وأضاف في حواره مع "سبوتنيك"، أن الائتلاف يدعم العلاقات مع روسيا بقوة، كما هو الحال مع دول العالم، في إطار بناء سوريا بمشاركة كافة أبنائها ومكوناتها دون إقصاء لأحد.
وأوضح أنهم يتواصلون حتى الآن مع "حكومة الإنقاذ" عبر وسطاء، ويؤكدون ضرورة تشكيل حكومة تشاركية بعد مهلة "حكومة الإنقاذ"، ومشاركة جميع الأطراف فيها… إلى نص الحوار
بشأن الدعوات لعقد لقاء جامع لكافة الأطراف والقوى السياسية في سوريا… ما الخطوات التي تمت في هذا الإطار؟
حتى الآن المشاورات تجري بين الأحزاب والقوى الوطنية التي كانت معارضة للنظام، وتؤكد ضرورة حكومة تشاركية تقود المرحلة الانتقالية، حيث أن الحكومة الحالية تقوم على تسيير الأعمال وتأمين عودة النازحين، واستقرار الأوضاع، على أن يكون الهدف تشكيل حكومة انتقالية تشاركية، تضم جميع المكونات السورية، وهو ما يبحث الآن عبر المشاورات.
بعد بسط الاستقرار والأمن وتهيئة المناخ، يمكن حينها الدعوة لمؤتمر وطني، على أن ينبثق عنه لجنة دستورية لوضع دستور جديد للبلاد، يجب أن يكون توافقيا، يضمن حقوق جميع المكونات السورية، ومن ثم الذهاب إلى الاستفتاء والانتخابات، بنفس الخطوات التي نص عليها القرار 2254، لكن الفارق أن النظام لم يعد موجودا.
هناك تخوفات لدى الشارع السوري خشية عدم التوافق مع حكومة الإنقاذ الحالية… خلال تواصلكم معها كيف وجدتم ردود الفعل؟
ليس لدينا أي تواصل مباشر مع حكومة الإنقاذ، لكن تجرى المشاورات عبر وسطاء، ونؤكد دائما إصرارنا على تشارك جميع السوريين في الحكومة المقبلة، خاصة أن سياسة الحزب الواحد أثبتت فشلها في سوريا ولم يعد مقبولا ذلك الأمر نهائيا، لذلك نؤكد عبر رسائل واحدة أن سياسة الحزب الواحد ليست مقبولة، وهو ما تؤكده جميع الأطراف الوطنية التي التقينا بها.
يخشى البعض من أن يبدأ مخطط الشرق الأوسط الجديد من سوريا… كيف تتعاطون مع هذا الأمر؟
دعني أؤكد أن سوريا عصية على التقسيم لعدة عوامل، ربما أبرزها يتمثل في التداخل الكبير بين المكونات السورية عبر الجغرافيا، باستثناء الجانب الكردي المستقر في الشمال السوري، لذلك تصعب عملية التقسيم، ولم نر أي دعوات أو نزعات في هذا الإطار، إذ تؤكد جميع القوى والفصائل على ضرورة وحدة سوريا وسلامة أراضيها.
هل لديكم مشاورات مع الخارج وكيف وجدتم المواقف الدولية حتى الآن؟
لدينا مشاورات بالفعل مع الجانب السعودي والمصري، كما هو الحال مع بعض الدول العربية والقوى الكبرى ذات الصلة بالملف السوري.
كما أشير هنا إلى أن المواقف الدولية تتعامل مع الواقع الجديد في سوريا بحذر كبير، وهناك تفاعلات من "تحت الطاولة"، لكن الجميع يراقب الخطوات التي تقوم بها حكومة الإنقاذ، لتقرر كيفية تعاملها مع الواقع السوري.
بشأن المشاورات حول خارطة الطريق… هل انخرطت جميع القوى والأحزاب في المشهد حتى الآن؟
معظم القوى والأحزاب الفاعلة منخرطة بالطبع في المشاورات الجارية حول خارطة الطريق، لكن هذه اللقاءات تتم بشكل ثنائي أو بين عدة أطراف، وليس على مستوى مؤتمر عام مثلا.
أيضا نحن المجلس الوطني الكردي الذي جزء من هذا الائتلاف، حيث نعقد لقاءات ومشاورات مع القوى الوطنية السورية للتشاور وتشكيل فهم وتصور مشترك حول الوضع.
هل الأحزاب السورية مستعدة للتعامل مع "هيئة تحرير الشام" وتجاوز الماضي والمشاركة في كل الخطوات القادمة؟
بالتأكيد نعلم أن الجولاني، أعلن انفكاكه عن "القاعدة" و"النصرة" (منظمات إرهابية محظورة في روسيا ودول عدة) منذ عدة سنوات، ونحن نراقب الخطوات على الأرض، ما يهمنا هو التحرك على الأرض، وحتى اللحظة نرى أن الخطوات إيجابية، وكذلك خطاب السيد أحمد الشرع، هو إيجابي حتى الآن، لكن من المبكر الحكم على الأمر، لكنه حال الالتزام بالخطاب المعلن، ستمضي الامور إلى الخير، لكن في حالة الاستمرار بسياسة الحزب الواحد، أعتقد أن قوى المعارضة سيكون مغايرا عما هو عليه الآن.
هل استفادت الأحزاب والتكتلات السورية من التجارب السابقة في العراق وليبيا والسودان، لتلاشي الاتجاه نحو نفس المصير؟
بكل تأكيد استفدنا من التجارب السابقة استفادة قصوى، ولن نسمح بتكرار التجارب الفاشلة في الجوار.
كيف ترون مستقبل العلاقات مع روسيا والدول الكبرى؟
العلاقات الدولية تحكمها المصالح بالطبع، وحال استقرار الوضع في سوريا، فإن معظم الدول ستعيد النظر في علاقاتها وستفتح علاقات هامة، ونحن ندعم العلاقات مع روسيا بشكل قوي، وأيضا مع كل دول العالم، ودول الجوار، لتكون سوريا دولة فاعلة في محيطها وعلى المستوى الدولي؟
ما الدول العربية التي تراهنون على دورها خلال الفترة المقبلة؟
لدينا تواصل مع عديد من الدول الفاعلة، منها مصر والسعودية والإمارات، كما أن دولة قطر بادرت للمساعدة وتقديم الدعم ولكن بالنسبة لنا البعد العربي مهم جدا سنعمل على تعزيزه، وأعتقد أن الدول العربية لن تتخلى عن الشعب السوري والدولة السورية، ولكن من حقها أن تراقب تطور الأوضاع على الأرض والخطوات التي تخطوها الحكومة.
هل جرت مشاورات بشأن إعادة بناء الجيش السوري مرة أخرى؟
نحن مع إعادة تشكيل جيش وطني على أساس مهني، ومحايد مهمته الدفاع عن الوطن ضد الأخطار الخارجية وإنهاء الحالة الفصائلية والفصائل التابعة لأية جهة أما آلية تشكيل هذا الجيش، يجب أن تخضع لشروط صارمة بعيدة عن الإقصاء والتهميش لأية جهة.
أجرى المقابلة محمد حميدة