كشفت تصريحات سابقة لصليحة ناصر باي المديرة العامة للديوان الوطني للسياحة بالجزائر عن خطط لاستقطاب 12 مليون سائح بحلول عام 2030، بالتوازي مع توجه لزيادة الاستثمارات في القطاع.
وفق المسؤولة الجزائرية، فإن وزارة السياحة وافقت على إنشاء نحو 2000 مشروع سياحي، 800 منها قيد الإنشاء حاليا، فضلا عن عشرات الفنادق المقرر افتتاحها العام 2025.
وفق جمال عليلي، المدير العام للسياحة في الجزائر، فإن بلاده تستعد لافتتاح 50 فندقاً جديداً العام المقبل بالوجهات الشاطئية لتلبية الطلب المتزايد من السياحة الداخلية.
من ناحيته قال البرلماني الجزائري، علي ربيج، إن قطاع السياحة قطاع مهم جدا بالنسبة للجزائر، لكن ظروف وعدة عوامل جعلت الجزائر تهمل هذا القطاع.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن بعض الأسبابالسياسية والأمنية وأخرى اقتصادية دفعت نحو إهمال قطاع السياحة.
وتابع: "في التسعينات وبسبب الظروف الأمنيه التي عرفتها الجزائر خلال العشرية السوداء، أدت إلى تراجع قطاع السياحة، بالإضافة لاعتماد الجزائر على عائدات النفط، دون التفكير في تطوير القطاع.
ولفت إلى أن الجزائر تزخر بعدد من المواقع الأثرية الرومانية والفينيقية، والإسلامية، بالإضافة للكثير من العوامل الطبيعية كالصحاري والأنهار والوديان والجبال والمناخ، يمكن أن تجعل من الجزائر وجهة سياحية.
يشير ربيج إلى أن التوجه الآن يهدف للوصول إلى 12 ملايين سائح بحلول 2030، ضمن الخطة التي وضعتها وزارة السياحة.
ويرى أن بلاده بحاجة إلى ترميم العديد من المواقع الأثرية، وتوسيع الاستثمار في مجال الفنادق، خاصة أن سلسلة الفنادق هناك غير كافية لاستقبال العدد، إضافة لضرورة الربط الجوي مع العديد من العواصم الهام بحركة طيران أكبر من الحالية.
ويرى أن الجزائر قد تصبح وجهة مهمة للسياح الروس، حال تجاوز عقبة الطيران بين موسكو والجزائر وفتح خطوط مباشرة، وكذلك فيما يتعلق بمستوى الفنادق والبنى التحتية
وشدد على ضرورة الاستثمار في قطاع السياحة، وتشجيع الدولة في مجال بناء فنادق جديدة والنقل الجوي، عبر القطاعين الخاص والعام.
وتنفذ الجزائر مشروع ترميم شاملا لعدد 249 موقعا تاريخيا بهدف جذب المستثمرين والسائحين. وانتهى العمل فيما يقرب من 70 موقعا حتى الآن بينما يجري حاليا تنفيذ خطط ترميم 50 موقعا إضافيا، وهو ما يشمل كذلك عمليات توسعة في المواقع، وفق بيانات رسمية.
اعتمدت الجزائر بدرجة كبيرة طوال السنوات الماضية على عائدات النفط والغاز، وأهملت قطاع السياحة بدرجة كبيرة، حيث استضافت 3.3 مليون سائح أجنبي فقط في العام 2023، وفقا لوزارة السياحة الجزائرية.
في وقت سابق أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، السيدة حورية مداحي، ضمن كلمة ألقتها أمام ممثلي الوكالات السياحية المحلية وجود مساع لاعتماد "استراتيجية شاملة لتعزيز البنية التحتية السياحية بجنوب البلاد"، التي من شأنها أن تشمل تطوير المرافق والخدمات بمستوى يليق بمتطلبات السياح، مع التركيز على دعم السياحة الصحراوية التي تعد منتوجا سياحيا فريدا ومتميزا تزخر به الجزائر.
وأوضحت الوزيرة أن سياسة الدولة الجزائرية ترتكز على تطوير السياحة الداخلية بمختلف أنماطها لضمان استمرارية نشاط القطاع على مدار السنة، بما في ذلك السياحة الصحراوية والحموية والشاطئية، و ثمنت كذلك، مجهودات السلطات الجزائرية، التي سمحت بتحقيق هذا الإقبال المتزايد، لاسيما من خلال افتتاح الخط الجوي المباشر بين باريس وجانت، إلى جانب إنشاء الشباك الموحد لتبسيط الإجراءات الإدارية لفائدة السياح، علاوة على المجهودات القيمة التي تبذلها الوكالات السياحية الناشطة في ولاية جانت، كونها ''شريكا أساسيا في النهوض بالقطاع السياحي، وفق بيان الوزراة.