السفير الفلسطيني لدى سوريا: موقف روسيا الداعم للقضية الفلسطينية مثال يحتذى به
08:09 GMT, 27 ديسمبر 2024
رأى السفير أنور عبد الهادي، مدير عام دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية، بأن "موقف روسيا الداعم للقضية الفلسطينية هو مثال يجب أن يُحتذى به في العالم"، مؤكداً على "ضرورة فرض عقوبات دولية على إسرائيل بسبب ممارساتها غير القانونية".
Sputnikوأوضح عبد الهادي، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "الدول الغربية فرضت عقوبات على روسيا في وقت سابق دون قرار أممي، فإنه يجب أن يُفرض نفس الضغط على إسرائيل"، مشيرًا إلى أن "العقوبات يجب أن تفرض على إسرائيل لأنها لم تحترم قرارات الشرعية الدولية".
وأكد أن "العديد من الدول تتجنب اتخاذ إجراءات قاسية ضد إسرائيل خوفًا على مصالحها"، قائلاً: "لن تضحي أي دولة بمصالحها من أجل أحد، لكننا متمسكون بالشرعية الدولية لأننا نعلم أن لا أحد يقاتل من أجلنا".
وتابع: "نحن نراهن على صحوة الضمير العالمي، وخاصة من أصدقائنا في روسيا والصين، لتحقيق أهدافنا بالتراكم وليس بالضربة القاضية".
وفي ما يتعلق بموقف القيادة الفلسطينية من العلاقات مع الدول الكبرى، أشار السفير عبد الهادي إلى أن "حل الدولتين هو ثابت من الثوابت الفلسطينية، وانسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس هو المطلب الأساسي".
وأضاف أن "القيادة الفلسطينية تواصل مراقبة الوضع عن كثب"، قائلاً: "نحن بلا شك سنتابع رئاسة دونالد ترامب، ونراقب المواقف السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ونحن من أسقطنا صفقة القرن، وكان للأردن موقف شجاع وجريء في هذا الموضوع".
وحول موقف الدول العربية، أكد السفير الفلسطيني أن "السعودية وضعت شرطًا لاستكمال التطبيع مع إسرائيل وهو حل الدولتين، وهذا جزء من الرهان الفلسطيني السياسي والدبلوماسي"، وأضاف أنّ "الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على تواصل مستمر مع القيادة السعودية لتنسيق هذا الموقف"، مشيرًا إلى أن "المملكة قامت بخطوة مهمة عندما دعت إلى تحالف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية".
وتابع قائلاً: "نراهن على دعم الأصدقاء في روسيا والصين، وقد بدأنا تحقيق نقاط كثيرة في هذا المجال".
وحول ما يتعلق بالوضع في المنطقة، قال عبد الهادي: "الوضع في المنطقة معقد للغاية نتيجة الممارسات الإسرائيلية من إجرام ومحاولة فرض سياستها على المنطقة بأسرها"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تستغل الدعم الأميركي الكامل لتحقيق أهدافها التوسعية"، وأضاف أن "إسرائيل لا تحترم أي قرارات أو شرعية دولية"، مؤكدًا أن "الممارسات الإسرائيلية في الأراضي السورية تشكل اعتداءً جديدًا على الأمة العربية".
وفي ما يخص القضية الفلسطينية في سوريا، أوضح ضيف "سبوتنيك"، أن "الفلسطينيين في سوريا يعتبرون أنفسهم ضيوفًا ولا يتدخلون في الشأن الداخلي السوري"، ودعا إلى "دعم الدول العربية وأحرار العالم في بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس"، قائلاً: "نحن نطلب الدعم السياسي والدبلوماسي، وسنظل متمسكين بحقنا في إقامة دولتنا"، وأضاف أن "القيادة السورية الجديدة ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه القضية"، مستشهدًا بتصريحات مسؤولي سوريا حول "دعمهم للحقوق الفلسطينية، إضافة إلى قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني".
وعن الوضع الفلسطيني الداخلي، أكد عبد الهادي على "ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني"، وأوضح أن "غزة هي جزء من الأرض الفلسطينية ويجب أن تعود السلطة الفلسطينية إليها".
وأشار إلى أنه "كان هناك توافق عام على ضرورة إنهاء الانقسام"، قائلاً: "نحن لا نشارك في المفاوضات التي تديرها حماس مع مصر وقطر، وإذا كانت المفاوضات بيد منظمة التحرير الفلسطينية، لكانت الظروف مختلفة".
وتحدث عبد الهادي عن التطورات الأخيرة في المنطقة، قائلاً: "الوضع يسير باتجاه غير متوقع، والصمت العالمي غير مبرر، كما أن صمت الأمم المتحدة غير مفهوم، والمنطقة ذاهبة نحو اتجاهات لا نعرف نتائجها"، كما أشار إلى أن "إسرائيل تراهن على الزمن وتحاول قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وتدمير مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية".
وشدّد السفير عبد الهادي على أن "
الفلسطينيين سيواصلون نضالهم لتحقيق أهدافهم الوطنية"، وقال: "نحن متمسكون بحقوقنا ولن نتنازل عن حقنا في إقامة دولتنا مهما طال الزمن".
وأضاف أن "أكبر خطر على إسرائيل هو إقامة الدولة الفلسطينية، وأنه يجب أن نكون صادقين مع شعبنا ونرفع شعارات قابلة للتطبيق في ظل هذه الظروف الصعبة".