بالوضوح في تنفيذ المطالب بعض المطالب، غير أن بعضها يمكن الاستجابة لها منها "منع توثيق شهادات الطب"، والتي تتيح للطبيب الالتحاق بالخارج، والبحث عن فرصة عمل في ظل البطالة.
ولفت إلى أن الوزارة تقول أنها بحاجة للأطباء لذلك أوقفت توثيق الشهادات، في الوقت الذي تتزايد فيه البطالة بين صفوف طلبة الطب.
ويرى أن القطاع الصحي بحاجة لعدد أطباء بشكل أكبر من العدد الحالي، غير أن الوزارة تحد من توظيف الأطباء.
وحاولت "سبوتنيك" الحصول على توضيح من الوزارة المعنية، حتى تاريخ نشر التقرير، دون استجابة من المسؤولين.
وكانت وزارة التعليم العالي الجزائرية أعلنت في بيان لها، مساء أمس السبت، التدابير الجديدة المتخذة لفائدة طلبة الطب، بعد الاستماع للمطالب المقدمة من قبلهم، والرد عليها في أثناء الاجتماع.
وقرر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، البروفسور كمال بداري، رفع عدد المناصب المخصصة للالتحاق بمسابقة الدراسات الطبية الخاصة إلى 4045 منصب بزيادة 1000 منصب، تلبية لمطالب الخريجين لرفع عدد مناصب التخصص، وهي الزيادة التي تعد الأكبر منذ 20 سنة، حيث كانت المناصب لا تتعدى سنويا نحو 1200 منصب في جميع التخصصات.
فيما قرر الوزير تجميد تطبيق العمل بالمادة 9، للقرار 1144، المحدد لشروط الالتحاق بطور التكوين في الدراسات الطبية الخاصة، تحسبا لتعديله وبإشراك ممثلي الطلبة، وفق "الشروق" الجزائرية.