القاهرة – سبوتنيك. وأكد وزير خارجية حكومة "أنصار الله"، جمال عامر، خلال لقائه مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر ياسمين ديسيموز، "عدم وجود أي مشكلة فيما يخص الجانب اليمني في صنعاء باعتبار أن هناك جهة واحدة هي المسؤولة عن هذا الملف متمثلة بلجنة شؤون الأسرى، وكل كشوفاتها جاهزة بالمعلومات التفصيلية حول الأسرى والجثامين منذ بداية المفاوضات".
ولفت عامر إلى أن "العرقلة راجعة لتعدد الأطراف واختلاف توجهاتهم لدى الطرف الآخر (في إشارة إلى الحكومة اليمنية)".
واستنكر عامر ما وصفه بتدخلات حكومة الرياض، قائلا إنها "منعت إجراء تبادل الأسرى والذي كان ناجحا ويتم عبر وساطات من شخصيات اجتماعية"، مجددا "التأكيد على جاهزية صنعاء لاستكمال عمليات تبادل الأسرى في أي وقت، وفقا لما تم التوقيع عليه برعاية مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن".
ورحب وزير الخارجية في حكومة "أنصار الله"، بـ "أي زيارة يمكن أن تقوم بها فرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو أي منظمة حقوقية إلى الأسرى".
وكانت الحكومة اليمنية و"أنصار الله"، اختتمتا في 6 تموز/ يوليو الماضي، جولة مفاوضات استضافتها العاصمة العُمانية مسقط برعاية الأمم المتحدة، بشأن الأسرى والمحتجزين على خلفية الصراع الدائر في اليمن، بالاتفاق على إطلاق الجماعة سراح القيادي في التجمع اليمني للإصلاح [ثاني أكبر الأحزاب في اليمن] محمد قحطان، حال كان على قيد الحياة، مقابل إفراج الحكومة عن 50 أسيراً تابعين لـ "أنصار الله" ما لم فإنه يتم تبادل جثمان السياسي البارز بجثامين 50 أسيراً من الجماعة.
ويأتي الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة و"أنصار الله" في مسقط، بعد أكثر من عام من التعثر في ملف الأسرى، منذ أيار/ مايو العام الماضي، حين فشلت جهود تنفيذ زيارات متبادلة إلى سجون ومراكز اعتقال الطرفين في صنعاء ومأرب [مقر قيادة الجيش اليمني]، تمهيداً لإطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى.
وكان من المقرر أن تبحث جولة مفاوضات مسقط، تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق توصلت إليه الحكومة اليمنية و"أنصار الله" في آذار/ مارس 2022، ويشمل تبادل نحو 1400 أسير، إلا أن اشتراط الفريق الحكومي كشف مصير عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان، المحتجز لدى الجماعة منذ 5 نيسان/ أبريل 2015، حال دون استكمال النقاشات بشأن ذلك.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعلنت في 16 نيسان/ أبريل العام الماضي، تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق توصلت إليه الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، بتبادل نحو 887 أسيراً، من بين 2223 أسيراً يشملهم الاتفاق، معتبرةً أنها "خطوة إيجابية نحو السلام والمصالحة في اليمن".
وتبادلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، في كانون الأول/ ديسمبر 2018، ضمن جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم، قوائم بنحو 15 ألف أسير لدى الطرفين، ضمن آلية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.