وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال جلسة التصويت الثانية، إن "جوزيف عون حصل على 99 صوتا من أصل 128 نائبا"، مؤكدا أنه الرئيس الجديد للبنان.
وأدى الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، اليمين الدستوري أمام مجلس النواب ليصبح الرئيس الـ14 للبنان.
وطرح البعض تساؤلات بشأن أهمية هذه الخطوة، وتداعياتها على الملفات الأخرى في لبنان، لا سيما فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، والخروقات التي تهدد استمراره.
خطوة إيجابية
اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن انتخاب رئيس الجمهورية خطوة إيجابية وبالاتجاه الصحيح، حيث شعور منصب رئيس الجمهورية، وكان يؤثر على فعالية حكومة تصريف الأعمال، والتي أصبحت غير قادرة على اتخاذ قرارات رئيسية، كما أثر على الحياة البرلمانية والعامة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لبنان بحاجة إلى رئيس حقيقي يستطيع أن يواجه التحديات الداخلية والدولية والإقليمية، وانتخاب الرئيس يفسح المجال لانتخاب حكومة جديدة وبدء المشاورات لاختيار رئيس حكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تواجه الأزمة الاقتصادية والأمنية والتحديات الأخرى.
وقال إن وجود رئيس وحكومة ومجلس نواب متعاونين، يمكنهم معالجة عملية الاتفاق وقف إطلاق النار الذي لا يزال يمر بتحديات وخروقات من قبل إسرائيل، وغيرها مما يستدعي أن يكون لبنان موحدا لمواجهة كل هذه التحديات.
وأشار إلى وجود الكثير من الاستحقاقات الاقتصادية التي تحتاج إلى أن يكون هناك رئيس ومؤسسات شرعية لمواجهتها، كما يحتاج اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل لموقف لبناني موحد ومتماسك.
ويرى أبو زيد أن انتخاب رئيس الجمهورية فتح أمام لبنان أبواب إيجابية، والمطلوب الآن توحد الطبقة السياسية حول الرئيس لمواجهة هذه الاستحقاقات، في ظل وجود تحديات واستحقاقات كبيرة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني أو الاستراتيجي أو الإقليمي لمواجهة كل هذه التحديات، لعل الطبقة السياسية تتخذ عبرة وتوحد صفوفها لمواجهة كل هذه الأمور.
يوم تاريخي
اعتبر أسامة وهبي، المحلل السياسي اللبناني، أن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يوم تاريخي، لا سيما وأن العماد عون كان قائد الجيش ولم ينتم للطبقة السياسية الفاسدة المسؤولة عن كل الأزمات التي وصل إليها لبنان والحرب التي دخل فيها، والطبقة السياسية الحاكمة لم تختر عون بإرادتها، وكان هناك تدخل خارجي عربي وغربي كبير من أجل إيصال الرئيس الحالي للسلطة، وهذا الدعم غير مسبوق سوف ينعكس على عهده.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، دخل لبنان في عهد جديد، ولحظة تاريخية، ينتهي معها عصر الممانعة بعد هزيمة حزب الله في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وسقوط الحكومة السورية في دمشق، وهو ما يعني انطلاقة جديدة نحو المستقبل، وانعكس في خطاب القسم الذي ألقاه جوزيف عون، وكان خطابا شاملا متكاملا تطرق فيه لكل الأزمات السياسية والمعضلات التي يعاني منها النظام في لبنان والمؤسسات الرسمية اللبنانية.
ولفت إلى تطرق الرئيس الجديد في خطابه إلى البعد الاقتصادي ووعد بحلها، وتطرق لهيكلة المصارف، وإعادة أموال المودعين، وحل الأزمات المتناسلة واللا متناهية في النظام السياسي اللبناني، وعن حماية القضاء ومنع التدخل فيه، وحل المشاكل الخارجية والخلافات مع الدولة السورية الإدارة الجديدة، لا سيما ترسيم الحدود وملف المفقودين والكثير من القضايا العالقة بين البلدين، ومواجهة الأطماع الإسرائيلية من خلال الجيش والدولة اللبنانية، والتحالفات والعلاقات الدولية والعربية وهو ما يضمن حماية لبنان.
وتابع: "ما يحدث دليل على أن العماد عون تلقى دعما داخليا وخارجيا، ولديه اندفاع كبير نحو المستقبل، وهو قادر على تطبيق الكثير من هذه المواضيع، وهو يعلم أن عهده سيكون مليء بالألغام، خاصة أن المتربصين كثر، والمعضلات اللبنانية كبيرة، والنظام الطائفي مترسخ، وكل زعيم يمتلك حق الفيتو في النظام ويستطع عرقلة هذه المشاريع، إلا إذا كان هناك إصرار ودعم شعبي وخارجي لعهد عون قد نشهد نهضة جديدة للبنان".
وشدد على أن قائد الجيش لم يكن خيار الطبقة السياسية الفاسدة، لكن دوره في قيادة الجيش وعلاقاته الجيدة مع العالم العربي والغربي، وموقفه من الحرب المدمرة التي شهدها لبنان، فرض نفسه كمرشح قوي، وجدي، وأجبر الطبقة السياسية لاختياره، وهو ما يؤكد أن عهده سيكون مختلفا عن العهود السابقة، وصفحة جديدة يأمل الجميع أن تكون مشرقة.
ملفات مهمة
وقال العماد جوزيف عون، الرئيس اللبناني المنتخب، اليوم الخميس، إن لبنان يتمسك بمبدأ رفض توطين الفلسطينيين وذلك حفاظا على حق العودة وتثبيتا لمبدأ "حل الدولتين".
وجاءت تصريحات جوزيف عون في كلمة له خلال انتخابه رئيسا للبلاد، مساء اليوم الخميس، مؤكدًا: "في عهدي أن ننفتح على الشرق والغرب وأن نقيم التحالفات بناء على الاحترام المتبادل".
وشدد عون على أن لبنان في عهده ستمارس سياسة الحياد الإيجابي وألا تصدر لدول الخليج والمشرق سوى أفضل ما لديها، مع عمله مع الجميع للدفاع عن المصلحة العامة وحقوق اللبنانيين.
وأكد الرئيس اللبناني المنتخب: "لدينا فرصة لبدء حوار جاد مع الدولة السورية وإقامة علاقات جيدة بيننا"، مضيفًا أنه "سيدفع مع الحكومات المقبلة باتجاه تطوير قوانين الانتخابات بما يعزز فرص تداول السلطة".
ولم يكتف جوزيف عون في كلمته بذلك، بل شدد على أنه "لا فضل لطائفة على أخرى ولا ميزة لمواطن على آخر في لبنان"، منوها بأنه " سيحترم حرية الإعلام وحرية التعبير ضمن الأطر الدستورية والقانونية".
وكان مجلس النواب فشل بانتخاب عون رئيسا للجمهورية اللبنانية في جلسة التصويت الأولى، اليوم، بعدما حصل على 71 صوتا من أصل 128، فيما جاء باقي الأصوات بـ18 ورقة ملغاة، و37 ورقة بيضاء.
يذكر أن طرح ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون أثار جدلًا واسعًا على الساحة السياسية اللبنانية، على اعتبار أنّه وبحسب الدستور اللبناني، لا يسمح لموظفي الفئة الأولى بالترشح إلّا بعد التقاعد بعامين.
وبالتالي يتطلب انتخاب قائد الجيش الحصول على تعديل دستوري يستوجب تصويت ثلثي أعضاء مجلس النواب، ما يعادل 86 صوتًا من أصل 128.