هل تدفع أمريكا بمزيد من العتاد العسكري إلى المنطقة لمواجهة حركة "أنصار الله" اليمنية؟

مع تصاعد التوتر واتساعه في منطقة الشرق الأوسط على خلفية حرب "طوفان الأقصى" ودخول محور المقاومة إلى حلبة الصراع، والعمليات العسكرية التي تقوم بها أنصار الله في البحر الأحمر وآخرها استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور"، كل تلك الشواهد تطرح الكثير من التساؤلات حول القادم "تهدئة أم تصعيد".
Sputnik
كيف ستتعامل أمريكا مع التهديدات المتصاعدة من قبل (أنصار الله) في البحر الأحمر والبحر العربي..هل ستدفع الإدارة الجديدة القادمة إلى البيت الأبيض بالمزيد من القدرات العسكرية للمنطقة أم أنها سوف تتجه إلى الحلول الدبلوماسية والضغوط والتفاوض مع أنصار الله؟
بداية يعتقد الدكتور عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، "أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد "ترامب" والتي سوف تتسلم البيت الأبيض خلال أسابيع من إدارة بايدن، سوف تسلك ثلاث مسارات فيما يتعلق بالوضع في اليمن، جميع تلك المسارات سيكون في آن واحد".
خوفا من "أنصار الله"... سفن الغرب الحربية تفر من البحر الأحمر

مسارات ثلاث

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "المسار الأول سيكون مسار الصفقة وهو حوار مع الإيرانيين، وأيضا مع الحوثيين (أنصار الله) لصفقة ما، تخفف فيها عن إيران وتضغط على الحوثي لإيقاف هجماته في البحر الأحمر، مقابل بعض التنازلات الأمريكية لإيران، هذا الملف الأول سيكون ملفا دبلوماسيا، ملف صفقة أو حوار".
وتابع الشميري، "يتوازى مع المسار الأول المسار الثاني بالضبط وهو ملف تصنيف الحوثي تصنيفا من الدرجة الأولى كجماعة إرهابية خارجية بشكل أكثر شدة من الذي كان في عهد بايدن، وهذا المسار الثاني سيكون مسار العقوبات".
وأردف الشميري: "أما المسار الثالث سيكون ضربات متتالية على أهداف ذات قيمة، في اعتقادي أن الاستراتيجية الأمريكية سوف تتحرك في المسارات في وقت واحد، كي تخلق في النهاية وخلال فترة زمنية وجيزة اتفاقا ما لحسم هذا الملف، وهذا هو الخيار الأرجح".
وأوضح الشميري، "في حال فشل المسارات الثلاث بعد ستة أشهر إلى سنة، اعتقد سيكون هناك نظرة أخرى للتعامل مع الحوثيين وقد تصل إلى أن يصل الأمر للتعامل مع الحوثيين كما كان يتم التعامل مع تنظيم داعش المحظور في روسيا، ربما بدعم القوات اليمنية وأخذ ميناء الحديدة وما شابه ذلك، لكن في المنظور القريب سوف تسلك الإدارة الأمريكية المسارات الثلاث، الدبلوماسي والعقوبات وايضا مسار الضربات الأكثر وقعا".
تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى".. والتوتر بين لبنان وإسرائيل

خطط الهيمنة

في المقابل يقول العميد عزيز راشد، الخبير العسكري اليمني (صنعاء): " أعتقد أن الأوضاع الحالية تشهد تراجعا كبير فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية ونفوذها وقبولها في المنطقة وفي العالم بشكل عام، فقد انكشف غطائها عندما ظهر انحيازها ودعمها الشديد في مؤازرة إسرائيل في حربها على قطاع غزة، من أجل مصالحها وخططها المستقبلية التي تهدف إلى منع التقدم الصيني والروسي في العالم، لكي يظل العالم لحقب أخرى أحادي القطبية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن أمريكا لا تريد أن تخسر ما حققته خلال العقود الثلاثة الماضية من سيطرة على العالم، حيث ترغب في الحفاظ على تلك المكتسبات، لذلك دفعت بقوتها البحرية الضاربة وحاملات الطائرات إلى المنطقة لكي لا تشعر بالهزيمة في البحر الأحمر، لكن في نفس الوقت الذي دعمت به إسرائيل بكل ما لديها من قوة دفعت بقواتها لقطع الطريق أما القوى العظمى الصاعدة في العالم مثل الصين وروسيا".
وتابع راشد، "الولايات المتحدة الأمريكية ترغب بل وتحارب من أجل خطتها المسماة "الشرق الأوسط الجديد، هذا البعد الاستراتيجي لواشنطن، يأتي على حساب الخريطة السياسية والجغرافيا العربية، حيث تسعى لتدمير العالم ذاتيا، أمريكا تعلم جيدا أنها تتراج في الشرق الأوسط، لذا تُريد الحفاظ على هيبتها، لكنها بكل الأحوال لن تستطيع أن تبقي العالم أُحادي القطبية أكثر من ذلك".
حركة "حماس" تجدد رفضها لأية تفاهمات مع إسرائيل قبل وقف الحرب بقطاع غزة

