وقال موقع "sciencealert" إن خبراء من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية وهيئة المساحة الجيولوجية البريطانية تعاونوا لتقديم نموذج مغناطيسي عالمي جديد وأكثر دقة.
وعلى الرغم من أن القطب الشمالي الجغرافي يظل ثابتًا في مكانه في قمة محور دوران الأرض، يُحدد النموذج المغناطيسي العالمي بدقة موقع القطب الشمالي المغناطيسي والذي تحرك كثيرًا عبر القرون، ومع تحرك الحديد والنيكل في باطن كوكبنا، يتحرك أيضًا المجال المغناطيسي للأرض، ما يعني أن القطبين الشمالي والجنوبي يتحركان باستمرار، فإذا كنت تستخدم بوصلة أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فإن معرفة مكان هذه النقاط بدقة أمر بالغ الأهمية.
من جانبه، يقول ويليام براون، خبير نمذجة المجال المغناطيسي الأرضي العالمي من هيئة المساحة الجيولوجية البريطانية: "إن السلوك الحالي للقطب الشمالي المغناطيسي لم نشهده من قبل، حيث كان يتحرك ببطء حول كندا منذ القرن الخامس عشر، ولكن في العشرين عامًا الماضية، تسارع باتجاه سيبيريا، وزادت سرعته كل عام حتى حوالي خمس سنوات مضت، عندما تباطأ فجأة من 50 إلى 35 كيلومترًا سنويًا، وهو أكبر تباطؤ في السرعة رأيناه على الإطلاق".
تشير الأبحاث إلى أن فصلين مغناطيسيين عملاقين – أحدهما تحت كندا والآخر تحت سيبيريا – هما ما يدفع حركة القطب الشمالي المغناطيسي، في بعض الأحيان تكون التحولات كبيرة بما يكفي بحيث يتطلب الأمر تحديثًا طارئًا، خارج دورة الخمس السنوات المعتادة.
ووفقًا لفريق هيئة المساحة الجيولوجية البريطانية، فإن السفر لمسافة 8500 كيلومتر، من جنوب أفريقيا إلى المملكة المتحدة في خط مستقيم سيجعلك على بعد 150 كيلومترًا، عن المسار في النهاية، إذا كنت تستخدم النموذج المغناطيسي العالمي القديم مقارنة بالنموذج الجديد للملاحة، هذا هو مقدار الفرق، ومن المنتظر أن تجري شركات الخرائط والخدمات اللوجستية، جنبًا إلى جنب مع الحكومات والوكالات الرسمية، بإجراء التحديثات.
وأوضح براون إن شركات الطيران الكبرى ستقوم بترقية برنامج الملاحة عبر أساطيل طائراتها بالكامل لتحميل النموذج الجديد، وستحتاج الجيوش إلى ترقية البرامج في عدد كبير من أنظمة الملاحة المعقدة عبر جميع أنواع المعدات"، إلا أننا لن نضطر إلى تطبيق أي تحديثات على هواتفنا أو أجهزة الملاحة عبر الأقمار الصناعية الخاصة بنا، حيث سيحدث كل ذلك تلقائيًا.