ويعد نقص الأكسجين في المرتفعات العالية أحد العوامل الرئيسية، التي يمكن أن تسبب مشاكل صحية لسكان تلك المناطق، لكن المثير للدهشة أن سكان المرتفعات في هضبة "التبت" بالصين، يتمتعون بصحة وسمات فيزلوجية جيدة، يتناقلونها من جيل إلى آخر، ما أثار حفيظة العلماء، ودفعهم لإجراء بحوث علمية لتفسير ذلك.
اكتشف فريق من العلماء، في بحث علمي جديد، بعض السمات التي يتمتع بها أبناء المجتمعات التبتية، والتي تجعل أجسامهم تتكيف مع نقص الأوكسجين الناجم عن العيش في المرتفعات العالية.
وأرجع الباحثون هذه السمات إلى اللياقة التطورية لجسم الإنسان، والتي تنتقل بالوراثة عن طريق الأم، مرجحين أن توجد هذه السمات، التي تزيد من نجاح الفرد في بيئة معينة لدى النساء القادرات على النجاة من ضغوط الحمل والولادة.
وأجرى الفريق دراسة على 417 امرأة لقياس مستويات الهيموغلوبين والبروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء، حيث أشارت النتائج مجتمعة إلى وجود تكيفات قادرة على تعظيم توصيل الأكسجين إلى الخلايا والأنسجة دون زيادة كثافة الدم، وهي النتيجة التي من شأنها أن تضع المزيد من الضغط على القلب، حيث يكافح لضخ سائل ذي لزوجة أعلى وأكثر مقاومة للتدفق.
وتوصل العلماء إلى أن النساء في هذه المناطق يمكن أن ينجبن العديد من المواليد الأحياء بقيم منخفضة لبعض سمات نقل الأكسجين كما كان لدى لتلك النساء معدل نجاح إنجابي عالٍ مترافق مع معدل مرتفع لتدفق الدم إلى الرئتين، وكان لدى قلوبهن بطينات أيسر أوسع من المتوسط، وهي حجرة القلب المسؤولة عن ضخ الدم المؤكسج إلى الجسم.
وأوضحت الباحثة سيينا كريج، من جامعة كيس ويسترن ريزيرف في الولايات المتحدة، بالقول: "في السابق، كنا نعلم أن انخفاض الهيموغلوبين مفيد، والآن نفهم أن القيمة المتوسطة له أعلى فائدة. كنا نعلم أن ارتفاع تشبع الأكسجين للهيموغلوبين مفيد، والآن نفهم أن كلما زاد التشبع كلما زادت الفائدة"، بحسب بحث علمي منشور على موقع "sciencealert".