وكيل وزير الخارجية السوداني: الشراكة الروسية الأفريقية تعتبر صفقة رابحة

كشف وكيل وزير الخارجية السوداني، السيد حسين الأمين الفاضل الحاج، عن أهمية الشراكة الروسية الأفريقية، ودور روسيا الجديد في القارة الأفريقية.
Sputnik
وأكد الحاج خلال تواجده في مدينة سوتشي الروسية، في لقاء مع وكالة "سبوتنيك" على أهمية الدور الروسي في القارة الأفريقية، وشدد على أهمية الشراكة الروسية الأفريقية للنهوض بالدول الأفريقية.

سؤال "سبوتنيك": هذا هو الاجتماع الوزاري الأول من نوعه بين روسيا وأفريقيا، ما أهمية هذه المشاركة بالنسبة لكم؟

منتدى التعاون الروسي الأفريقي هو تظاهرة مهمة جدا لكل من أفريقيا وروسيا، لبحث الشراكات الاقتصادية والسياسية، وتعزيز الحضور الروسي في القارة الأفريقية، لذلك تكتسب هذه المشاركة أهمية قصوى بالنسبة لنا في السودان لخصوصية العلاقات السودانية الروسية، وباعتبار السودان أيضا من الدول المفتاحية في أفريقيا.

سؤال "سبوتنيك": هناك تعاون بين روسيا والسودان في مجالات عديدة ليس فقط في السياسة أو في الاقتصاد بل بالمجمل حتى في مجال التعليم، واليوم هناك جلسة حول مكافحة الإرهاب، وروسيا تساعد أفريقيا بمكافحة الإرهاب، كيف تتطلعون للتعاون مع روسيا في هذا المجال؟

بالتأكيد السودان من الدول المهمة جدا في أفريقيا، في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، خصوصا تهريب البشر والاتجار بالبشر، والجماعات الإرهابية. السودان ولامتداد حدوده واتساع رقعته الجغرافية، وموقعه الاستراتيجي على مشارف البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وكعمق أو امتداد للعمق الأفريقي شهد عبر السنوات، وعبر العقود حركة للجريمة المنظمة للتهريب، وتهريب البشر، وحتى الجماعات الإرهابية تحاول أن تخلق بؤر في أفريقيا. كان دور السودان ولا يزال في مكافحة هذه الجرائم وهذه الظواهر مهم جدا. بالمقابل نرى روسيا لها حضور قوي في مكافحة الظواهر السلبية والإرهاب.
امتدادا من القرن الأفريقي على مدخل باب المندب، والبحر الأحمر، وانتهاءا بالساحل الأفريقي.
أيضا الحضور الروسي المهم جدا في منطقة الساحل الأفريقي. السودان يمثل امتداد لهذا الحزام، أو حلقة وصل بين القرن الأفريقي إلى البحر الأحمر، وغربا إلى منطقة الساحل. دول جوار السودان تبدأ من تشاد وليبيا، وهي امتداد لمنطقة الساحل الأفريقي، وجنوب الصحراء، لذلك السودان هو عنصر مهم جدا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
السودان وسوريا يتفقان على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي

سؤال "سبوتنيك": فيما يتعلق بالوضع السوداني الداخلي، ما أطر الحل من وجهة نظركم وكيف يمكن أن تساعد روسيا بتهدئة الأوضاع في السودان؟

الحرب في السودان هي حرب فرضت على البلاد، هناك دول، وهناك تدخلات خارجية معلومة، دول وأطراف إقليمية ودولية لها مطامع، ولها مصالح استرتيجية تغذي هذه الحرب. أفق حل هذه الأزمة واضح، وهو أن يكف العالم وأن تكف هذه الأطراف الخارجية يدها عن السودان، وعن دعم الميليشيا عبر دول الجوار، وعبر أعداد كبيرة جدا من المرتزقة، الذين يُرسلون من مختلف أنحاء أفريقيا لتغذية هذه الحرب على الشعب السوداني.
رأينا كافة أنواع الانتهاكات التي يمكن تصورها ترتكب في السودان ضد مدنيين عزل، لذلك روسيا لها دور أيضا وتحدثنا معهم، هنالك حوار فيما يمكن أن تقوم به روسيا بحكم علاقاتها الأفريقية الواسعة في الدول المحيطة بالسودان، وأيضا الأطراف الخارجية التي تغذي هذه الحرب.

سؤال "سبوتنيك": روسيا اليوم يزداد نفوذها في أفريقيا وبين الدول الأفريقية، وروسيا أيضا تتعاون مع أفريقيا في موضوع "بريكس" ليس فقط بشكل مفرد وثنائي بين روسيا وأفريقيا وإنما أيضا في إطار "بريكس"، إلى أي مدى "بريكس" ساعد بانتقال الدول الأفريقية إلى مرحلة جديدة مهمة في اقتصاد هذه الدول؟

بكل تأكيد "بريكس" هي منصة، وتكتل مهم جدا لخلق توازن اقتصادي واستراتيجي في العالم، لإنهاء الأحادية القطبية في العالم، وسيطرة دول معينة، أوكتلة معينة، والكتلة الغربية تحديدا نسميها باسمها.
"بريكس" مهم جدا أيضا في النهوض بالدول الأفريقية، والعديد من الدول الأفريقية هي الآن تعمل بجدية مع روسيا في تعزيز "بريكس". "بريكس" تسعى للنهوض بأفريقيا أيضا ودور روسيا والصين مهم جدا في خلق هذا التوازن العالمي.
مجتمع
تضرر أكثر من مليون شخص جراء الفيضانات في جنوب السودان

سؤال "سبوتنيك": اليوم نتحدث أيضا عن علاقة السودان بروسيا، السودان غني بالثروات الطبيعية والمعدنية، هل تساعدكم روسيا بطريقة أو بأخرى بالاستفادة من هذه الثروات، أو باستثمار هذه الثروات بالشكل الأمثل؟

بكل تأكيد تحدثنا مع روسيا في هذا الإطار، دور روسيا مهم جدا في السودان، للاستفادة من ثروات السودان، في الاستفادة من حضورها في أفريقيا. السودان دولة غنية بالمصادر والموارد، نعمل على أن يكون لروسيا دور أكبر في التنمية في السودان وفي مرحلة إعادة الاعمار بعد الحرب في السودان.

سؤال "سبوتنيك": أفريقيا عانت لفترة طويلة من الاستعمار حتى بعد التحرر كان هناك دور غربي واضح ومسيطر على القارة وكان هناك اعتماد على مبدأ الاستفادة من ثروات الدول الأفريقية دون أن تكون هناك معادلة متكافئة بين الغرب والدول الأفريقية، يعني الغرب استطاع عبر عقود من الزمن الاستفادة من ثروات هذه الشعوب ومن الشعوب نفسها الأفريقية، اليوم روسيا تطرح فكرة جديدة للتعاون، يعني رابح مقابل رابح، يعني يخرج الشريكان من المعادلة بشكل رابح ومتساوٍ. كيف تنظرون إلى هذه القطبية الجديدة أو السياسة الجديدة التي تدخل إلى القارة الأفريقية؟

بكل تأكيد الدول الغربية كانت ولا تزال تعمل مع أفريقيا باتجاه واحد، أن تأخذ ولا تعطي، تظل الدول الأفريقية الغنية بمواردها البشرية، مواردها الطبيعية في باطن الأرض، وعلى ظاهر الأرض، تظل فقيرة، وتُنهب حتى إن لم تُنهب تُستغل مواردها لصالح الدول الغربية دون مراعاة للتوازن في التنمية، وفي تطور الدول الأفريقية، ونماذج كثيرة لا نريد أن نحددها، هناك دول غنية جداً، ومن أغنى الدول، لها موارد هي الأكبر في نسبتها في العالم ولا تزال تحت خط الفقر.
الشراكة الروسية الأفريقية تأتي من منظور جديد، يكون هناك صفقة رابحة، لذلك نجد روسيا تعزز من مكانتها رويدا رويدا في أفريقيا، وكما شهدنا في وسط أفريقيا، في منطقة الساحل الأفريقي.

سؤال "سبوتنيك": الغرب فرض عقوبات على وكالة "سبوتنيك" وأغلق "سبوتنيك أفريقيا" في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، علما أن "سبوتنيك أفريقيا" معروف جداً في أفريقيا، وهناك ترحيب بـ"سبوتنيك" من قبل الشعب الأفريقي، والحكومات الأفريقية، كيف تنظر إلى هذا الحظر لوسائل الإعلام؟

هذه من متناقضات الأمور عند الغرب الذي يدعي الحرية، حرية التعبير، حرية الإعلام، الديمقراطية، وحقوق الإنسان، ولكن نرى عقوبات على وسائل الإعلام، وعلى الدول، وعلى الأفراد أينما كان صوتها لا يتوافق مع مصالح الغرب، وخصوصاً "سبوتنيك أفريقيا" كونها صوت مهم في أفريقيا، ووجوده وحضوره في أفريقيا أكيد ليس لمصلحة الغرب.
وزير الخارجية السوداني: الحرب ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش
حمدوك: السودان قد ينزلق لحرب أهلية مثلما حدث في رواندا 1994
مناقشة