ونقلت وسائل إعلام عن موقع "أكسيوس"، إفادة 3 مسؤولين أمريكيين، أكدوا أن بلينكن عرض خطة لإعادة بناء غزة وإدارتها بعد حرب إسرائيل وحماس، ويأمل في آخر أسبوع له في منصبه، أن تصبح خطته مرجعا لأي خطة مستقبلية ليوم ما بعد الحرب، بما في ذلك للحكومة الأمريكية القادمة تحت إدارة دونالد ترامب.
وأشار موقع "أكسيوس" إلى أن بعض المسؤولين في الوزارة قلقون من أن الخطة قد تخدم مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتهمش السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في باريس الأسبوع الماضي: "نحن مستعدون لتسليم هذه الخطة إلى إدارة ترامب حتى تتمكن من العمل عليها وتحقيق تقدم عندما تسنح الفرصة".
وطرح البعض تساؤلات بشأن فاعلية خطة بلينكن، ومدى إمكانية قبولها فلسطينيًا، ومدى نجاحها في تسيير أعمال قطاع غزة بعد نهاية الحرب.
استهلاك إعلامي
بدوره اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن حديث وزير الخارجية الأمريكي عن خطة من أجل قطاع غزة، قبل أسبوع من تركه المنصب، مجرد محاولة للفت الانتباه، لا سيما في ظل إعلانه عن دعم إسرائيل، ولا يمكن أن يخرج منه أي خير للشعب الفلسطيني.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، معالم خطة بلينكن الخارجية تتحدث عن إصلاح الحالة الفلسطينية وإعادة ترتيبها، وإصلاح السلطة وانتخاب قيادة فلسطينية جديدة، وإعادة بناء قطاع غزة.
وتابع: "الحرب لم تضع أوزارها بعد، ولا يعلم أي أحد مدى نجاح المرحلة الأولى في الانتقال للمراحل التالية، وهل يمكن نجاح خطة لمسؤول أمريكي بقي له أيام بسيطة في السلطة، ولم يأمل أي خير من إدارة بايدن".
وأكد أن هذه الخطة مجرد محاولة للإبقاء على فرصه في الحياة السياسية القادمة، وما يحدث مجرد استغلال لهذه الحالة، لا سيما في ظل عدم الحديث بعد عن اليوم التالي للحرب، لكن الخطة للاستهلاك الإعلامي فقط من الوزير الأمريكي قبل تركه للمنصب رسميا.
فشل متوقع
اعتبر فادي أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن إدارة بايدن سجلت إخفاقات سياسية واقتصادية هي الأكبر في تاريخ الإدارات الديمقراطية المتعاقبة، وفي هذه الأيام الأخيرة، تسعى لتجميل صورة حزبها من خلال هذه المبادرة الرمزية، وتحسين صورتها بعد فقدان الثقة من قبل الكثيرين في أمريكا، لا سيما لدى الشباب في الحزب الديمقراطي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فشل بايدن في فرض صفقة وقف إطلاق النار في غزة، ومنح نتنياهو هذه الهدية للرئيس ترامب، ما اضطر بايدن للقيام بهذه الخطوة كمحاولة لإحراج إدارة ترامب المقبلة، التي تتقاطع رؤيتها مع نتنياهو في تغيب دور السلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة ما بعد الحرب.
ويعتقد أن قبول الخطة تواجهها الكثير من الصعوبات، لا سيما في ظل التعنت الإسرائيلي، وتعثر الوحدة الوطنية الفلسطينية، والحصار للدعم العربي والدولي الفاعل في الخصوص.
وتابع: "لو كان هناك وحدة وطنية، وانخرطت حماس في جهود الوحدة، والتزمت براية منظمة التحرير الفلسطينية، لكان هناك موقف وطني قوي قادر على إفشال ووقف أي محاولات ومبادرات فيما يخص اليوم التالي للحرب".
ويرى أبو بكر أن القبول يعتمد على مدى قدرة المجتمع الدولي في القيام بالضغط الفاعل على أمريكا وإسرائيل لفرض إدارة فلسطينية خالصة على قطاع غزة، وفق قرارات الشرعية الدولية، ببسط السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 46 ألف قتيل وأكثر من 108 آلاف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص مفقودا.