وقال دربج، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، إن "بريكس" تمثل تحولًا في القوى العالمية"، مشيرًا إلى أن "روسيا، باعتبارها دولة ذات تاريخ وحضارة عريقة، تسعى لأن تكون القوة الراعية لهذه المجموعة على أساس الشراكة".
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية أن "روسيا لا تسعى لفرض هيمنتها على الدول الأخرى كما تفعل الولايات المتحدة، بل تقدم نفسها كراعية وشريكة تتعامل مع الدول على قدم المساواة، في وقت تمارس فيه الولايات المتحدة هذا الدور على أوروبا وغيرها من المناطق، بما في ذلك فرض مصالحها بالقوة".
وأضاف دربج أن "العالم، بما في ذلك الدول الأوروبية، سئم من الهيمنة الأمريكية، التي تجلّت بأبشع صورها في استغلال حاجات أوروبا، مثل أزمة قطع الغاز الروسي، حيث تم بيع الغاز الأمريكي بأسعار خيالية".
وتطرق دربج إلى "الدور المتزايد لروسيا في القارة الأفريقية، التي كانت تاريخيًا خاضعة للاستعمار الغربي"، وقال إن "العديد من الدول الأفريقية بدأت في البحث عن شراكات مع روسيا، التي تتبنى سياسة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، وهذا يعكس رغبة هذه الدول في إقامة علاقات تقوم على السيادة وعدم الهيمنة".
عن الوضع الداخلي في الولايات المتحدة، أشار ضيف "سبوتنيك"، إلى أن "تفكك الإمبراطوريات غالبًا ما يبدأ من الداخل، وهو ما يحدث حاليًا في أمريكا"، لافتًا إلى أن "حكومة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مليئة بالعجائب، مثل تعيين شخصيات مثيرة للجدل في المناصب الرفيعة ومنها وزيرة التعليم المتهمة بالاتجار بالجنس، الأمر الذي يعكس تدهور الوضع الداخلي الأمريكي".
وأكد أن "الولايات المتحدة تواجه بوادر تفكك داخلي، مما سيؤثر على علاقاتها الدولية وهو ما سيسمح للدول الأخرى باستغلال هذه الفرصة للابتعاد عن الهيمنة الأمريكية".
وفي حديثه عن مستقبل العلاقات الدولية، توقع الباحث في العلاقات الدولية أن" يكون لمجموعة "بريكس"، التي تضم حاليًا 40 دولة من بينها البرازيل والهند والصين، دورا محوريا في تشكيل ملامح النظام العالمي المقبل، بفضل ما تمتلكه هذه الدول من إمكانيات بشرية واقتصادية ضخمة".