الخسارة مؤكدة

وأكد الخبير العسكري، أن "اليمن اليوم كان له دورا رئيسيا في تحطيم التوجهات الأمريكية بالسيطرة على العالم بشكل أحادي القطبية أو بصفة مستمرة، لذلك سوف تدفع بقواتها وعتادها ودبلوماسيتها بشكل أكبر نحو الشرق الأوسط للإبقاء على المنطقة تحت غطائها، لكنها في كل الأحوال سوف تخسر لأن عجلة تدوير العالم وتشكيله السياسي للمرحلة القادمة والتي تتمثل في تعدد الأقطاب قد بدأت بالفعل وحققت خطوات كبرى وملموسة على الأرض، الأمر الذي تعمل عليه قوى محور المقاومة واليمن، ويجب على الأمة العربية أن تستغل الظروف الحالية والمتمثلة في تناطح القوى الكبرى بأن يكون لها دور وإلا سيتغير العالم وتزداد الهيمنة الأمريكية ولن يكون لنا ذكر في هذا العالم".
ولفت راشد، إلى أن "أمريكا تريد أن تقطع خط الحرير الصيني حتى تبقى في المنطقة، فهى تحارب القوى الكبرى الصاعدة بشكل غير مباشر، ومن جانبنا في محور المقاومة لن نسمح لها بأن تبقى، أمريكا حلمها كبير في الشرق الأوسط، لكن حلمها هى وإسرائيل سوف يتحطم بعد تراجع هيمنة قوتها العسكرية، لذا فإما أن تدفع بمزيد من القوة العسكرية أو مزيد من الحلول".
"أنصار الله": 90 % من التوترات في باب المندب سببها أمريكا وبريطانيا

أوراق ضغط

بدوره أكد الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية، الدكتور ماك شرقاوي، أن "كل الشواهد تشير إلى أن ‏واشنطن لا ترغب في الوقت الراهن في فتح جبهة جديدة مع أحد أذرع إيران في المنطقة".‏
وقال شرقاوي في حديث سابق لـ"سبوتنيك": "لا أعتقد أن أمريكا تريد فتح جبهة عسكرية مع جماعة "أنصار الله" اليمنية أو الدخول في الصراع مع إيران، بشكل مباشر وتوسيع هوة الخلافات مع طهران، خاصة في هذا التوقيت الشديد الخطورة الذي تمر به المنطقة، والتهديدات بتوسيع دائرة الحرب بين غزة وإسرائيل، وجعلها حربا إقليمية".
وتابع شرقاوي: "ما تريده واشنطن هو الضغط على صنعاء وفرض السيطرة على البحر الأحمر، وتحرير الملاحة البحرية من أي أخطار وتأمين السفن التجارية العابرة لهذا الممر، مشيرا إلى أن منطقة باب المندب وخليج عدن لا تكمن أهميتها فقط في أنها ممر اقتصادي للسفن التجارية والملاحة الدولية، بل هو ممر أيضا للسفن والبوارج العسكرية وحاملات الطائرات وغيرها من القطع البحرية العسكرية، والتي تمر أيضا من خلال قناة السويس للدخول إلى بحر العرب، فالمنطقة بالتأكيد هي منطقة استراتيجية مهمة للعمليات المدنية والتجارية، وأيضا للعمليات العسكرية".
"أنصار الله" تعلن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "أبراهام لينكولن" ومدمرتين أمريكيتين
أعلن المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية،الجمعة الماضية، استهداف قاعدة "نيفاتيم" الجوية الإسرائيلية في النقب جنوبي إسرائيل، بصاروخ باليستي فرط صوتي، مؤكدًا تحقيق أهداف العملية.
وقال المتحدث باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، في بيان عسكري، بثه تلفزيون "المسيرة"، إن "القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة النقب جنوبي فلسطين
وأشار سريع إلى أن "العملية نفذت بصاروخ باليستي فرط صوتي (فلسطين 2) وحققت هدفها بنجاح".
وشدد المتحدث باسم "أنصار الله"، أن "عمليات القوات المسلحة اليمنية لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان".
وتصاعد التوتر في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، منذ بدء "أنصار الله"، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، شن هجمات على سفن، تقول إنها مرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانيها، ردًا على عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان.
وأكد زعيم "أنصار الله" في اليمن، عبد الملك الحوثي، أن عمليات الجماعة "مستمرة في إطار المرحلة الرابعة"، متوعدًا بأنها ستكون في "تصاعد مستمر كمّاً وكيفاً".
وفي المقابل، توجّه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على مواقع "أنصار الله" بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة.
مناقشة