رئيس حركة "البناء الوطني": الوضع في سوريا غامض وهناك إشكالية كبيرة في تشكيل الحكومة الانتقالية

رأى أنس جودة، رئيس حركة "البناء الوطني" في سوريا، أن "الوضع في سوريا ما زال غامضاً للغاية بعد تشكيل الحكومة الأخيرة"، مشيراً إلى أن "هذا التشكيل قد يعكس توجهات خطيرة تجاه العملية السياسية في البلاد".
Sputnik
وقال جودة في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إن "الواقع اليوم ما زال غامضاً، ونحن في انتظار ما سيحدث، ولكن تشكيل الحكومة بهذه الطريقة أعطى إشارة واضحة للغاية حول مستقبل سوريا"، مشدداً على أن "المصيبة الكبرى تكمن في انتهاء فعلي لمفاعيل القرار الدولي 2254، إذ لم يعد هناك أطراف قابلة للجلوس على الطاولة".
وأوضح جودة أنّ "قوى الأمر الواقع قامت بتشكيل حكومة من جهة واحدة، وهذا ليس مجرد مسألة محلية أو تخص طرفاً دون آخر، بل يتعلق بقرار دولي مهم، ويجب تشكيل هيئة حكم انتقالية تشمل الجميع من أجل الانتقال إلى الأمام"، معبرا أنّه "يجب تشكيل حكومة شاملة تكون مفتوحة لجميع الأطراف في سوريا".
بعد إسقاط الأسد.. ما التأثير والانعكاسات في سوريا على الداخل اللبناني؟
وحول الوضع القانوني، أشار جودة إلى أنّ "عملياً في كل الثورات، يتم وقف العمل بالدستور، ويتم إصدار بيان يحدد الشكل القانوني للعمل في المرحلة المقبلة، لكننا لا نعرف كيفية تسليم واستلام السلطة في سوريا، والأمر غريب عن كل ما درسنها في الحركات الانقلابية"، مضيفاً أن هناك "إشكالية كبيرة في كيفية إدارة الأمور بعد إعلان التشكيل الحكومي".
وتطرق ضيف "سبوتنيك" إلى التشكيلات المعارضة في سوريا، قائلاً:

"صحيح أن هناك تشكيلات معارضة مختلفة في سوريا، ولكن المشكلة بدأت نتيجة الاستئثار بالسلطة، وكل الثورة قامت نتيجة الاستئثار بالسلطة، وإذا كانت النظرية تقول إن المنتصر هو من يسير الأمور، فلماذا قامت الثورة ضد نظام الأسد؟".

وأردف، قائلًا: "إذا بدأ الانحراف منذ البداية، فهذا سيكون له تداعيات كبيرة في النهاية"، مشيراً إلى أن "الثورة كانت تعبيراً عن رفض الاستبداد والتفرد بالسلطة".

وأضاف رئيس حركة البناء الوطني أنّ "البيانات والكلام لا تعنيني، ما يهمني هو الفعل، أي كيف يتم بناء الأسس الأساسية للمرحلة الانتقالية"، مشيراً إلى أنه "لم يتم مشاركة حتى حكومة الائتلاف في العملية السياسية، وهذه الحكومة تنتظر في قطر أو تركيا".

وتابع أن "ما يتم عملياً هو أن حكومة الإنقاذ في إدلب هي التي ستمتد لتكون حاكمة في سوريا، وهو أمر غير صحيح في سياق الحل السياسي المتوازن".
مصدر تركي يكشف لـ"سبوتنيك" عن أولويات أنقرة في سوريا
وفي ما يخص المجتمع المدني، لفت جودة إلى أنّ "اليوم، مساحة المجتمع المدني أوسع وأرحب، وهناك فرص كبيرة للنضال من أجل حقوق الإنسان والحريات الأساسية".

وتابع أن "النقطة الأساسية تكمن في تأكيد الحريات والحقوق، والنضال مستمر من أجل حق التعبير، وحق التجمع، وحق المشاركة السياسية"، مشددا أن "هذا النضال لا يتوقف، سواء على مستوى الحقوق الفردية أو الجماعية".

ودعا إلى ضرورة الحوار مع جميع الأطراف، مؤكداً أن "التعامل مع الواقع السياسي الحالي يتطلب الصراحة والتعاون مع الجميع".
وبيّن أنّ "من الضروري أن يكون هناك حكومة إنقاذ مشتركة تضم جميع الأطراف السياسية والمجتمعية، وهذا هو الحل الأنسب للمرحلة المقبلة".
وأشار في ختام حديثه إلى أن "سوريا التي نعرفها كانت دائماً تحمل القضية الفلسطينية، لكن نتيجة انهيار الدولة، أصبح هذا الأمر من الماضي، للأسف، نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية، انتهى ذلك الدور، ولم يعد هناك أي مؤشر على استعادته في الوقت الحالي"، مؤكدا أن "سوريا اليوم في وضع مشابه لما كان عليه لبنان في نهايات الحرب الأهلية".
مناقشة