ونقلت التقارير الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن "إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن هذا الإجراء مؤقت، وسيظل ساري المفعول من عدة أيام إلى عدة أسابيع، حتى يعود الوضع الأمني على الحدود بين مرتفعات الجولان والجزء السوري المجاور لها إلى طبيعته".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير في الشؤون الأقليمية هاني الجمل، إن "إسرائيل استغلت الظرف الاستثنائي الدقيق الذي تمر به سوريا، وقفزت على اتفاق فض الاشتباك، الذي لم يكن اتفاقية سلام كاملة، وإنما خطوة نحو السلام مدعومة بقوات أممية للفصل بين الطرفين".
وحول الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، اليوم الاثنين، أوضح الخبير بأن "أمريكا وتركيا تدعم هذه الجماعات المسلحة التي استولت على الحكم، ومن الممكن أن يتم إضفاء الشرعية عليها في حالة وجود نوع من الحوار السوري السوري".
وتابع مشيرًا إلى أن "هذه الضبابية في المشهد السوري والدولي تؤكد أن هناك تفاهمات بين القوى الفاعلة والقوي القائمة، وربما يكون الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يحاول تهدئة إطلاق النار قبل وصوله إلى الحكم، في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، وبالتالي تم توسيع العمليات العكسرية الإسرائيلية، والتحرك بإقصاء الرئيس السوري بشار الأسد، حتى تكون هناك قوة جديدة للتموضع في الأراضي السورية مستغلة الفراغ السياسي".
وأكد الجمل أن "مجلس الأمن لن يقدم حلولا لسوريا، لأنه أخفق في تقديم الحل في قطاع غزة، وبالتالي سيكون التحرك على مستوى سوريا مبتورا، لأن أمريكا وإنجلترا وفرنسا والدول الفاعلة كانت تتشدّق بمعاقبة الأسد، في حين أن الجماعات الحالية التي استولت على الحكم لا تزال مصنّفة إرهابية، لهذا ربما لن يتم إضفاء الشرعية عليها، ولكن سيتم على الأقل اتخاذ إجراءات احترازية، لأن الدفع بقوات أممية في خضم هذه السيولة الأمنية سيكون خطرا، خاصة أن هذه الجماعات تأتلف مع جماعات أخرى منها تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول أخرى)، وبالتالي يمكن أن تصبح سوريا ساحة لتصفية الحسابات بين الجماعات الراديكالية في المنطقة".
وتوقع الخبير أن "تأتي تحركات مجلس الأمن في إطار الشجب والتنديد، والتعهد بدعم دول الجوار لمنع انتقال هذه الجماعات عبر حدودها، وهو ما أكدته هذه الجماعات بأنها لن تصدّر الثورة، ومن ثم تم تحييد القوى التي كانت تدعم الأسد من العراق ولبنان والأردن، مما يؤكد وجود تنسيق مع أمريكا، وهو ما ظهر أيضا في التصريحات الأمريكية لطمأنة الحلفاء بأن هذه التحركات لن تؤثر على أمنهم القومي".
وأكد خبير الشؤون الاستراتيجية د. علاء الأصفري، أن "إسرائيل استغلت هذه الفرصة التاريخية وألغت اتفاق فضّ الاشتباك، ودخلت القنيطرة، واحتلت تلال جبل الشيخ، الذي كان يتحكم به الجيش السوري، ونفذت منذ أمس الأحد، أكثر من 100 قصف على دمشق، وتقوم بدك كل القطاعات العسكرية، لنزع مخالب سلاح الجو والصواريخ بعيدة المدى، حتى تكون سوريا خالية من أي مقاومة لإسرائيل".
وأوضح الخبير أن "إعلان إسرائيل أنها مستمرة بالغارات يعني أنها تسعى لتدمير البنى التحتية للجيش، مستغلة هذه الفرصة التاريخية للإعلان أنها تسيطر على كامل الأجواء السورية، وشهدنا منذ أمس مئات المسيّرات تعبر الأجواء دون دفاعات جوية حيث تم تدميرها، لهذا يتعيّن على الدول الغربية وتركيا، الضغط فورا لإيقاف هذه الهمجية".
وحول خيارات القيادة الجديدة في مواجهة هذه التطورات، قال الأصفري: "لم تظهر بعد المنهجية التي تريدها هذه الجماعات، وأعتقد أننا نريد بناء سوريا قوية ومتينة، لكن لن تكون على الطريقة التي تريدها إسرائيل وأمريكا، التي تضغط مستغلة المشهد، وقد أعلنت إسرائيل أمس بأنها فتحت جبهة جديدة في سوريا، مما يعني أن لديهم مخطط خطير، وقد نضطر أن نشاهدهم على حدود دمشق".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي