تركزت حول القرار "1701".. ما مخرجات زيارة المبعوث الأمريكي إلى لبنان وهل يتم قبولها؟

وسط فشل التحركات الدولية والعربية في احتواء التصعيد داخل لبنان، حمل المبعوث الرئاسي الأمريكي، آموس هوكشتين، إلى لبنان في زيارته الأخيرة، ربما صيغة أو آلية يمكن التفاوض على أساسها بين "حزب الله" وإسرائيل، لإنهاء الحرب.
Sputnik
هذه الصيغة تقول بأن إسرائيل لا تكتفي بالقرار 1701 لتنسيق الوضع على الحدود اللبنانية، وتريد إقامة منطقة عازلة بينهما، وكذلك نزع سلاح "حزب الله"، وتسلم الجيش اللبناني زمام حماية الحدود الجنوبية.
وسبق وأن اقترح هوكشتين في زيارة سابقة، نزع السلاح في جنوب لبنان وإعادة قوة "الرضوان" (قوات النخبة في "حزب الله") إلى مسافة لا تقل عن 10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.
وتضمن المقترح إزالة الأسلحة الثقيلة لـ"حزب الله"، بما في ذلك الصواريخ وقاذفات الهاون والطائرات المسيرة من المنطقة، وفي المقابل، توافق إسرائيل على بعض التعديلات على الحدود بين البلدين.
ويرى مراقبون أن الرسائل التي نقلها المبعوث الأمريكي، تؤكد أن الأمور ذاهبة للتصعيد، لا سيما أن "حزب الله" لن يكون بمقدوره الموافقة على هذه التعديلات، أو الانسحاب من الحدود، ولا حتى نزع السلاح.

تعديل "1701"

إعلان قازان: دول "بريكس" تدين تفجيرات "البيجر" في لبنان
قالت الكاتبة والإعلامية والناشطة السياسية اللبنانية، كارن البستاني، إن المبعوث الأمريكي إلى لبنان حمل في زيارته الأخيرة ورقة معدلة للقرار رقم 1701، حيث أكد أن الصيغة السابقة باتت مرفوضة من قبل الجانب الإسرائيلي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، طالبت التعديلات الجديدة بوجود منطقة عازلة، وتطبيق القرار 1956 كاملًا، بحيث يسلم "حزب الله" كامل سلاحه إلى الجيش اللبناني، وأن يكون الأخير الطرف الوحيد المنوط به التواجد على الحدود، إضافة إلى وجود ضمانة لتنفيذ القرارات الجديدة عبر موفدين إسرائيليين.
وأكدت البستاني، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعتبره الكثيرون حليفا لـ"حزب الله"، قال إن من الممكن حدوث توافق يفضي إلى حل سياسي لوقف الحرب، حيث أكد أن زيارة المبعوث الأمريكي بمثابة الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوضع.
وأوضحت أن "حزب الله" لا يوافق على تعديل القرار 1701، لا سيما في ظل الضغوط الأمريكية والإيرانية المتبادلة في هذا الملف، معتبرة أن إسرائيل تصعد من مطالبها وشروطها وتأتي بورقة أصعب، بعد كل فشل ورفض لمطالبها السابقة.

تطبيق كامل

حسن نصر الله يمنح لبنان "هدية" بعد رحيله... صور
في السياق، اعتبر العميد خالد حمادة، الخبير الأمني اللبناني ومدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات أن زيارة المبعوث الأمريكي الأخيرة للبنان، تأتي استكمالا للزيارات السابقة، التي دعا فيها تطبيق القرار 1701.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، سبق وأن طرح المبعوث الأمريكي صيغة تفاوضية قبل اندلاع المواجهات، بانسحاب "حزب الله" إلى 15 كيلو مترا شمال الليطاني، لكن الحزب رفض المقترح وربط وقف إطلاق النار في لبنان بقطاع غزة.
وقال إن عودة الزيارة تحمل أسرار كبيرة حول تطبيق القرار رقم 1701 بكل مضامينه، حيث يستند إلى القرار 1559 والقرار 1680، والدستور اللبناني، حول ضرورة ألا يكون هناك سلاح غير شرعي، وأن يصبح السلاح فقط في يد الجيش.
ويرى أن ما تحدث به المبعوث الأمريكي، لا تعتبر إضافات أو تعديلات على قرار 1701 باعتباره الأساس الذي تبنى عليه كل المباحثات، بل البحث عن آلية جديدة لتنفيذ هذا القرار، حيث أن طريقة التنفيذ منذ عام 2006 لم تؤد لأي نتيجة تذكر.
وتابع: "القرار 1701 لا يسمح بوجود سلاح خارج الجيش اللبناني، بينما الإضافة المطلوبة تتعلق بمسار جديد يضمن تنفيذ القرار، وتطبيقه بكل مشتملاته، بعد عرقلة تنفيذه منذ العام 2006".
وأوضح أن المبعوث تحدث عن عدم ربط مستقبل لبنان بأي صراع في المنطقة، وهي مسألة أساسية، وربطها بقطاع غزة لم يحترم السيادة اللبنانية والقرار رقم 1701، وسبقها اختراقات عدة، أما الخلاف الآن ليس حول تعديل القرار بل الآلية التي تضمن تطبيقه.
ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، "الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الفاعلة إلى الوقوف مع الحق، وردع العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية".
وقال ميقاتي، في جلسة مجلس الوزراء اللبناني، إن "العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء"، حسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وأضاف: "نجدد التزامنا بالقرار 1701 بشكل كامل ونعمل كحكومة على وقف الحرب الإسرائيلية المستجدة ونتجنب قدر المستطاع الوقوع في المجهول".

رسائل المبعوث الأمريكي

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل القيادي في "حزب الله" هاشم صفي الدين
والتقى المبعوث الأمريكي في بيروت، يوم الاثنين، مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وقال إنه لا أحد سيتمكن من احتواء الصراع في لبنان إذ خرجت الأمور عن السيطرة، معرباً عن حزن عميق تجاه ما يعانيه الشعب اللبناني، وأضاف أن ربط مستقبل لبنان بأي نزاع في المنطقة ليس في مصلحة اللبنانيين، مشدداً على ألا أحد فعل شيئا لتطبيق القرار 1701.
وأعلن أنه لن يخوض محادثات حول تعديل القرار 1701 بشأن لبنان، رغم أن التزام إسرائيل ولبنان به ليس كافيا، بحسب قوله.
وشهد لبنان هجوما مزدوجا واسع النطاق، يومي 17 و18 أيلول/ سبتمبر الجاري، استهدف تفجير عدد كبير من أجهزة النداء "البيجر" والاتصالات اللاسلكية، وبحسب البيانات الرسمية، فقد قُتل 37 شخصاً وأصيب نحو 3000 آخرين.
وحتى الآن لم يُعرف بشكل قاطع كيفية التفجير المتزامن لآلاف الأجهزة، ولكن الحكومة اللبنانية و"حزب الله" اتهما "إسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم"، فيما لم تؤكد السلطات الإسرائيلية أو تنفي ضلوعها به.
وازدادت حدة التوترات بعد استهداف الجيش الإسرائيلي الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وقتل القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر أواخر تموز/ يوليو الماضي، ورد الحزب باستهداف مقر الوحدة 8200 في قاعدة "غاليلوت"، فيما لم تنجح أي جهود دبلوماسية، ومن بينها مساعي آموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص، في التوصل إلى تهدئة حتى الآن.
مناقشة