وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، "إن الولايات المتحدة تتدخل في المنطقة لحماية مصالحها، وفق هذه النظرية يظل العراق يشكل قاعدة مهمة في الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، على صعيد أمن الطاقة والممرات المائية والتجارة الدولية وحماية حلفاء واشنطن، خاصة وأن هناك مواجهات مستمرة في العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران"
وأردف: "هذه المواجهة تنعكس باستمرار لكي تشكل تحديات خطيرة على العلاقات بين واشنطن وبغداد بسبب انحياز عدد من الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحرس الثوري الإيراني وانخراطها في استراتيجية الحرس وهي ولاية الفقيه الإيرانية، وإعلان العداء للولايات المتحدة الأمريكية و الكفاح المسلح ضدها لإخراجها من العراق لأنها تُعد دولة احتلال من وجهة نظرهم".
وأضاف السكوتي: "المقاومة ترى أن أمريكا قوة احتلال وليست دولة صديقة وحليفة للحكومة العراقية ويجب إخراجه، لكن في الواقع أن الولايات المتحدة الأمريكية موجودة في العراق بناء على اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تم توقيعها في العام 2008 وهناك علاقات وثيقة في إطار هذه الاتفاقية على الصعيد الأمني، الاقتصادي، التكنولوجي، العلمي الثقافي، ومختلف الأصعدة، وأيضا للسفارة الأمريكية دور مهم في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
وتابع: "كما أن تسليح الجيش العراقي من المصادر الأمريكية يصل إلى أكثر من 80 بالمئة، ما يعني أن هناك ارتباط وثيق بين القوات المسلحة العراقية ومصانع الأسلحة الأمريكية، وأيضا التدريب والدعم اللوجستي والاستخباراتي والعملياتي، كما يوجد عدد من الخبراء العسكريين في مختلف المجالات لدعم استخدام الأسلحة الأمريكية والتدريب عليها وصيانتها".
وأشار مدير المركز العراقي، إلى أن السياسة الأمريكية تتصرف وفق مصالحها وطبقا لطبيعة التعاون البناء مع بغداد، وتتصرف السياسة الخارجية الأمريكية طبقا لمصالحها في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية.
وقال السكوتي، "من المؤكد أن تتخذ واشنطن مواقف رادعة تجاه الفصائل المسلحة العراقية، كما لاحظنا في حقبة ترامب السابقة تم اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بعد حادثة اجتياح السفارة الأمريكية في بغداد، وأيضا بعد مواجهات وتهديد الوجود الأمريكي والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للحرب على الإرهاب، حيث قُصفت السفارة الأمريكية بأكثر من 35 صاروخا، وبالتأكيد إذا وصلت الأوضاع إلى مثل هذا المستوى، ستنفذ واشنطن خطتها للدفاع عن نفسها في مواجهة الفصائل العراقية، وأيضا مواجهة إيران عسكريا أو تمديد العقوبات عليها".
ولفت السكوتي، إلى أن "العلاقات بين بغداد وواشنطن ستظل علاقات تحالف استراتيجي وعلى العاصمتين بذل الجهود من أجل وضع أسس سليمة لبناء السلام والعدالة والعلاقات البناءة، بما يخدم المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية والتكنولوجية المتبادلة".
وأكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم الأحد، بأن ذهاب ومجيء رؤساء الدول الأخرى، لا يؤثر على قدرة إيران في تأمين مصالحها.
وقال قاليباف في كلمة له بالجلسة العامة للبرلمان، في إشارة الى نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، إن "هناك اختلافات كبيرة في طريقة العداء للأشخاص الذين يتم انتخابهم رئيسا لأمريكا، لكن النقطة الأساسية هي أن ما يحدد سلوك العدو تجاهنا هو القوة الوطنية، والأداء المقتدر وحنكة إيران المستندة على أساس نهج العقلانية الثورية".
وأصاف موضحا أن "العنصر الأساسي للقوة الوطنية لإيران تتمثل بالشعب، الذي يمكنه استثمار القدرات المحلية وإرساء أسس متينة للاقتدار الوطني في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، انطلاقا من الإيمان بالسنن الإلهية".
بدوره، دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني واشنطن إلى مضاعفة جهودها لإيقاف الحرب في قطاع غزة ولبنان، حيث جاء في بيان رئاسة الوزراء العراقية: "بحث الوزير خلال الاتصال مع بلينكن المخاطر المترتبة على استمرار العدوان الصهيوني على غزة ولبنان وتأثيره على أمن واستقرار المنطقة والعالم، مؤكداً ضرورة أن تضاعف الولايات المتحدة وباقي الدول الكبرى الجهود من أجل إيقاف هذه الحرب".
وتتبنى الفصائل العراقية بين الحين والآخر، قصف قواعد أمريكية في سوريا والعراق، ردا على العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث أعلنت تلك الفصائل دعمها "المقاومة الفلسطينية".