في جوابه عن وجود رؤية مشتركة لمجموعات المعارضة لمستقبل سوريا، أكّد نشار لـ "سبوتنيك"، أن "الهدف الاساسي حالياً لغالبية السوريين هو التأسيس لمرحلة انتقالية تقودها حكومة مؤقتة تعمل على إعادة ملايين المهجرين السوريين سواء من لبنان أو من تركيا أو العراق أو الأردن أو حتى من أوروبا، وتعالج قضية المعتقلين الذين أُفرج عنهم من المعتقلات والسجون"، واصفًا هذا اليوم بـ "التاريخ الجديد والفجر الجديد".
نشار وإذ أعرب عن اعتقاده أن "الكلمة اليوم هي لقيادة الفصائل التي قادت الثورة، ولا يمكن أن يكون أحد صاحب قرار في الداخل السوري سواها"، لفت إلى أن "هذه الفصائل ستقوم خلال الأيام المقبلة بمشاورات لتشكيل إدارة انتقالية في البلاد"، مشيراً إلى أن "المسارات التي يجب العمل عليها في هذه المرحلة المؤقتة، لا بدّ أن تبحث الوقت المطلوب لعملية الانتقال السياسي".
وذكّر نشار بأن "القرار 2254 اقترح أن تتم عملية الانتقال خلال سنتين لوضع الدستور الجديد"، معتبراً في المقابل، أن الظروف السورية تشير إلى الحاجة إلى أكثر من عامين وربما إلى ثلاثة أو أربعة أعوام". كما اعتبر أنه "لا يمكن العودة إلى الأطر السياسية والمفاوضات التي قامت خلال السنوات السابقة، سواء بيان جنيف أو القرار 2254، لأن أدوارها جميعا انتهت، ولم يعد كلام عن حل سياسي لأن النظام سقط بالضربة القاضية بعدما رفض الحل السياسي خلال السنوات العشرة الماضية، وبالتالي لا يمكن العودة اليوم إلى الحديث عن الماضي".
وشدّد نشار على "معالجة التحديات التي تفرضها المرحلة من دون رفع العقوبات الدولية عن سوريا غير ممكنة، لأن لدى سوريا حاجة ماسة إلى إعادة الإعمار والموارد من جميع الدول الشقيقة والصديقة والشركات والمؤسسات الدولية"، مشيراً إلى أن "هذا المسار لا بدّ ان يترافق مع الدعوة الى مؤتمر وطني سوري يجمع النخب السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية الممثلة لجميع المكونات للنقاش في مستقبل سوريا الجديد وإعداد دستور ونظام سياسي جديدَين يتوافق عليها جميع السوريين بحيث يشعرون بأن هذا النظام يمثلهم ولهم حقوق فيه وأنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون".
وفي وقت اعتبر نشار "أن لا مبرر لبقاء قانون قيصر"، أشار إلى أن "واشنطن ربما تريد من النخبة الحاكمة الجديدة في سوريا رؤية أولية لمشروعها وأن تلمس كيفية إدارة الوضع في سوريا قبل رفع العقوبات، لأن هناك دوراً كبيراً لـ"هيئة تحرير الشام" المصنفة إرهابية على الرغم من التحوّلات التي أجرتها الهيئة على بنيتها وخطابها"، لافتاً إلى "شكوك بوجود قوى إسلامية متشددة"، ومشدداً على أن"التشدد والتطرّف ليس هاجس واشنطن فقط، بل هاجس قطاع واسع من السوريين". نشار قلّل من تأثير عقوبات قيصر على الوضع في سوريا قائلاً إن "العائق الأكبر كان بشار الأسد، لأن السوريين بدأوا منذ الآن بالعودة إلى سوريا وليسوا بانتظار رفع قانون قيصر".