وتحدث عمر عن مجمل المساعدات التي تلقتها إسرائيل من الجانب الأمريكي في قراءة خص بها "سبوتنيك"، وجاءت تفاصيها كالتالي:
- في عام 2008 أقر الكونغرس الأمريكي تعديلًا لقانون مراقبة تصدير الأسلحة (AECA) يلزم الولايات المتحدة بالحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" (QME: Qualitative Military Edge) الذي يضمن لـ"الاحتلال الإسرائيلي" الحفاظ على قدرته في هزيمة أي تهديد عسكري محتمل، وضمان تفوقه العسكري في المنطقة.
هذا القانون يعتبر العمود الفقري والمسوغ الشرعي للمساعدات الاميركية للاحتلال وهو ملزم لكل الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، لأن هذه المساعدات الأمنية "تعتبر جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الأمريكية لضمان الاستقرار الإقليمي وردع التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط" بحسب مندرجات القانون.
- ظهرت تداعيات هذا القانون في العام 2016 حين وقّعت الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي مذكرة تفاهم لتوفير 3.8 مليار دولار سنويًا من المساعدات العسكرية لـ"الاحتلال" تستمر حتى عام 2028، وهي تشمل تمويل برامج الدفاع الصاروخي مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"سهم 2" من أجل البحث والتطوير والإنتاج لهذه الأنظمة.
- في 23 أبريل/ نيسان 2024 وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار، تشمل أموالا للاحتلال وأوكرانيا وتايوان، حيث خصصت النسبة الأكبر من المساعدات للاحتلال بـ قيمة 26.4 مليار دولار وهي تشكل أكثر من ربع هذه المساعدات الإجمالية والمخصصة للدول التي تخوض حروبا أو صراعات بالوكالة عن الولايات المتحدة الأميركية، وتتوزع على الشكل التالي:
4 مليارات تذهب إلى نظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية، وكذلك مقلاع داوود، 1.2 مليار دولار إلى نظام الدفاع الشعاع الحديدي، لذي يتصدى للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، 4.4 مليار دولار لتجديد المواد والخدمات الدفاعية المقدمة،3.5 مليار دولار لشراء أسلحة متقدمة وعناصر أخرى ضمن برنامج التمويل العسكري الأجنبي، 9.2 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء في حالات الطوارئ والمأوى والخدمات الأساسية.
-"الاحتلال الإسرائيلي" منذ نشأته وهو يعتمد اعتمادا كبيرا على المساعدات والمنح الأميركية وخاصة العسكرية منها، وهو أكبر متلق لهذه المساعدات في التاريخ الأميركي كله بقيمة وصلت إلى 251.2 مليار دولار من الدولارات المعدلة حسب التضخم منذ عام 1959 تاريخ بدء تقديم المساعدات الأميركية للاحتلال، بحسب آخر تقرير حول هذا الموضوع أصدرته جامعة براون الأمريكية في سبتمبر الماضي، وإن جميع المساعدات الأميركية الاعتيادية للاحتلال تقريبا هي في شكل منح لشراء أسلحة أميركية.
- وبحسب هذا التقرير فإن المساعدات الأمريكية بلغت ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار من المساعدات العسكرية عند الجمع بين المساعدات الأمنية الأمريكية المعتمدة منذ 7 أكتوبر/تشرين 2023؛ والتمويل التكميلي للعمليات الإقليمية؛ والتكاليف الإضافية المقدرة للعمليات، مثل الضربات ضد قوات الحوثيين في اليمن.
ويشمل هذا الرقم 17.9 مليار دولار وافقت عليها الحكومة الأميركية كمساعدات أمنية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وأماكن أخرى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن خلال ضخامة هذا الإنفاق خلال عام واحد فقط يظهر الدعم الواضح والموافقة الكلية من قبل الولايات المتحدة على ما تقوم به آلة القتل القتل الإسرائيلية.
ومع ذلك يصف التقرير أن هذا ليس سوى جزءا من الدعم المالي الأمريكي المقدم خلال هذه الحرب أي أن المساعدات الأميركية أكبر من ذلك لأنه لا يشمل أي مساعدات اقتصادية أخرى.
- ويمكن اعتبار الولايات المتحدة شريكا فعليا وأساسيا في العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان بسبب هذا الكم الهائل من المساعدات، وخاصة العسكرية للاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، وبالتالي فإن هذه المساعدات هي التي فعّلت آلة القتل والتدمير الإسرائيلية الإجرامية وإن الولايات المتحدة الأميركية تتحمّل وزر دماء الأطفال والشيوخ والنساء التي أُريقت في غزة ولبنان.
بل أكثر من ذلك لولا هذه المساعدات لانهار الاقتصاد الإسرائيلي والمالية العامة بسبب توقع انكماش الناتج المحلي الإسرائيلي بنسبة 10% والعجز المالي والذي يُقدر أنه قد يصل إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي.
- إن ما يتردد عن ضغط أميركي على "الاحتلال الإسرائيلي" لوقف الحرب والدخول في تهدئة هو كلام إعلامي لا محل له على أرض الواقع، فلو أرادت الإدارة الأميركية فعليا هذا الأمر لاستطاعت تحقيق ذلك عبر وقف مساعداتها له وخاصة العسكرية منها وفق القاعدة الفرنسية الشهيرة: "Qui donne ordonne من يدفع يأمر".
وتابع" الضغط الوحيد الذي مارسه الأمريكيون على المسؤولين الإسرائيليين مرتبط بالجانب الإنساني فحسب، عبر رسالة تحذيرية في 16 أكتوبر 2024 جاءت على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن يطالبان بضرورة اتخاذ خطوات خلال الشهر المقبل لتحسين الوضع الإنساني في غزة، وإلا فستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية".
شاركت الولايات المتحدة شاركت عسكريا بشكل مباشر في هذه الحرب عبر إطلاق السفن الأميركية صواريخ اعتراضية ضد المسيرات والصواريخ الموجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي المحتل بقيمة 1.8 مليار دولار بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، وهذا شكل من أشكال المساعدات ذات الطابع الاقتصادي أيضا.