"لقاء مستقلون من أجل لبنان": أمريكا تواصل ازدواجية المعايير في المنطقة وتحرك "داعش"

انتقد عضو "لقاء مستقلون من أجل لبنان"، الدكتور بسام الهاشم، "الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في المنطقة"، واصفًا إياه بـ"الازدواجيّة المنافية للقيم المعلنة".
Sputnik
وأشار الهاشم في حديث لوكالة "سبوتنيك" إلى أنّ "ما يجري في سوريا من تغييرات سياسية وعسكرية، وخاصة في منطقة سوريا التي يتزعمها أحمد الشرع، يتناقض بشكل كامل مع مواقف الولايات المتحدة السابقة، حيث كانت تصنف الجماعات التي تضمها المنطقة كتنظيمات إرهابية قبل أن تنقلب مواقفها فجأة وتدعمها".

وأكد الهاشم أنّ "الحركة التغييرية التي يقودها أحمد الشرع، والتي كانت في السابق تتعرض لقتال متقطع مع مختلف الأطراف أثناء مواجهة قوات النظام السوري، حققت نجاحًا في توحيد صفوفها، ولكن دون وضوح حول الأسس التي تم بناء هذا التوحيد عليها".

واعتبر أنّ "ما يحصل في المنطقة هو انعكاس للتدخل الأمريكي الذي يرعى مصالح كل من إسرائيل وتركيا، اللتين تعدان أدوات مهمة في سياستها بالمنطقة".
رئيس الحكومة السورية المؤقتة: نعمل على إعادة العلاقات مع دول الجوار والعالم إلى مكانها الطبيعي
وتساءل ضيف "سبوتنيك" عن "الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى التراجع عن موقفها تجاه الجماعات التي كانت تعتبرها تهديدًا إرهابيًا، مثل جماعة الجولاني، التي كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة مالية كبيرة لمن يساهم في القبض عليها".

وأضاف أنّ "هذه الجماعة أصبحت تحظى بحضور إعلامي في وسائل الإعلام الأمريكية، مما يعكس تناقض السياسة الأمريكية في المنطقة".

ولفت الهاشم إلى أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت تعتبر الجولاني زعيمًا إرهابيًا، إلا أنها الآن تحاول إعادة تصنيفه من خلال الضغط على حلفائها".
كما أشار عضو "لقاء مستقلون من أجل لبنان" إلى أنّ "الولايات المتحدة، التي تدعي دعم الديمقراطية في سوريا ولبنان، تسعى في الواقع إلى تفكيك المنطقة لصالح إسرائيل".
بسبب تردي الأوضاع الأمنية.. "تجارة الخطف" تزدهر في سوريا
وأضاف أنّ "الولايات المتحدة قد اعتادت على ازدواجية الحركة، حيث تعلن عن نوايا معينة وتتصرف بطريقة مغايرة، وهو ما ظهر بشكل جلي في تعاملها مع الأوضاع في غزة خلال الـ14 شهرًا الأخيرة"، معتبرا أنّ "هذه الازدواجية تؤكد أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تنفيذ وعودها في المنطقة".
وفي ما يتعلق بالأوضاع في فلسطين، لفت الهاشم إلى أنّ ما يحدث هناك هو "عملية نفاق أمريكي غير مسبوق"،

وأشار إلى أنّ "الولايات المتحدة تقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل، وهو ما يسهم في تعميق الأزمة الفلسطينية"، كما انتقد الهاشم "مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته، التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وهو ما يعكس سياسة إسرائيلية عدوانية في المنطقة".

وأوضح الهاشم أنّ "الولايات المتحدة قد لعبت دورًا محوريًا في تقسيم العراق وتشجيع الاهتراء في لبنان، واليوم تواصل مخططاتها نفسها في سوريا، حيث تسعى إلى تنفيذ سياسات تمهد الطريق لتفكيك المنطقة وتقوية إسرائيل"، وتابع قائلًا إنّ " الادارة الأمريكية تواصل السيطرة على منابع النفط في سوريا، مما يسهم في إدامة حالة الفوضى والصراع هناك".
وزير الخارجية الصيني: بكين ستساعد سوريا في الدفاع عن سيادتها واستعادة الاستقرار
وتطرق الهاشم إلى "دور تركيا وإسرائيل في المنطقة"، معتبرًا أنّ "تركيا تعمل كمظلة تجمع مختلف التنظيمات التي انضوت تحت لواء أحمد الشرع في شمال سوريا، بينما تواصل إسرائيل تمددها في الجولان السوري المحتل".

واعتبر أنّ "إسرائيل انتهزت الفرصة لفرض واقع عدواني في المنطقة، حيث بدأت بضرب وتدمير القوات السورية والمراكز الاستراتيجية، بما في ذلك صناعة الأسلحة والتمدد البحري في المنطقة".

وأضاف أنّ "تركيا، التي كانت تطمح دائمًا للتمدد إلى دمشق، وجدت في الظروف الحالية فرصة لتحقيق طموحاتها التوسعية في الشمال السوري".
ترامب: تركيا وراء ما حدث في سوريا.. لقد أرادت ذلك منذ آلاف السنين
وأشار الهاشم إلى أنّ "طريقة تثبيت إسرائيل في الشرق الأوسط تعتمد على تفكيك دول المنطقة واختلاق النزاعات والصراعات، وهو ما يجعل من الصعب تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة"، وذكر أنّ "تركيا، التي ترغب في استعادة أراضٍ قديمة، تسعى إلى تنفيذ مخططاتها في الوقت الذي تتقاطع فيه مصالحها مع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل".

وفي ما يخص الضفة الغربية، تساءل الهاشم عن "دوافع إشعال الأوضاع في المنطقة بعد تراجع القوة العسكرية الإسرائيلية في أعقاب حرب غزة"، مؤكدًا أنّ "هذا قد يكون مؤشرًا على وجود مخطط "أمريكي-إسرائيلي" لإشعال المنطقة مجددًا".

وأردف، قائلا: "الولايات المتحدة تواصل اتباع سياسة النفاق"، مشيرًا إلى أنّ "مواقفها بشأن إيران باتت غير قابلة للتصديق، وخاصة في ضوء الدعم المستمر لإسرائيل وتركيا".
وأكد الهاشم أنّ محور المقاومة، على الرغم من الضغوط التي تعرض لها أخيرا، لم يتحقق له أي فشل، وأن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في المنطقة، رغم محاولاتها المستمرة لتوسيع نفوذها".
مناقشة