مجتمع

درجة حرارة المحيطات ترتفع بنسبة 400% أسرع مما كانت عليه عام 1980

ساعدت القفزة غير المتوقعة في درجات الحرارة العالمية منذ عام 2023 في تأجيج هجوم لا هوادة فيه من الكوارث المرتبطة بها في جميع أنحاء العالم، مما ترك الباحثين يكافحون من أجل إيجاد تفسيرات لذلك.
Sputnik
وكشفت البيانات المستمدة من محيطات العالم أن التسارع المثير للقلق في ارتفاع درجة حرارة سطح البحر ربما أسهم في ذلك.

ووجدت دراسة جديدة أن قمم محيطاتنا ترتفع درجة حرارتها بمعدل أسرع بأربع مرات مما كانت عليه في أواخر الثمانينيات.

وطُرحت عدة نظريات لتفسير الحرارة الزائدة التي تفوق ما كان متوقعًا من ظاهرة النينيو ومعدلات زيادة ثاني أكسيد الكربون المعروفة، وتشمل النظريات زيادة بخار الماء الذي يحبس الحرارة نتيجة ثوران بركان "هونجا تونجا-هنجا هاباي" في عام 2022، وانخفاض الهباء الجوي المبرد للسطح نتيجة لتغييرات تنظيم الشحن في عام 2020، وذروة النشاط في الدورة الشمسية الحالية التي ترسل المزيد من الحرارة في طريقنا.
مجتمع
"800 ألف كيلومتر"... ثقب عملاق يظهر على الشمس
وأكد العلماء أنه لو تم جمعها معًا، فإنها لا تستطيع تفسير درجات الحرارة المرصودة بالكامل.

لذا استخدم عالم الأرصاد الجوية، كريس ميرشانت، وفريقه سجلات بيانات الأقمار الصناعية منذ عام 1985 لحساب التغير في معدل ارتفاع درجة حرارة سطح البحر.

ووجدوا أن المعدل الأساسي للاحترار كان نحو 0.06 درجة مئوية في الثمانينيات، ولكن هذا المعدل ارتفع الآن إلى 0.27 درجة مئوية لكل عقد، وأشار العلماء إلى أن هذه ليست زيادة خطية بل زيادة متسارعة.
روسيا تعتزم بناء مجمع فضائي هجين بين الإنسان والروبوتات بحلول 2027
ورغم أن بعض الحرارة الزائدة كانت ناجمة بالفعل عن ظاهرة النينيو الأخيرة، فإن الباحثين يحسبون أن نحو 44% منها كانت بسبب امتصاص المحيطات للحرارة بشكل أسرع كثيراً مما كان متوقعاً خلال العقد الماضي.

وقال العلماء: "إذا كانت المحيطات عبارة عن حوض استحمام من الماء، ففي ثمانينيات القرن العشرين، كان الصنبور الساخن يتدفق ببطء، ويسخن الماء بمقدار جزء بسيط من الدرجة كل عقد، لكن الآن، يتدفق الصنبور الساخن بسرعة أكبر بكثير، واكتسبت ظاهرة الاحتباس الحراري سرعة أكبر".

وحذر العلماء أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإننا في العشرين عامًا المقبلة فقط سوف نتجاوز ارتفاع درجة حرارة سطح البحر الذي شهدناه في الأربعين عامًا الماضية.
مجتمع
علماء الفلك يرصدون "رياحا عاتية" بسرعات تفوق سرعة الصوت على أحد الكواكب
وأكد العلماء أنه ومع كل هذه الطاقة الزائدة التي تؤدي بالفعل إلى تدمير الحياة البرية بشكل جماعي، وترك الملايين من الناس يعانون من الجوع بسبب المحاصيل المدمرة، وتفاقم الأمراض والحالات الصحية الأخرى، فمن الصعب أن نتصور إلى أي مدى سوف تسوء الأمور بسرعة، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.

وتابع العلماء: "يتعين على صناع السياسات والمجتمع الأوسع أن يدركوا أن معدل الانحباس الحراري العالمي على مدى العقود الأخيرة لا يشكل دليلاً كافياً على التغير السريع الذي من المرجح أن يحدث على مدى العقود المقبلة، وهو ما يؤكد على الحاجة الملحة إلى خفض كبير في حرق الوقود الأحفوري".

وختم العلماء: "لقد وضع العلماء المعنيون خطة تلو الأخرى لمحاولة إعادة المحيط الحيوي المتدهور إلى بر الأمان".
مناقشة