مدير مركز الدراسات القانونية لـ"سبوتينك": قرارات ترامب أشبه بـ"سايكس بيكو" جديد وإيقافها يحتاج لحرب

تعليقًا على انسحاب الولايات المتحدة تدريجيًا من الهيئات الدولية والأمم المتحدة، رأى أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات القانونية والسياسية في الجامعة اللبنانية، الدكتور سامر عبد الله، أن هذا الانسحاب جاء نزولاً عند الرغبة الإسرائيلية والهدف منه تقويض عمل هذه الجهات.
Sputnik
وفي حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أشار الدكتور عبد الله إلى أن قرارت الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أصدها مؤخراً هي أشبه بـ"سايكس بيكو" جديد للمنطقة، خصوصاً أن ما من أحد يستطيع التكهن بما سيقوم به ترامب.

وأضاف: "أمريكا تعتبر أن سلطتها في مجلس الأمن مقيدة بوجود الفيتو الروسي والصيني والفرنسي والبريطاني، ولذلك يريد ترامب تخفيف الإنفاق في هذه الجهات الدولية ويرى نفسه اليوم في محطة تاريخية قادر من خلالها أن يحكم العالم ويعزز صورة الإمبراطورية الأمريكية، ولكن من خلال سرعة اتخاذ القرارات والإجراءات التي يقوم بها ترامب يتضح أنه يتصرف من تلقاء نفسه ومن دون وجود شركاء له في العالم".

وسائط متعددة
تصويت... برأيك إلى أي دولة قد يهجر ترامب أبناء غزة في حال لم يردعه الضغط العربي؟
وتابع قائلا: "أمريكا هي الممول الأكبر لهذه الهيئات الدولية وتحركها وفق ما تشاء، ولكن العالم تغير بعد الأزمة الأوكرانية وبطريقة سريعة، وترامب استفاد من إرهاق أوروبا بموضوع النازحين والأزمة الأوكرانية وبات يرى نفسه الأقوى في العالم ويريد استثمار هذه القوة".
وعن حديث ترامب أنه يريد إمتلاك غزة وتهجير شعبها، اعتبر الدكتور عبد الله، أن أمريكا أصبحت طليقة في المتوسط وتتصرف كما تشاء وتعتبر أن المنطقة تحت سيطرتها، وترامب يريد إيصال الغاز وربطه من البحر بالبر عن طريق قطر والسعودية والأردن وسوريا ليصل إلى تركيا من بعدها إلى بلغاريا ووسط أوروبا للاستفادة من هذا الغاز.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
مبعوث ترامب إلى كييف يعلق على تسوية الصراع في أوكرانيا

أما عن مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإعادة هيكلة الأمم المتحدة لجعهلها تعمل بكفاءة أكبر، أكد الدكتور عبد الله أن طرح الرئيس بوتين واقعي ومنطقي فهو لديه رؤية للنظام الدولي، أي أنه يجب أن يكون متعدد الأقطاب، إضافة إلى أن عقيدة بوتين ترتكز على عالم متعدد الأقطاب وعالم إصلاح ليس فقط في الأمم المتحدة بل في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ولذلك كانت نشأة "بريكس".

واعتبر أننا بحاجة إلى أحداث توازي الحرب العالمية الثانية لزحزحة التسلط الأمريكي على هذا النظام العالمي، لافتا إلى أن هذه الأحداث قد لا تكون عبر حرب عسكرية إنما قد تكون عبر حرب اقتصادية أو سيبرانية أو إلكترونية، أو حتى حرب ممرات".
‏وختم ضيف "سبوتنيك"، قائلا: "إن أغلب مهام أجهزة الأمم المتحدة بروتوكولية ويدفعون رواتب خيالية ومخصصات باهظة للعاملين فيها، وهنا علينا التساؤل ماذا فعلت الأمم المتحدة للعالم وللسلم الدولي، فهي لا تستطيع فرض قراراتها على واشنطن لخفض انبعاثات الغاز مثلاً، وهذه المنظمة تثبت وجودها وانتاجيتها على صعيد العالمي".
مناقشة