وأضاف مقداد في حوار خاص مع "سبوتنيك": "نأمل فعلاً أن يكون لترامب دور في ما أشار إليه سابقاً بالتصدي لهذا الأثر للدولة العميقة، وأن يعمل فعلاً على أن يكون قادراً على وقف الحرب الدامية في المنطقة، وخاصة في غزة ولبنان، لأننا أمام تطورات خطيرة".
وأضاف: "هنا مربط الفرس، علينا أن نترقب ما إذا كان ترامب سيستطيع أن يوازن بين حاجة الكيان للتصدي للتطور الواضح للقوة الإيرانية في المنطقة وفي العالم كقوة إقليمية، وأيضاً قدرة الولايات المتحدة في أن تخوض حرباً شاملة، علماً أن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع الخوض في معركة لأنها تعاني في أوكرانيا وأيضاً في تايوان".
رجال البنتاغون يرفضون التنازل عن النفط السوري
وأشار مقداد إلى أن ترامب خلال فترة رئاسته أراد الانسحاب من سوريا، لكن من منعه البنتاغون لأن هناك مصالح لهؤلاء الذين يستفيدوا بشكل أو بآخر من هذا الحضور، دعماً للكيان الصهيوني أولاً وإنفاذاً لمخطط تقسيمي في المنطقة تعول عليه على العصابات المسلحة المنتشرة في أرجائها والتي بدورها يعول عليها البنتاغون في معارك أمريكا القادمة في المنطقة والعالم.
أوكرانيا: تمايز أمريكي ورعب أوروبي
وأوضح مقداد أنه كان هناك تمايز واضح في القضية الأوكرانية بين رؤى ترامب والجمهوريين عن الديموقراطيين، علماً أن ما يمكن أن تكون قد حصلته الولايات المتحدة الأمريكية من هذه الحرب الكثير من خلال استنزافها لشركائها الأوروبيين، مشيراً إلى أن الأوروبيين الآن في حالة ذعر وتخبط من عودة ترامب للحكم، وبالتالي نحن أمام مرحلة قد تنعكس إيجاباً.
ولفت الباحث السياسي إلى أن المشكلة تكمن دائماً في التفاصيل، فترامب يريد أن تبقى الأمور ما قبل توسع الجيش الروسي خلال هذه المعركة، لكن روسيا الاتحادية قدمت الكثير. نتيجة لهذه الحرب التي كانت وراءها في الأساس الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو عامة، لذلك هي بحاجة إلى حوارات مبينا أن علينا الانتظار لتتضح الصورة، فالولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأكثر نشاطاً في الحروب، فالقتل والدمار سلوكها، ورأس مالها حتى الآن هو القوة، وحتى الآن لم نجد أي إدارة تطرح فكرة ديمقراطية المجتمع الدولي، والقبول بأن يكون هناك مجتمع دولي قابل لأن يكون متعدد الأقطاب، وبالتالي أن يكون هناك حوار فاعل لإحلال الأمن والسلام لأن ذلك يتعارض مع الرؤى الاستراتيجية للدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية.