كشفت إحدى الدراسات الحديثة في مجلة "نيتشر"، عن أن استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل الحاسوب والهواتف والأجهزة اللوحية لمدة تصل إلى 3 ساعات يوميا، يمكن أن يسهم في "متلازمة رؤية الحاسوب".
وتشمل أعراض "متلازمة رؤية الحاسوب" سيلان دموع العينين، والرؤية المزدوجة، وجفاف العينين، وآلام العين العامة وغيرها من الأعراض التي تم التعرف عليها في دراسة مقطعية لمتلازمة رؤية الحاسوب، بعبارة أخرى، أي نوع من الألم أو الانزعاج المرتبط باستخدام الشاشات هو جزء من هذه المتلازمة.
ويوجد العديد من المشاكل المحتملة التي يمكن أن تحدث نتيجة كثرة التحديق في الشاشات، ومن بين العوامل المحتملة والشائعة، بحسب مقال منشور على موقع "الجزيرة نت":
ارتفاع الشاشة
أشارت الدراسة التي أُجريت في بيئة مكتبية إلى أن الشاشات الأعلى تسبب إجهاد العين بمعدل أكبر من الشاشات الأقل ارتفاعا، لذا إذا وجدت أنها مرتفعة للغاية، فخذ الوقت الكافي لتعديلها.
مسافة المشاهدة
تؤثر مسافة المشاهدة بالفعل على مدى إجهاد أعيننا، من المفضل أن تتراوح مسافة المشاهدة بين 60 و100 سنتمتر، والشاشات الأقرب من المسافة المفضلة تسبب زيادة الإجهاد البصري.
حجم الشاشة
تختلف الآراء حول تأثير حجم الشاشة على العينين، ولكن وفقا لاختصاصية البصريات، الدكتورة جينيفر لايرلي، فإن الشاشات الأصغر حجما أكثر راحة للعينين، حيث استشهدت بدراسة أظهرت أن الموظفين الذين يستخدمون شاشات الحاسوب المحمول الصغيرة يعانون من أعراض أقل لإجهاد العين من أولئك الذين يستخدمون الشاشات الكبيرة.
معدل التحديث ووميض الشاشة
يتوقف البشر عن استشعار الصور الفردية ويبدؤون في إدراكها كأجسام متدفقة (متحركة) عند معدل 50 هرتز، أو 50 صورة فردية في الثانية، وأقل من هذا المعدل قد يسبب وميض الشاشة غير المحسوس إزعاجا في كثير من الأحيان، ومع ذلك، فإن الحد الأدنى النموذجي للشاشات اليوم هو 60 هرتز، وهو ما يقلل إلى حد كبير من وميض الشاشة المزعج للعين إن لم يكن يلغيه تماما.
الدقة
معظم الناس يفضلون الصور العالية الدقة للحصول على تفاصيل أكثر وضوحا وصورة أوضح، ولكن أحد التقارير الصادرة عام 2022 من مجلة "ريفيو أوف أوبتوميتري" يلفت الانتباه إلى أن الشاشات ذات الدقة الأعلى قد تقلل من إجهاد العين لأنها تقلل من التأخر التكيفي (الوقت الذي تستغرقه العين للتركيز على جسم أقرب من الجسم الذي تم النظر إليه سابقا).
الضوء الأزرق
يعتبر مستوى سطوع الشاشة أحد أسباب إجهاد العينين، لذا تنصحك الجمعية الأمريكية لأطباء العيون بتقليل سطوع شاشتك، ويمكن فعل ذلك من خلال عناصر التحكم في السطوع والتباين في الشاشة، التي تخفف من حدة الضوء الأزرق الساطع.
نمط الإضاءة الخلفية
أظهرت دراسة أُجريت عام 2020 أنه رغم أن تقنية "أو إل إي دي" الموجودة في الشاشات لا تزال تضر بخلايا العين، فإنها كانت أقل ضررا من إضاءة "إل إي دي"، لكن لا يزال عدد الدراسات التي يمكن الوصول إليها حول هذه التقنيات أو آثارها طويلة الأمد على العينين قليلا للغاية.
سلوكك وبيئتك
هناك قاعدة سائدة تتعلق بالوقاية من إجهاد العين هي قاعدة 20-20-20: "كل 20 دقيقة، حوّل عينيك للنظر إلى شيء ما على بعد 20 قدما لمدة 20 ثانية على الأقل"، ولكن رغم الشكوك التي تدور حول هذه القاعدة، فإن مختصي البصريات سيخبرونك أن البيانات تشير إلى أن أخذ استراحة متقاربة من العمل قد يكون مفيدا، لذا، خذ استراحة من العمل أو حدق بعيدا عن الشاشة بشكل دوري.
وطالما أن الوقت الذي نقضيه أمام الشاشة أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة العصرية، فإن إدارة تأثيره على الصحة البدنية والعقلية أمر بالغ الأهمية، لذا يجب اتباع الخطوات التالية للنخفيف من الآثار المضررة للشاشة:
وضع قطرات مرطبة للعين عند التعرض لأشعة الشاشات لفترات طويلة.
الحرص على أخذ فترات للراحة أثناء العمل الذي يتطلب الجلوس لساعات خلف شاشات الحواسب.
ضبط سطوع الشاشة بما يتناسب مع إضاءة الغرفة.
عدم استخدام الهواتف قبل ساعتين أو ثلاثة من موعد النوم، لأن التعرض المطول لأشعة اللون الأزرق المنبعثة من الشاشات يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين والذي يؤثر بدوره على النوم.