رئيس "حركة البناء الوطني" في دمشق: ما زلنا نواجه التحديات والعلاقة مع روسيا ضرورية للاستقرار
05:48 GMT, 24 ديسمبر 2024
رأى رئيس حركة البناء الوطني أنس جودة أن "روسيا دولة محورية في الشرق الأوسط، ورغم التحديات التي مر بها الوضع الإقليمي، فإن لها دورًا أساسيًا في استقرار المنطقة، خاصة في ما يتعلق بالقضية السورية".
Sputnikوقال جودة لوكالة "سبوتنيك": "الوضع في سوريا يتطلب دعمًا خارجيًا مستمرًا، وأنه لا يمكن السير قدمًا في حل القضية السورية دون هذا الدعم"، مشيرًا إلى أن "روسيا تمثل ركيزة أساسية في هذا السياق".
وأوضح جودة أن "روسيا تُمثل عنصرا مهما في الشرق الأوسط، وأن الدور الروسي مرحب به في هذا السياق"، مؤكدا أن "الاستقرار في المنطقة يتطلب الترحيب بالأدوار الإقليمية المتكاملة، وفي مقدمتها الدور الروسي".
وأضاف: "إذا أردنا صناعة الاستقرار في المنطقة، يجب أن نرحب بالأدوار الإقليمية المتكاملة. روسيا لا تزال تمتلك قواعد عسكرية في سوريا، وأن العلاقة معها ضرورية للحفاظ على الاستقرار وتثبيت الاستدامة".
وفي ما يخص الحل السياسي في سوريا، أكد جودة على "ضرورة تسريع تشكيل حكومة انتقالية تشمل جميع المكونات السورية، وذلك لضمان الانتقال السلمي من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء الدولة".
مركدا أنّ "هذا الانتقال لا يمكن أن يحدث إلا من خلال إطار توافق وطني. لا يمكن الانتقال من الثورة إلى الدولة إلا عندما تكون الدولة لها شرعية، وشرعيتها لا تتحقق إلا بإطار توافق"، موضحا أنّ "المرحلة الانتقالية تتطلب حلولًا استراتيجية كبرى لا يمكن حلها بشكل سريع".
وأضاف جودة: "علينا أن نسرع بتشكيل حكومة انتقالية تشمل جميع المكونات وبعدها يبدأ الحوار الوطني ضمن إطار سياسي قادر على تمثيل جميع الأطياف السياسية".
وتابع: "الحكومة الانتقالية يجب أن تصدر إعلانًا دستوريًا ليتمكن السوريون من الثقة في مسارهم السياسي".
وأشار رئيس حركة البناء الوطني إلى أن "المرحلة الحالية تتطلب وضع إطار حوكمة مناسب، وأن الحكومة الحالية تقتصر على تسيير الأعمال والخدمات فقط، وهو أمر إيجابي، لكن هناك حاجة ماسة إلى حكومة انتقالية قادرة على صياغة دستور جديد".
وحول ما يتعلق بمشاركة الشخصيات السياسية في الحل السوري، أشار جودة إلى "دور فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري السابق"، قائلاً: "فاروق الشرع له احترام كبير ولديه خبرة واسعة، ووجوده رمزي وإيجابي في هذا السياق، ولكن من الصعوبة أن يلعب دورًا جديدًا في سوريا في المرحلة المقبلة".
وفي ما يخص دور الدول الأخرى في الحل السوري، أكد جودة أنّ "هناك دورًا قطريًا متقدمًا بالإضافة إلى الدور التركي الكبير في النواحي الاقتصادية والسياسية". وأوضح أن "سوريا لن تتمكن من النهوض إلا بتكاتف دولي لمساعدتها على الانتقال، حتى على المستوى الاقتصادي".
وأضاف جودة: "سوريا لا تزال تواجه تحديات كبيرة بسبب العقوبات المفروضة عليها"، مشيرًا إلى أن "هيئة تحرير الشام" لا تزال مدرجة على لوائح الإرهاب، وهو ما يتطلب قرارًا دوليًا حاسمًا".
وتطرق ضيف "سبوتنيك" إلى زيارة المسؤولين الأمريكيين الأخيرة، معتبرًا إياها "فاتحة للزيارات الدولية المقبلة"، وأضاف: "اليوم المجتمع الدولي يراقب التطورات وسنحكم على الأفعال".
وشدد جودة على أن "الوضع في سوريا يتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الحل السياسي المنشود"، مشددًا على أهمية العمل المشترك بين مختلف الأطراف لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.