ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن نتنياهو لا يزال حريصا على التطبيع مع السعودية باعتباره إنجازا تاريخيا وعلامة على زيادة القبول في العالم العربي، لافتين إلى أن نتنياهو يواجه معارضة ساحقة في الداخل لأي تنازلات للفلسطينيين، ما جعله يدرك أن أي بادرة في اتجاه إقامة دولة من شأنها أن تؤدي إلى تفتيت ائتلافه الحاكم.
في المقابل، تخلت السعودية عن مساعيها لإبرام معاهدة دفاعية طموحة مع الولايات المتحدة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل وتريد الآن اتفاقا محدودا للتعاون العسكري، كما خففت السعودية من موقفها بشأن إقامة دولة فلسطينية في مسعى لإبرام معاهدة أمنية ثنائية واسعة النطاق في وقت سابق من العام، وأبلغت الولايات المتحدة إنها قد تكتفي بالتزام إسرائيل علنا بحل الدولتين من أجل تطبيع العلاقات.
يأتي ذلك رغم تصريح مصدرين سعوديين وثلاثة مصادر غربية بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جعل الاعتراف بإسرائيل مشروطا باتخاذها خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية مع تصاعد الغضب الشعبي في المملكة والشرق الأوسط ضد إسرائيل.
وفي وقت سابق، أشارت وسائل إعلام غربية إلى أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، سيحاول الاستفادة من وقف إطلاق النار "المحتمل" في لبنان للتوصل إلى اتفاق مماثل لإنهاء الحرب في غزة.
ولفتت إلى أن ماكغورك، الذي زار السعودية، يوم الثلاثاء الماضي، يجري مباحثات حول إمكانية التوصل لاتفاق بشأن إعادة الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الاثنين الماضي، إنه تم تحقيق تقدم كبير في اتجاه التوصل إلى اتفاق لوقف النار، مضيفا: "نعتقد أننا نجحنا في تضييق الفجوة بشكل كبير".
ونقلت وسائل إعلام غربية، عن مسؤول لبناني مطّلع على مفاوضات وقف إطلاق النار، قوله إنه يتوقع أن يحدث ذلك قريبا، بينما قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم السبت الماضي، إن الحكومة ستصوت على اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، يوم الثلاثاء، دون أن يتم توضيح تفاصيل عن الاتفاق المحتمل.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما تسبب في مقتل نحو 44 ألف فلسطيني وإصابة نحو 103 آلاف آخرين، إضافة إلى آلاف المفقودين.