وأضاف، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "هناك ثلاثة بنود أساسية واضحة للعامة تتعلق بالمفاوضات بين لبنان وإسرائيل، وهي: مسألة النقاط 13 الحدودية المتنازع عليها، ودور اللجنة المراقبة التي قد تكون ضمن هيكلية الأمم المتحدة، وحق الدفاع عن النفس للطرفين".
وقال فهمي: "من هنا نسأل: متى تعدى الجيش اللبناني أو الشرعية اللبنانية على إسرائيل؟".
وبحسب الوزير اللبناني السابق فإن "جوهر الخلاف الأساسي بين لبنان وإسرائيل يكمن في سلاح "حزب الله"، حيث يرى العدو الإسرائيلي أن وجود السلاح ليس محصورًا في جنوب الليطاني بل يمتد إلى كامل الأراضي اللبنانية"، مضيفا أنّ "هذا يشكل عمق المشكلة الأساسية في أي اتفاق".
وأوضح فهمي أنّ "لبنان ليس في مرحلة تسليم سلاح حزب الله، وأنه إذا تم الاتفاق بين المنظومة السياسية في لبنان وحزب الله، من الممكن أن يُسلم السلاح إلى الجيش اللبناني".
وفي ما يتعلق بالجيش اللبناني، أكد ضيف "سبوتنيك" أنّ "الجيش اللبناني يمتلك عقيدة قتالية راسخة للدفاع عن لبنان على كامل حدوده دون استثناء"، مشيرا إلى أنّ "بعض وسائل الإعلام المحلية والخارجية بدأت في "تجييش" الشعب اللبناني، خاصة أهل الجنوب والبيئة الحاضنة لحزب الله ضد الجيش اللبناني، لكن قيادة الجيش ستتمكن من تنسيق هذه الأمور وامتصاص هذه الضغوط"، وفق وصفه.
ولفت وزير الداخلية اللبناني السابق إلى "وجود مخطط لتطوع ما بين 5000 إلى 6000 جندي في الجيش اللبناني، شريطة أن يكون هناك اتفاق سياسي جدي وضمانات جدية من الولايات المتحدة الأمريكية لضمان حماية الأمن اللبناني وليس عبر سياسة المناورة كما فعلت سابقًا".
وأشار فهمي إلى أنّ "لبنان لن يقبل بحرية الحركة الإسرائيلية في مياهه الإقليمية، وهو ما تم إبلاغه للمسؤول الأمريكي آموس هوكستين"، وأضاف أنّ "هذا البند قد يتسبب في إفشال المفاوضات، وقد يستخدمه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كذريعة لعرقلة العملية التفاوضية" واصفًا إياه بأنه "مخادع ومضلل من الطراز الأول".
وفي ما يتعلق بالحلول السياسية المستقبلية، أكد فهمي أنه "لا يتوقع حلاً في لبنان قبل 20 يناير المقبل، في الوقت الذي سيتم فيه تسليم الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، منصبه. وأضاف: "حتى ذلك الحين، لا أرى أي حل جدي للأزمة".
وذكر الوزير اللبناني السابق أنّ "القرارات الدولية مثل القرار 1701، إلى جانب القرارين 1559 و1680، ستُنفذ"، مبيّنًا أنّ "القرار 1680، الذي ينص على ترسيم الحدود على الجبهة السورية، قد يكون جزءًا من اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، قد يتم تفعيله كهدية من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مقابل وقف الحرب في لبنان".
وفي هذا السياق لفت إلى أنّ "هدف نتنياهو هو وقف الإمدادات اللوجستية التي تشمل الأسلحة والذخائر والإمدادات الطبية إلى حزب الله"، مشيرًا إلى أنّ "سوريا قد توقف هذه الإمدادات، خاصة في ظل العقوبات المفروضة عليها". وقال: "سوريا دولة يجب أن تنفذ مصالحها، ولهذا فإن حيادها في هذه الأزمة يبدو واضحًا".
وفي تعليقه على تصريحات الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، حول المفاوضات، قال فهمي: "قد يتحقق تهديد الشيخ نعيم قاسم بتطبيق معادلة 'بيروت مقابل تل أبيب'، خاصة بعد استهداف عمق العاصمة، لكن يجب الإشارة إلى أن قدرات المقاومة لم تكشف بعد كل ما لديها من أسلحة".
وتابع ضيف "سبوتنيك" أنه "لم يتم احتلال متر واحد من الأراضي اللبنانية من قبل إسرائيل، وأن الفيديوهات التي يتم نشرها حول هذا الموضوع تأتي في إطار الحرب النفسية، حيث أن إسرائيل تدخل وتخرج من بعض المناطق لتسويق طاقة إيجابية معينة". وأكد أنّ "إسرائيل غير قادرة على دخول الأراضي اللبنانية مهما كانت الدمار الذي قد تحدثه، خاصة في وجود المقاومة".
وفي ما يخص الوضع الداخلي اللبناني، تساءل وزير الداخلية والبلديات اللبناني السابق عن "إمكانية انتخاب رئيس جديد للبلاد، وكيفية تنفيذ عمليات إعادة الإعمار وتنفيذ الملفات السياسية الملحة من خلال منظومة سياسية جديدة وفاعلة"، وأضاف أنه يجب أن "تكون هناك منظومة سياسية جديدة في لبنان قادرة على بدء العمل الفعلي لإنقاذ البلاد من أزماتها"، مشيرًا إلى "أنه لا يمكن الاستمرار بنفس النظام السياسي القديم".
وشدّد على أن "حزب الله لن يُهزم، وأن كل اتفاق يتم التوصل إليه عادة ما يكون نتيجة مواجهات، وهو ما يتطلب وجود منظومة سياسية قوية ووسطية تستطيع أن تجمع جميع الأطراف"، مؤكدا: "حزب الله لا يزال منتصرًا في نظر اللبنانيين، لأنه لم يُهزم ولم يتراجع عن مواقفه".