دبلوماسيون وخبراء في تونس يحذرون من تبعات سقوط نظام بشار الأسد على المنطقة

أطلق العديد من الدبلوماسيين والمحللين في الشأن الأمني في تونس تحذيرات من إمكانية تفاقم الصراع في سوريا وتأثيره على منطقة الشرق الأوسط.
Sputnik
وكانت تونس قد أعلنت، أمس الاثنين، موقفها من مجريات الأحداث في سوريا، داعيةً إلى "ضرورة تأمين سلامة الشعب السوري والحفاظ على الدولة السورية دولة موحّدة كاملة السيادة بما يحميها من خطر الفوضى والتفتيت والاحتلال".
وعبّرت الخارجية التونسية في بيان، تلقت سبوتنيك نسخة منه، عن رفضها لأي "تدخل أجنبي في شؤون سوريا"، مذكرة بموقفها الثابت المتعلّق بضرورة "التفريق بين الدولة من جهة والنظام السياسي القائم داخلها من جهة أخرى".
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير معظم الأسلحة الاستراتيجية في سوريا
وضع متفجر في سوريا
ويرى وزير الخارجية السابق أحمد ونيس في حديث مع "سبوتنيك"، بأن الوضع في سوريا لن يهدأ في ظل الأزمة الراهنة وبعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.
وأضاف بأن المشهد في سوريا "متفجر" منذ مدة، منتقدا غياب مبادرات دولية جادة تفضي إلى إيجاد حلول تنهي الصراع داخلها.
وتابع: "سوريا لن تعيش الاستقرار ما دامت متواجدة في الحزام الإسرائيلي" .
كما أكد ونيس بأنّ "بشار الأسد لم يعترف بتسليم الأرض العربية لإسرائيل ولم يقبل بالخضوع لها والتطبيع معها" .
مصر تؤكد لأمريكا رفضها استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها
ومن جانبه أفاد المحلل السياسي والخبير الأمني خليفة الشيباني في تصريحات لـ"سبوتنيك"، بأن" ما حدث في سوريا هو سيناريو تم الاعداد له من قبل العديد من الدول التي اتفقت على إسقاط النظام"، على حد قوله.
صراع إيرادات دولية في سوريا
وفي تعليق لـ "سبوتنيك"، أقر الخبير الأمني خليفة الشيباني بوجود صراع إيرادات دولية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وهو ما سيزيد الوضع تعقيدا".
وتابع " تكوين دولة سوريا جديدة في ظل التعدد العرقي الحالي هو أمر يبعث على القلق، خاصة في ظل المخططات الإسرائيلية التي كانت تسعى دائما إلى تكوين دويلات تكون على أساس المذهبية والطائفية حتى تحقق أمنها".
وقال الشيباني :"اليوم نتمنى ألا تعيش سوريا سيناريو التقاتل والتناحر" بعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة وفي ظل التعدد الطائفي".
الخارجية الروسية تؤكد التزامها بالإجراءات اللازمة لضمان سلامة مواطنيها في سوريا
كما أشار أيضا إلى "أن التجارب السابقة سواء في دولة العراق أو ليبيا أو اليمن كشفت وأن التعدد الطائفي يهدد أمن المنطقة".
ولفت المحلل السياسي: "اليوم بدأت تتضح ملامح تشكيل الحكومة الانتقالية في سوريا مع بروز زعيم "هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة" سابقا )أحمد الشرع (الجولاني) والذي نجده اليوم حاكما في هذه الدولة".
وحول تدخلات مجلس الأمن من أجل إيجاد مخرج للوضع الراهن في سوريا، شدّد خليفة الشيباني على أهمية أن يبقى مصير سوريا بيد السوريين فقط دون تدخل الأمم المتحدة، قائلا:" لا أؤمن بأن هناك قرارات دولية لأن الأمم المتحدة فشلت في إيجاد حلول للوضع في ليبيا وفي تحديد مصير الشعب الفلسطيني واللبناني وأثبتت عجزها عن لم شملهم وفشلت اليوم أيضا في إيجاد حلول لتدهور الأوضاع في سوريا وبالتالي فهي منظمة فاشلة " على حد تعبيره.
سوريا دخلت مرحلة تفكيك الدولة
ويرى الدبلوماسي السابق أحمد مصطفى، بأن سوريا وبعد سقوط نظام بشار الأسد دخلت مرحلة "تفكيك الدولة"، على حد قوله.
صحيفة تركية تكشف عن موعد انتهاء العملية الانتقالية في سوريا
وتابع في تصريحات لـ"سبوتنيك": "اليوم سوريا أمام أزمة كبرى وهي توغل الجيش الإسرائيلي على العديد من المناطق السورية وتدمير مقدرات الشعب السوري العسكرية والعلمية والبحثية".
وقال أحمد مصطفى: "لا أتوقع أن يكون هناك مراجعات في الأفق لمصير الدولة السورية لأن سقوط نظام الأسد سيجعل الكارثة أكبر وسيسهل لإسرائيل تعديل بوصلتها نحو مصر والجزائر ".
ويواصل محدثنا القول: "سقوط بشار الأسد قد خطط له التحالف الصهيوني الغربي الأوروبي.
يذكر أن قوات المعارضة السورية المسلحة قد أعلنت الأحد، سيطرتها بالكامل على مدن سورية عدة وإسقاط النظام في البلاد، فيما أعلنت أمس الثلاثاء، الحكومة السورية الانتقالية برئاسة محمد البشير تسلم مهامها رسميا عقب عقدها اجتماعا بحضور رئيس الوزراء الانتقالي محمد الجلالي.
مناقشة