يُقيّم الخبراء الذين استشارتهم "سبوتنيك"، أنه رغم التهديدات بالتدخلات واستخدام القوة، فإن ترامب سيكرر السياسات التي اعتمدها في فترته الرئاسية الأولى في عام 2018، والتي تركز على إزالة اللوائح البيئية، والحرب التجارية، وفرض الرسوم الجمركية، وتشديد السياسة المتعلقة بالهجرة. ومع ذلك، فإن التصريحات العدوانية من إحدى أكبر القوى العالمية تهدف إلى خلق عدم استقرار في الساحة الجيوسياسية العالمية، مما يؤدي إلى تحقيق أرباح لصناعات أمريكية تمثلها إدارة ترامب.
وأضاف نيتو، أن هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى فقدان الثقة في الولايات المتحدة، ولكنها قد تدعم أيضًا مرشحين من أقصى اليمين في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وتوفر دعمًا دوليًا للضغط على الاتحاد الأوروبي وبنما وكندا.
وأشار الباحث في معهد العلاقات الدولية بجامعة بونتيفيسيا الكاثوليكية في ريو دي جانيرو (PUC-Rio) والدكتور في العلاقات الدولية، بيدرو أليماند مانسيبو سيلفا، إلى أن الخطاب الحالي لترامب يخدم أيضًا شركات التكنولوجيا الكبرى.
وأوضح، "أنه أمر جيد للناخبين الذين يراهنون على قدرتهم في توجيه إدارة ترامب نحو مصالحهم عبر التنازلات، كما رأينا في انضمام إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ إلى الأيديولوجية والإدارة الترامبية، وهو ما كان مخزيا لكن ليس مفاجئا".
في المجال الاقتصادي، ذكر سيلفا أن ترامب سيجدد السياسات الاقتصادية من فترته الأولى، مثل تخفيض الضرائب للأغنياء وفرض الرسوم الجمركية، في محاولة لتعزيز الصناعة الأمريكية، وهو ما يؤدي إلى زيادة أسعار المستهلكين والحرب التجارية مع الصين. ومع ذلك، لم تسفر عن النتائج الموعودة.
وفيما يخص الحروب في الشرق الأوسط، تعهد ترامب في ولايته الأولى بإنهاء النزاعات في أفغانستان والعراق، حيث خفض عدد القوات الأمريكية في تلك البلدان، وشهدت إدارة بايدن انسحابًا غير منظم من أفغانستان.
يعد اقتراح ضم جزيرة غرينلاند من قبل ترامب استراتيجية للضغط من أجل زيادة الوجود الأمريكي في المنطقة. حاليًا، تتحمل الدنمارك وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تكلفة الدفاع عن غرينلاند.
أفاد الأستاذ في جامعة فلومينينسي (UFF)، أن هناك مخاوف من أن تزيد الصين أو روسيا من وجودهما في المنطقة، سواء لاستكشاف الموارد أو إقامة مواقع عسكرية. وأضاف أن تصريحات ترامب تهدف إلى الضغط على الدنمارك والاتحاد الأوروبي لزيادة الإنفاق على دفاع غرينلاند، مما سيفيد الصناعات العسكرية الأمريكية ويمنح شركات أمريكية متعددة الجنسيات حقوق استكشاف في المنطقة.
واستبعدالخبراء أي احتمال لاستخدام الولايات المتحدة للقوة، لأن ذلك سيعرض العلاقات مع الاتحاد الأوروبي للخطر وسيترتب عليه تكاليف باهظة بالنسبة لسكان الولايات المتحدة.
تعتبر قناة بنما ممرًا استراتيجيًا بالنسبة للولايات المتحدة، حيث تمر عبرها حوالي 6% من التجارة الدولية. وتسعى الولايات المتحدة إلى الضغط على بنما للحد من الوجود الصيني في القناة.
ورأى الخبراء أيضًا أنه "من غير المعقول جدًا" أن تصبح كندا الولاية الـ51 للولايات المتحدة، وقالوا إن دعوة ترامب لضم كندا إلى الولايات المتحدة هي بحث عن اتفاق تعريفة جمركية يحمي الصناعة الأمريكية من المنافسة الكندية دون التأثير على المزايا التي تجدها المنتجات الأمريكية في البلد المجاور أو استيراد الغاز والنفط الكندي.