مجتمع

اكتشاف جزيء خارق يرمم الأمعاء ويكبح السرطان

تعاني الأمعاء لدى الإنسان من الكثير من التآكل والتلف، وذلك بسبب تأدية وظائفها الحيوية اليومية للهضم، ما يتطلب تجديدًا مستمرًا لبطانتها، إذ يشير تجدد جدار الأمعاء هذا، إلى مسارات أساسية تميز التجديد المفيد عن التكاثر المتفشي للورم.
Sputnik
من خلال البحث في قواعد بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي، المستندة إلى نماذج تلف الأمعاء، حدد فريق من الباحثين بقيادة علماء من معهد كارولينسكا في السويد، جزيئًا يقوم بوظيفة مزدوجة كمعالج لأنسجة الأمعاء وقمع ورم السرطان، وهو عامل خارق واعد في مكافحة المرض.
ويُعرف نشاط البروتين باسم مستقبل الكبد "إل إكس آر"، ويمكن أن يكشف عن طرق جديدة لعلاج مرض التهاب الأمعاء، ومنع سرطان القولون والمستقيم، حسبما ذكر موقع "ساينس أليرت"، عن الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر".

ويمكن أن يشجع علاج مرض التهاب الأمعاء، عن طريق تشجيع نمو الأنسجة أيضًا، نمو ورم الخلايا السرطانية، في حين أن علاج سرطان الأمعاء والمستقيم بالعلاج الكيميائي والإشعاعي، غالبًا ما يؤدي إلى إتلاف الأنسجة المبطنة للأمعاء.

ويقول سرستيدار داس، عالم الأحياء المتخصص في الخلايا الجذعية في معهد كارولينسكا: "من المستحيل تقريبًا تعزيز تجديد الأنسجة دون المخاطرة بتحفيز نمو الورم، حيث يمكن للخلايا السرطانية أن تختطف عمليات الاستشفاء الطبيعية في الجسم وتبدأ في النمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه".
وسائط متعددة
أبرز 5 إنجازات طبية في العالم خلال عام 2024

وأضاف داس: "لقد حددنا الآن جزيئًا يمكنه مساعدة الأمعاء على الشفاء بعد التلف مع قمع نمو الورم في سرطان القولون والمستقيم".

وتم العثور على الجزيء أثناء التحقيق في علاجات جديدة لمرض التهاب الأمعاء، إذ لاحظ الباحثون عددًا من الجينات المحددة التي تنشط أثناء إصلاح الأمعاء لدى الفئران وتدفع تجديد الخلايا، الجينات التي يتحكم فيها بروتين" إل إكس آر".
وقد أظهر تحليل "إل إكس آر" أنه يعمل كمفتاح بيولوجي، حيث يقوم بتشغيل إنتاج جزيء يسمى "أمفيريجولين"، الذي يساعد على نمو خلايا معوية جديدة، ولكن عندما يواجه السرطان، فإنه يساعد الجهاز المناعي في الحد من نمو الورم.

ويقول عالم المناعة في معهد كارولينسكا، إدواردو جيه فيلابلانكا: "كان اكتشاف هاتين الوظيفتين مذهلاً، نحن الآن بحاجة إلى دراسة كيفية تحكم "إل إكس آر" في تكوين الورم عن كثب".

مجتمع
"شجرة متجمدة" داخل العين... فيروس يسبب مرضا خطيرا
غالبًا ما يتم إعطاء الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من مرض "كرون" أو التهاب القولون التقرحي، مثبطات المناعة لتخفيف الالتهاب الناجم عن رد فعل الجهاز المناعي المفرط، ولكن هذه الأدوية فعالة فقط لفئة فرعية من المرضى، ويمكن أن يكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها.

ويأمل الباحثون في أن تؤدي الدراسات الإضافية لـ"إل إكس آر"، إلى تحسين استهداف العلاجات، على الرغم من أن أي تطوير فعلي للأدوية لا يزال بعيدًا.

وختم فيلابلانكا: "هذا الجزيء العلاجي الجديد لديه القدرة على علاج ليس فقط مرضى التهاب الأمعاء، ولكن أيضًا مرضى السرطان لمنع اضطرابات الأمعاء المزمنة بعد العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي".
أداة جديدة تتنبأ بمشاكل القلب قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور
لأول مرة في العالم… أطباء روس يطلقون تقنية الذكاء الاصطناعي "جواز السفر التاجي" لحماية القلب
مناقشة