وأعلنت حركة "حماس" الفلسطينية موقفها من الإدارة الأمريكية الجديدة، بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ونقلت وكالة "معا" عن "حماس" بيانا، جاء كأول تعقيب على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قالت فيه إن "موقفها من الإدارة الأمريكية الجديدة، يعتمد على مواقفها وسلوكها العملي تجاه شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة".
ويطرح البعض تساؤلات بشأن الإدارة الأمريكية الجديدة ومواقفها على الأرض بشكل فاعل تجاه الكثير من القضايا، لا سيما ما يتعلق بوقف الحرب في غزة وعقد صفقة تبادل للأسرى.
موقف حماس
وأعربت حركة حماس في بيانها، عن أسفها لأن "جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، منذ احتلال فلسطين عام 1948م، كانت لها مواقف سلبية من القضية الفلسطينية، وكانت دائما الداعم الأكبر للاحتلال الصهيوني في جميع المجالات والمناحي"، على حد تعبيرها.
ودعت "حماس" إلى وقف ما وصفته بـ "الانحياز الأعمى إلى إسرائيل والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة والضفة الغربية، ووقف العدوان على الشعب اللبناني الشقيق، ووقف تقديم الدعم العسكري والغطاء السياسي للاحتلال، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة"، على حد وصف البيان.
وطالبت الحركة ترامب "بالاستماع للأصوات التي تعالت من المجتمع الأمريكي نفسه منذ أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة، رفضاً للاحتلال والإبادة الجماعية، واعتراضاً على الدعم والانحياز للاحتلال".
واختتمت "حماس" قائلة "إن على الإدارة الأمريكية الجديدة، أن تَعِي أن شعبنا الفلسطيني ماضٍ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي البغيض، وأنه لن يقبل بأي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، على حد وصفها.
رؤية واضحة
اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن ترامب يملك رؤية واضحة في استكمال عملية التطبيع مع دول عربية وإسلامية، وإنشاء مقترحه في اتجاه السلام الإبراهيمي، بالتالي قد يدفع باتجاه هذا المشهد، وهو مشروط من دول عربية بأن يكون هناك مسارات أخرى متوازية لإقامة دولة فلسطينية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الأهم الآن وقف الحرب على جبهة غزة المعقدة بشكل كبير بعد احتلال إسرائيل مناطق كبيرة منها، وبدء بناء المستوطنات، ويريد أن ينفذ مشروع الجنرالات والأصابع الخمس عبر تقسيم قطاع غزة إلى 5 مناطق مفصولة عن بعضها البعض وبدأ فعليا تنفيذ 3 منها.
أما الجبهة الثانية تتعلق بإيران، وإمكانية الضغط على حزب الله للعودة إلى شمال نهر الليطاني، وكذلك جبهة إيران، والتي يريد ترامب زيادة القصف فيها، وإضعاف قوتها، والانسحاب من اتفاقية 5+1، مؤكدًا أن رغم وعود ترامب بوقف الحرب، إلا أنه من المملكة أن نشهد زيادة التوتر على هذه الجبهات، وتوسع الحرب في مناطق عدة، من بينها إيران ولبنان.
وقال إن هذا الأمر وارد بشكل كبير في ظل عدم وجود رؤية موضوعية لوقف الحرب، وعدم قبول الأطراف بما سوف يطرحه ترامب من أجل وقف الحرب، حتى إسرائيل لن تسمح بأن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين بشكل أو بآخر، وبالتالي قد نشهد فشل كل هذه الجهود.
إمكانية إبرام صفقة
من جانبه اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري، والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن هناك إمكانية للتوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الأسرى في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث تريد إسرائيل وكذلك المقاومة في غزة مجاملة الرئيس بايدن، وهناك رغبة في عدم السعي لإغضاب القادم الجديد للبيت الأبيض، خاصة وأنه بالفعل كان قد صرح بأنه يمكن إنهاء الحرب في الشرق الأوسط خلال يوم واحد.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، التصريحات التي أطلقتها حماس تعقيبا على نجاح ترامب يحمل خبرة سياسية كبيرة، حيث يشكل إحراجا لترامب، وانتظار لتقييم مواقفه، حيث أن بجانب التصريحات يجب تقديم فعل على الأرض، عبر لجم العدوان ومنع التجويع الذي يتم داخل الأراضي الفلسطينية والسكان والمخططات الإسرائيلية في غزة.
وتابع: "أنا على عكس الذين يروون بأن ترامب أهوج وسيكون ضد الفلسطينيين على طول الخط، حيث أكدت استطلاعات الرأي بأن نسبة كبيرة من المسلمين في أمريكا صوتوا لترامب، وفي المقابل نسبة كبيرة لليهود صوتوا لهاريس، وأرى بأن هناك صفحة جديدة تفتح بعد أن أظهرت الإدارة القديمة ضعفا مع إسرائيل".
ويرى أن هناك قدرة لدى القاهرة على التعامل مع ترامب بشكل جيد، هناك تناغم ولقاءات سابقة وتعاون بين القيادة السياسية في مصر وإدارة ترامب، مضيفًا: "أعتقد بأن ما فشلت فيه الإدارة الديمقراطية يمكن أن تنجزه إدارة ترامب في وقت وجيز، وقبل توليه سدة الحكم مباشرة".
وقال إن واشنطن لديها رغبة في الحصول على ترضيات من تل أبيب، بعد الإطاحة بوزير الدفاع الذي كان متعاونا مع الإدارة الأمريكية، هذه الانقسامات الداخلية تهدد إسرائيل بقيادة نتنياهو واستمرار الحرب يهدد مصالح الرئيس الأمريكي وإدارته، لذلك هناك إمكانية حقيقية لإبرام صفقة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في بداية عهد ترامب.
تمكن الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب، من هزيمة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس والعودة إلى البيت الأبيض.
يذكر أن وسائل إعلام أمريكية أفادت بأن المرشح الجمهوري دونالد ترامب فاز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بحصوله على 277 صوتا.
وبحسب النتائج التي نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية بعد الانتهاء من فرز أكثر من 97 % في ولاية ويسكونسن، "حصد ترامب على 277 صوتًا في المجمع الانتخابي من أصل 270 صوتًا يحتاجها للفوز بالانتخابات".
وفي المقابل، حصلت هاريس على 224 صوتًا في المجمع الانتخابي، وبذلك يصبح ترامب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
وبدأ زعماء العالم يهنئون ترامب بفوزه في الرئاسة الأمريكية للمرة الثانية، وبأنه أصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.